أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بوريل: يجب تنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهو 8281 معاملة أُنجزت من خلال المكاتب الخارجية لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات 170 شركة بريد مرخصة بالأردن موعد انتهاء تأثير المنخفض الجوي على الأردن 3 شهداء و12 جريحا بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان ارتفاع الهطول المطري في الأردن إلى 1.6% من المعدل السنوي الأميرة دينا مرعد ترعى حفل جمعية مكافحة السرطان الأردنية اربد .. البندورة والزهرة بـ40 قرش في السوق المركزي محكمة أميركية ترفض التهم الموجهة للأردنيين حمدان ودبوس النفط يهبط مع احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحزب الله طارق خوري لن يترشح لرئاسة الوحدات ‏التعليم العالي: نتائج المنح والقروض منتصف كانون الثاني 2025 برنامج الأغذية: 43% فقط من مساعدات غزة أُدخلت عبر الأردن الأمن: إقبال كبير للاستفادة من إعفاء المركبات بالأردن إطلاق مركز موحد للسفريات الخارجية مطلع العام المقبل بالأردن بن غفير: فرصة تاريخية لتركيع حزب الله تضيع فيتش: مشروع قانون الكهرباء بالأردن سيرفع توليد الطاقة المتجددة إعلام عبري يكشف الدمار الحقيقي لمستوطنات الشمال الأردن .. إتاحة الفرصة لمواليد 1957 فما دون أخذ مرافق للحج

صديقي اللدود

20-07-2010 09:17 PM

أبو بكر عبد البشايرة السعودي .. شخص تجتمع في شخصه جميع المتناقضات، تظن أنك تعرفه حق المعرفة بعد مرور سنوات ثلاث، ولكن يرتد إليك فهمك خائباً خاسئاً، فإنك ما ازددت به إلا جهلاً، وماحصدت إلا الحيرة واليأس.

إن أردت العلم الشرعي ومظانه فدونك عبد، وإن بحثت عن الحياة وألاعيبها فعليك بعبد، وإن حرصت على الجد فما لك إلا عبد، وإن أحببت أن تُروِّح عن نفسك ساعة فمن غير عبد، وإن أردت أخبار القبائل والعشائر والأنساب ففارسها عبد، وإن هممت أن تسلك أي درب مهما قرب أو بعد، ومهما سهل أو صعب فدليلك عبد.

رجل جمع بين أبي نواس وأبي العتاهية، بين ابن حنبل وبهلول، بين ابن تيمية ولينين، بين الشرق والغرب، بين العلم والجهل، لا يطغى واحد على آخر، ولا يختلط هذا بذاك، حسن التنقل من هنا إلى هناك، لكأنما هو أشخاص في شخص، أو هو شخصية تشظت إلى عشرات.

لطيف، سهل، لين، رقيق إذا كان هادئاً، ريح وإعصار ونار إن كان غاضباً، وسرعان ما ينقلب من حال إلى حال، لكأنما جُبل من أخلاط سحرية، لا يقر له قرار، ولا يطيب له في أي مكان مقام، دائم الحركة، سريع الخطا متقاربها، لكأنه مُطارد من شبح، أو تحسبه يطارد أسداً أو يترصد لثعلب.

إن أردت أن تجالسه في ساعة صفاء، فعليك بمقعد هزاز ليقيك تقلبات الضحك وموجاته، وهزاته وفوراته، لكأنك تغرق في تسونامي من الضحك والقهقهة، توشك أن ترديك أمواجه، أو تهوي بك إلى الأعماق جذباته.

لا يعترف بالحواجز أو السدود، لا يسلم من لسانه أو حركاته أحد، يتحبب للجميع، ويختلس البسمة من شفاههم رغماً عنهم. إن صادفته يوماً فلا بد أن يصيبك منه رشاش من كلام، أو إيماءة أو حركة، فتشعر أنك تعرفه من زمان بعيد، بل قبل أن تولد. يؤمن أنَّ الدنيا زائلة، والتواصل مع الناس ورسم البسمة على شفاههم عبادة، وأنَّ هموم الدنيا لا تنفد، ولا يسلم منها أحد، فلا ينبغي أن نستسلم لها أو نخضع لسطوتها، أو أن نكون لها عبيداً.

رجل لا تأخذ منه حق ولا باطل، يوردك النبع ويرجعك صادياً، يتفلت منك كما الزئبق، يتعبك ويريحك، يضحكك ويرهقك تفكيراً، لا يؤمن بالمسلمات الوثنية، والعادات الرجعية، ولا بالاستسلام المقيت، ولا بأخذ الأمور على عواهنها، شعاره أنَّ الله وهبنا العقل لنوظفه لا لنركنه على الرف، أو لنضعه في سرداب، أو تابوت مغلق. فالتفكير والبحث طريق للهدى والرشاد، وأخذ العلم مغلفاً يوشك أن يورد صاحبه الهلاك.

رجل إذا جلس تصدر، وأعاد للحضور حياتهم وحيويتهم. إذا تكلم لم يبق مجال أو متسع للآخرين إلا أن يسمح أو يعطف. إذا أضحك أدمع، وإذا قهقه زلزل، وإذا أرعد وأزبد فالنجاة النجاة، أو الصمت حتى تمر العاصفة.

سريع الغضب، سريع الرضى، بعيد غوره، وإن بدا سهلاً ميسوراً، كالبحر العميق الساكن، إذا انخدعت به سحبتك أمواجه، وإن كنت حصيفاً، فالسلامة خير ما يرتجي. يوافقك في كل ما تراه، ويطيعك في كل ما تريد، لكأنما تظن أنه انقاد لك وأصبح من أتباعك، ولكنك تدرك بعد فوات الأوان، أنه يخالفك ولا يجافيك، يعصيك ولا يؤذيك، يتذلل إليك لكأنما هو مطية لك، ولكنه يجمح بك ولا يرديك.

هذا غيض من فيض، ونقطة من بحر، ومحاولة للإحاطة، بشخص يستعصي على الإمساك، وجهد المقل لفهم ما لا يفهم، وترسيم ما لا يرسم، وتجميع الماء في غربال، أو حصر الهواء في سلال.

mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع