جميعنا نواكب الحديث والاحدث لمواقع التواصل الاجتماعي ونكاد نجزم انها اصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فلا يخلوا هاتف او منزل منها، لتبقى على اطلاع بكل المستجدات الاخبارية، الفنية،الدينية، الثقافية، والرياضية على حد سواء.
هكذا كنا نرى هذه المواقع في الاعوام القليلة المنصرمة، ومع تغير الوقت تتغير نظرتنا لما بين ايدينا، هذه المواقع التي طالما كانت بالنسبة لنا محض جهة صديقة للمجتمع اصبحت مصيدة اخرى توقع كل من ارتبط بها ارتباطا وثيقا في مصيدتها.
تكاثرت اعدادها، اسمائها، وهيئاتها الى ان اصبحت تغزوا احلامنا صغارا كنا ام كبارا، لم يصبح استخدامها كالماضي بل تحولت ايضا لمواقع نصب واحتيال وصيد منتشر على نطاق واسع، وبعضها مواقع ابتزاز لافراد ومؤسسات كبرى، حتى انها تحولت في بعض الاحيان الى مواقع لبيع الاباحية واستقطاب عاملات في هذا المجال، ولم يقتصر على الفتيات فقط بل تطور هذا ليجعل بعض الشبان يقومون بانتحال شخصيات فتيات للحصول على مكاسب مادية من صيدهم الوافر على الانترنت ، لقد اصبح للمعادلة وجوه كثيرة وتدهور اخلاقي في تزايد بين الفئات العمرية المختلفة .
لم تعد التكنولوجيا كما كانت تاخذ حصة الاسد في استباق الحدث، بل اصبحت تاخذ منحنيات اخرى بعيدة كل البعد عن ديننا، عاداتنا وتقاليدنا العربية.
بل وازداد نطاقها الا ابعد من هذا الى ان وصل بنا الحد ان نضع في بعض المواقع اعلانات للخطابة كذا والشيخ كذا لفك السحر والعنوسة، وهو ما جعل الكثيرين يقبلون عليه بشدة لايماننا المسبق ان كل عسر يحصل وراؤه عين لم تسم الله علينا.
لقد وصلنا لعام 2015 وما زال تفكيرنا كالجاهلية الاولى نبحث عن امور لا تستحق عناء التفكير بها، بل لا يجوز نبشها من مقابر التخلف المجتمعي، ليصبح عنوان عامنا هذا :
جسد، بطاقة، موقع، وعلاقة .