يتفاجأ المواطن الاردنى هذة الايام من اصرار ثلة من العسكر المتقاعدين في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن في استمرارها باصدار بيانات تحت يافطة لجنة التوجيه الوطني لجمعية المتقاعدين العسكريين عبر مواقع الكترونية كثيرة وغيرها من الصحف, وقد سبق ذلك اثارة هذة المواضيع عبر قنوات فضائية معروفة لاتبحث عن أى شىء الا الاساءة للاردن , و لقد كثر الاخذ والرد حول هذا الموضوع الذي تطرق اليه البيان واشار الية بكل صراحة حيث يعتبر من المواضيع الحساسة للغاية
اولا :- لا بد من التاكيد ان لقواتنا المسلحة دور ريادي وذلك بفضل الرعاية الهاشمية الدائمة التي اولت هذا القطاع الاهمية القصوى, لان هذا القطاع هو الصرح الوطني المؤهل لحماية الوطن ومسيرته نحو التطور والنمو والعمران.
ثانيا :- ان افراد قواتنا المسلحة هم الابطال النشامى الافذاذ في الاخلاص والتفاني ونكران الذات من اجل الوطن وقد جادوا بدمائهم الغالية الزكية رخيصة في ساحات الوغى والعطاء حين تطلب ذلك , ورجال واي رجال في التصدي للصعوبات والعدوان ورجال قل نظيرهم فى الولاء ولانتما ء .
ثالثا :- لقد قامت الدولة الاردنية منذ تأسيسها بغرس مفردات الولاء والانتماء لهذا الوطن من خلال تحقيق المساواة بين افراد الشعب الواحد , ولقد ارسى المغفور له الملك عبدالله الاول ومن بعدة ابنائة اسس الوحدة الوطنية بتشكيل مؤسسات قوية مركزية عملت على تطوير المجتمع والمحافظة على وحدة الدولة وتضامنها فى كل مناحى الحياة الاردنية من خلال دستور عصرى وسلطة وطنية حفظت هذا الكيان وصهرتة فى اطار هوية واحدة متجانسة .
رابعا :- ان المؤسسة العسكرية هي الاداة الاكثر تنظيما وانضباطا وجاهزيه بحكم موقعها الرئيسي في الهيكل التنظيمي للدولة ,وهى المؤسسة المؤهلة لضبط الواقع الداخلي وحماية الوطن من أى اطماع مستقبلية. ففى جميع دول العالم المتمدنة واليمقراطية يكون الجيش بعيدا عن السياسة. وحين يتم تسريح او احالة أى فرد الى التقاعد فانه يكون فى اجازة استراحة المحارب لقضاء بقية العمر بين اسرتة واهلة الذين حرم من الجلوس والاستمتاع معهم طيلة فترة العمل العسكرى.
غير ان الحال فى دول العالم الثالث مختلف نسبيا وما ينسحب على دول العالم الثالث ينسحب على الاردن,حيث التقاعد يعنى فقدان السلطة و الامتيازات المتوفرة للمنصب وليس للشخص نفسة. وارى ان كثرة الضباط فى الجيش والترقية التى تسير بوتيرة عالية ادت الى تقاعد مجموعات كبيرة وفى الحالة هذة تؤدى الى بروز مجموعات متناقضة ومتصارعة والصراعات هنا ليست مرتبطة بتصورات أو رؤى استراتيجية بل هى شخصية ونزاعات لتحسين النفوذ او الوضع الاقتصادى للمتقاعد او الحصول على منصب بعد التقاعد وهنا بيت القصيد. وهذا ما يؤشر على ان هؤلا يعتبروا انفسهم اكثر ولاء من غيرهم واستحقاقا لتقلد المناصب الحساسة حتى بعد التقاعد. وعادة ما تمارس الدولة هذا الدور مما خلق لها هذة الاشكالية . ومن هنا جاء تبد ل اولويات بعض اعضاء مؤسسة المتقاعدين الاردنيين الى البحث والحديث عن السلطة والخوف على الهوية الوطنية واعادة نغمة الوطن البديل وهؤلاء وان كانو لا يعلمون فهم ينفذون نظرية\" التفكيك والتفتيت\" والتى دأبت علي استخدامها اسرائيل فى التعامل مع شعوب المنظقة العربية.
ان اثارة زوبعة كهذة في ظل الظروف الدولية الراهنه ,هو نوع من التحول لهز الاوضاع الداخلية والسلم والامن الاجتماعى الذى ينعم به الجميع, وهو ايضا يعد ابتعاد عن ثوابت الدولة الاردنية والاتفاقيات الدولية, وارباك لاعادة ترتيب البيت الاردنى ولاسيما ان الاردن مقبل على استحقاق الانتخابات النيابية فى المرحلة اللاحقة, وان جاز لنا ان نتذكر فلنتذكر كلمات المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه حين قال فى ردة على اليمين الاسرائيلى انذاك \" أن الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين\".
ان اكبر تحدي يواجهه الاردن هو الحفاظ على وحدة هذا البلد ودعم مسيرة الاصلاح والتحول الديمقراطي وحمايته.ان جيشنا الاردنى هو قمة الوطن وقامته السامقة ,وان الدستور هو الذي يحميه ويحافظ عليه رأس السلطة جلالة الملك القائد الاعلى للقوات المسلحة. و لا بد من القول أن الاسرة الهاشمية الكريمه منذ تأسيس كيان الدولة الاردنية لم يذكر ان احدا تجاوز على الدستور وخصوصا من قبل اى فرد من افراد العائلة المالكة الكريمه لانهم هم اصلا حماته . .ولا بد من التاكيد على انه اذا كان هناك نفر لهم مصلحه شخصية او باحثين عن مناصب او منفعة عامة ويدّعون انهم يحبون الاردن وحريصون على مصلحته أرى انهم ارادو تحت يا فطة المتقاعدين ان يرموا حجا رة في البئر الذي يشرب منه المهاجرون والانصار واّل البيت من اجل تعكّيرة . هل تقتضي المصلحة الوطنية اثارة قضايا كهذه لا تسمن ولا تغني من جوع ؟ أن الاردن العزيز بقيادته وبجيشه المصطفوي سيبقى منارات عزه وكرامه و ستبقى وحدته الوطنية اكبر من بيان موتور يصدر عن مجموعة تريد ان تعيد البريق المفقود اليها . الاردن الكبير بقائده عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله والقوي بوحدته الوطنية والمعتز بقواته المسلحة نشامى الاردن رجال مدرسة الثورة العربية الكبرى والمفاخر بشعبه الحر الكريم سيبقى حاملا وحاميا لرسالة الاصلاح و الديمقراطيه ومشعل الثورة العربية الكبرى بوهجها الساطع الذي ينير الدرب لمن لا يعرف والطريق لمن يريد ان يثوب الى رشده .ان اثارة قضايا كهذه لا تخدم في الواقع سوى الكيان الصهيوني واليمين المتطرف الحاكم في اسرائيل على وجه الخصوص , لذا علينا أن نقتدي بكلام سيد الوطن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثانى حين قال في الخطاب الاخير له في ذكرى الجيش و الاستقلال بتاريخ 8/6/ 2010\" ان الوحدة الوطنية امانه في اعماق الجميع باعتبارها ركيزة الاستقرار وضمانة المستقبل وانها خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه\".
نعم ان الوحدة الوطنية هى قاعدة الارتكاز لبقاء الوطن قويا صلبا وهى صمام الامن والامان وهى اهم عوامل استقرار البلاد وامنها الوطنى.
ان جلالة الملك هو عنوان اردننا الكبير باهلة وعشيرتة ووحدتة الوطنية والالتفاف حول عرشة هو مقياس الوطنية والوحدة الوطنية ان كنا نريد حقا خيرا بهذا الوطن