ماذا سنقول للبطل (صلاح الدين) الذي اختارك أنت لبطولاته التاريخية حصنا منيعا....... وماذا سيكتب التاريخ على جدران قلاعك التي كانت من نار وحديد.
وترهب الغزاة من قريب وبعيد يا أيها( الشمال الأخضر) يا أيها القوي العنيد.
عند قدومك من بعيد ومشاهدتك قلعة البطل صلاح الدين الأيوبي تعرف من هي هذه المدينة الرائعة بشيبها وشبابها برجالها ونسائها وأطفالها..... هي مدينة عجلون الأردنية.
هذه المدينة الساحرة بأشجارها الصنوبرية وتينها وعنبها وزيتها وزيتونها
عبين وعبلين يا قطعتين من السكر... وضعت وذوبت لسقاية ثمارك الأزلية.
قد كنا أكلنا وقطفنا بأيدينا أعنابك وتينك من جنات بساتينك اللامتناهية الازلية.
وشيم أهلك الكرام ونبلهم لا يوجد لهم مثيل بهذا الزمن العجيب.
يغريك فيها جبالها الشاهقة وقربها من السماء وطهر أهلها ويا لعشقي وولعي لنقاء
مائها وهوائها ونسائمها الصيفية ويا قطعة من الجنة سرقت أشجارها واحترقت.
وهل من المعقول أن تحرق أغصان وأشجار جرش وعجلون بمواقد حجرية ومواقد حديدية يا لهذه الأنانية....... لقطع آخر امتداد لأشجار الصنوبر الحلبية الممتدة من سورية و لبنان..... ألا تبت يداه كل من سوُلت له نفسه لقطع كل هذه الأشجار التاريخية الربانية ولم يسمع كل النداءات والصرخات من أشجار الصحابة والصديقين.
وكان قد تناسى بأن كل شجرة اغتصبت وكل شجرة احترقت بأنه أحرق قلوب (الجرشيين والعجلونيين) وكل مواطن أردني أمين .
فكان لكل شجرة صنوبر اسم مميز ... كتب عليها أسماء لأطفال جرش و عجلون
فكيف يستبيح الولد قتل أمه وأبيه .....وهل سيأتي يوما لهذه الغابات أن تختفي تتصحر لا سمح الله.....
ويلبس أهلها جلودهم المحترقة من نار الصيف ويختزل هوائها ويباع لأصحاب الضمائر الجاهلية.... وتجفف ثمارها وتعرض على تجَار الحروب الاستعمارية.
أقسم بالله العظيم.... وحق كل شجرة أغتصبت واحترقت وكل الدموع التي أذرفت
سيزرع أهلك الكرام مقابل كل شجرة قطعت واحترقت واقتلعت مائة ألف شجرة.
أستظل تحت أغصانها ثلة من أشرف وأخلص الناس من شيب وشباب أردننا الغالي.
وكتابات صغيرة قد أوجدتها على شجرة زيتون بأحراش وغابات (وصفي التل)
التي لم يتبقى منها إلا القليل وحبات حصرم كنا قد قذفناها على العصافير الحبشية
وبقايا من خبز الصاج كنا قد دفناها لتأكل منها الأرانب والسناجب والثعالب الحمراء وكثير من الحيوانات البرية يا للقسوة الغير إنسانية.
وجرش الأبية صاحبة الأجبان والألبان العالمية التي ليس لها مثيل بكل الدول العربية والأجنبية وأغنام جرش و(خبيزة جرش وحاملة جرش وكرز وعنٌاب جرش)
وكل بيت وكل شاب وكل طاعن في السن وكل عجوز وكل صبية لها منا اليوم أجمل تحية.
ابقوا على بساتينكم وأشجاركم وأحراشكم خضراء متجددة لجلب الأمطار وتفتح الأزهار وتفجير ا لينابيع وجودكم وتاريخكم من أشجاركم وعتقها. وتواصلكم مع الله مربوط بالصلاة بقرب أشجاركم وتسبيحاتكم......... هنيئا لكل من يزرع وتحرق وتقطع لكل الأيادي التي تقلع...
برغم الظروف العصيبة والغلاء المستمر بأسعار المحروقات فكروا قليلا بأعمار أشجاركم التي وجدت قبل نزولنا سطح الأرض.
جنة الأردن الشمالية لكم من عمان أجمل تحية.
والله ولي التوفيق.
هاشم برجاق