زاد الاردن الاخباري -
في الحياة العادية لا أحد يحب الشروط لأنها تعني القيد من الحرية واتباع أمور قد لايؤمن بها الشخص والسير في طريق مليء بالحواجز ان اصطدم بأحدها يختل توازنه، وكذلك هو الأمر بالنسبة للحب الحقيقي الذي لايحب الشروط ويفقد معناه اذا كان مطلوبا اتباع سلسلة أو وصفة ملزمة لكي يحب. البرازيليون وربما غيرهم من الشعوب لايحبون أن يكون الحب الحقيقي مقيدا بسلاسل من الشروط التي تضيق مساحته في القلب. التأكيد هنا هو على الحب الحقيقي لأن الحب العادي أو حب المصلحة أو حب الطفرة مرتبط بفترة زمنية وجملة من القواعد التي تؤدي الى انتهائه في لحظة من اللحظات. في استطلاع للرأي لمعهد /غاريبالدي/ المختص باجراء استطلاعات الرأي في مدينة ريو دي جانيرو ثاني أكبر المدن البرازيلية، أكد ثمانية وسبعون بالمائة من الشبان والشابات البرازيليات بأن الشروط هي التي تتسبب في انهاء نسبة تسعين بالمائة من حالات الحب بين الرجل والمرأة لأن وجود أي شرط أمام الحب يعني بأنه مقيد وما ان كانت العاطفة مقيدة فانها لن تقدم نفسها للآخرين بشكل واسع ومفتوح وصادق. وأضاف المشاركون في الاستطلاع بأن هناك أنواع من الحب تحتاج لقواعد ليسير وفقا لتيار وفترة زمنية محددة ينتهي مفعولها. هذه الأنواع من الحب لايمكن الحكم عليها بأنها حب حقيقي وصادق وانما حب أو ربما عاطفة جاءت طبقا لظروف معينة وفي مرحلة معينة. لكن الحب الحقيقي ليس له حدود ولذلك لايقبل الشروط لأن الشرط يعني ضمنيا وجود حدود لايمكن تجاوزها. طبقا لاستطلاع الرأي قالت نسبة سبعين بالمائة بأن الحب الحقيقي هو حر والحر لايقبل الشروط ولايسير طبقا للشروط. انه حب يكون فيه القلب مفتوحا على مصراعيه لاستيعاب الكثير من الأمور بشكل أوتوماتيكي دون أن تكون هناك حاجة لوضع شروط أو فرض قيود عليه. وقال المشاركون في الاستطلاع ان الحب الحقيقي حر لأنه لايتضمن كلمة " الأنا" اي أن من يحب حبا حقيقيا ينفي ذاته ويبعد الأنانية عن نفسه لأن الأنانية شرط يتحول الى قيد للطرف الآخر. وأضاف الشبان والشابات البرازيليات بأن الحب الحقيقي هو القادر على جلب السعادة وابعاد التعب النفسي والجسدي ذلك لأن مايتعب في الحب هو وجود الشروط والقيود قالت نسبة ثمانين بالمائة ان تلفيف الحب بالكثير من التوقعات خطير جدا عليه اذا فشل طرف ما في تلبية كل توقعات الطرف الآخر. ماهو مهم بالنسبة للحب الحقيقي هو العفوية وليس كثرة التوقعات. وقال هؤلاء ان التوقعات الكثيرة تحد من العفوية التي هي السمة الأساسية في الحب الحقيقي. في العفوية الصدق والأمانة وفي التوقعات التظاهر والخداع. فان لم تستجب التوقعات سيشعر أحد طرفي علاقة الحب بأنه قد خدع من قبل الآخر. بما أن الحب الحقيقي حر فانه يقودك الى حيث تقتضي الضرورة، أي ضرورة العيش في المكان الذي يمكن أن يترعرع فيه الحب وينمو كالنبتة في وسط الغابة. وقال المشاركون في استطلاع الرأي بهذا الخصوص ان تحديد مكان الحب هو بمثابة شرط يعني انه اذا خرج ذلك الحب من بيئته المحددة فانه سيزول. أكدت الغالبية العظمى من المشاركين في استطلاع الرأي بأن الحب الحقيقي لايفرق بين الغني والفقير لأنه عاطفة نبيلة لاتدخل المادة في صلبها. فاذا تدخلت المادة فيه فانه سيتحول الى حب طبقي ومصلحي لاعلاقة له بالنبل. وأضافوا بأنه عندما ينبض القلب بالحب الحقيقي فانه لايفرق بين الناس والمناصب والمكانات. المادة ان تدخلت في الحب الحقيقي ستتحول الى شرط أيضا، شرط الوقوع في حب الثري طمعا في أمواله وترك فارس مغوار على حصانه الأبيض فقط لأنه فقير.