زاد الاردن الاخباري -
يهرب الرجل من المرأة الجادة او المرأة التي لا تضعف امام محاولاته للايقاع بها. وعادة ما يتهمها بأنها"معقدة"وبعضهم يتطرف في وصفها والهجوم عليها عندما يفشل في تحقيق مصالحه والتقرب منها.
واذا كان الناس اعتادوا على "شكل" معين من النساء وهوالشكل الرقيق والسلس والناعم ، فان بعض النساء يستغرقن في القضايا العامة وتحديدا السياسية وبالتالي فإن سلوكهن ينحاز الى طموحاتهم الخارجية. ذلك ما يراه الدكتور محمد الدقس (استاذ علم الاجتماع بالجامعة الاردنية) يجعل معظم الرجال ينأون عنها.
واضاف الدكتور الدقس" لنتفق اولا على المصطلح. هناك المرأة الجادة او المرأة السياسية او ما تُعرف في العالم بـ"المرأة الحديدية "ـ بالمناسبة المصطلح معروف في الغرب قبل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر ـ وهناك المرأة المثقفة السياسية.
يقول الدكتور الدقس: ثمة عدة مواصفات للمرأة التي تهتم بالشأن العام وبالقضايا السياسية ومنظمات المجتمع المدني والاحداث العالمية. وهذا يكون أحيانا على حساب جوانب اخرى قد يراها معظم الرجال جوانب سلبية في تلك المرأة. حيث يسمونها احيانا المرأة"الحديدية ". فهي دائما خارج المنزل. ولهذا فان كثيرا من الرجال يبتعدون عنها سواء كان ذلك من خلال الارتباط العاطفي او الزواج منها. وهو ما يقود هذا النوع من النساء الى "العنوسة". ويقال انها"تزوجت الخارج" اي القضايا العامة التي تأخذ جل وقتها.
ودعا الدكتور الدقس المرأة الى تقسيم وقتها ما بين الشأن الخارجي ( المجتمع ومتطلباته) والشأن الداخلي(البيت والعواطف وما الى ذلك ).
يزيد الدكتور الدقس قائلا: المرأة الناجحة او"المرأة المثالية"هي التي تقيم توازنا ما بين اهتمامها بالشأن الخارجي والشأن الداخلي . وهذا يعني ان المرأة في هذه الحالة تكون متوازنة ومتزنة.
واضاف الدكتور الدقس: من الجدير بالذكر ان مواصفات المرأة ذات الشأن العام ( غالبا ) انها امرأة لا تهتم بمظهرها ( لا تتزين ولا تختار ملابسها بأناقة) ولا تهتم بالموضة ولا تحرص على لفت الانتباه كأنثى مثل غيرها من النساء الاخريات. فالرجال يفضلونها انثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وهذا يعني ان اهمال الجانب العاطفي والمنزلي يعتبر نقصا بالنسبة للمرأة. وبالمقابل ايضا ، فلا بد ان يكون للمرأة اهتمام بقضايا المجتمع ومتطلبات الخارج من ناحية اخرى.
امرأة ولكن..،
ولكن المرأة المتهمة ، ترى ان الشأن العام ليس حكرا على الرجال فقط. فالقضايا التي تشيرون اليها امرأة حقيقية وهي جادة وليست مجرد انثى ناعمة تقع في حبائل الرجل من اول"كلمة غزل". وتقول نداء عطية ان مفهوم الانوثة عند الرجال مختلف ومتغير بحسب مصالح كل رجل . فاذا كان يريد من المرأة ان تكون ملك يديه وتوافق هي على ذلك ، فانها انثى. وان كانت جادة ومعنية بالشأن العام كالقضايا السياسية والصراعات الكونية ، تكون من وجهة نظره"صلبة وقاسية ونصف امرأة".
بينما ترفض انعام جار الله التهمة من جذورها. وتقول ان المشاكل العامة هي جزء من اهتمام الانسان كانسان بعيدا عن التقسيم الضيق لمفهوم الانوثة والذكورة. فكم رجل يفتقد الى صفات الرجولة (الشهامة والكرم والاحترام والنخوة). هو فقط"ذكر".
المشكلة ليست في المصطلحات بل في السلوك العام والخاص. فانا مهتمة بالشأن العام ومنشغلة بقضايا المرأة ليس في الاردن فقط بل في العالم عامة . ولا انتظر من زوجي ان يلخص لي الاحداث بما يناسبه هو وبحسب رؤيته هو.
وتقول المذيعة (س. ر) انها تعمل في المجال العام وتحتفظ بأناقتها رغم ان بعض الناس يرونها"امرأة خشنة"لكونها تقدم البرامج الجادة وتضطر الى التخلي جزئيا عن"ماكياجها"احيانا. فلا يجوز ان تزور الفقراء والناس في الاماكن البائسة وهي في قمة اناقتها بحيث لا يكون مظهرها استفزازا لهم.
الرجل وهنا نختار ما يقوله ليث رمضان يريدها انثى بدون"ميوعة" وبالحد الادنى من المكياج. ويرفض التهمة بأن الرجال عامة لديهم"عقدة"من المرأة التي تهتم بالسياسة والقضايا الجادة جدا وعادة ما ترتدي البنطلون والتي شيرت وتتحرك بسرعة وتأكل بسرعة وتمشي بسرعة.
ويرى نهاد ان التوازن بين المظهر والسلوك والاهتمام بالشأن العام مطلوب ويحقق الغرض من العلاقة بين الرجل والمرأة. لكن الرجل عامة يحب ان يرى في المرأة التي يحبها نقيضه من حيث الرقة والعذوبة والكلمة الطيبة والاهتمام به كسكن لروحه ومرآة تعكس اجمل ما فيه.
الدستور ـ طلعت شناعة