لا أُنكر أنني معجب جدا جدا بهم منذ أيام الدراسة الجامعية والعمل الحزبي الشبابي , من ناحية إلتزامهم التنظيمي , ومن ناحية التزامهم الفكري, وإفناء الفرد من أجل المجموعة , نعم لا خلاف بيننا من الناحية العقائدية , وكثيرا من الأهداف نلتقي عليها ونتفق , ولكن وبنفس الوقت كثيرا من الوسائل والطرق لا نلتقي عليها , و في مقالتي هذه لست بمعرض الحوار , أو النقاش , ولكنني بمعرض تسجيل الإعجاب , ورفع القبعة لهم , إكراماً وتقديراً , و إشهادا للتاريخ , فلهم ما عليهم , وكثيرا كثيرا لهم ما لهم .
قبل يومين , أبلغني أحد الاخوة ( بلغتهم ) , وبلغتنا أحد الرفاق , إسمه عاكف المجالي , زميل وصديق وقريب , وهو عضو مُنظم في الجماعة , عن موضوع تُحضر له الحركة الاسلامية في محافظة الكرك , التي وبكل حق و أمانة دأبت في كل عام , وضمن فعاليات إسبوع الأقصى الشريف , على تكريم عديد الرجال الذين عملوا وما زالوا يعملون للأقصى , ولو بأضعف الايمان وهي الكلمة , فلقد كرموا في العام 2008 , الاردنيين الذين إستشهدوا على أرضنا فلسطين , وفي العام 2009 قاموا بتكريم رجالات من الكرك وجهاء عشائر وشيوخ مسلمين ومسيحين , وفي هذا العام كما أخبرني الأخ ( الرفيق ) عاكف , فيوم الاحد 25|7|2010 سيقومون وضمن إحتفالية بتكريم أُؤلئك الذين جاهدوا في سبيل قُدسنا , وأرخصوا دمائهم في سبيل أقصانا , ومنهم على سبيل المثال لا الحصر وكما علمت : المشير حابس باشا المجالي بطل معرك باب الواد 1948 ,ومعالي الاستاذ يوسف مبيضين والحاج ممدوح الصرايرة رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنانه .
لن أقول تنكرت لكم صفحات حاضرنا يا رجال الاقصى , ولكن أقول أن ماعملتموه من أجل المسرى الشريف , لا تكفيه بضعُ وُريقات , أو كلمات تُقال على مذياع أو وجه مذيعة مصطنع تحيهم , ما فعلتموه يجعل لزاماً علينا كل مطلع شمس أن ننظر تجاه الاقصى , ونُقسم له أننا قادمون , ونذكره بحابس ويوسف وممدوح ...الخ , ليعلم أن لنا من التاريخ آية تشهدُ علينا , وفي الحاضر رجال نُقسم على فدائك , والمستقبل يأتيكم بالاخبار ما لم تزودوا به .
لكم الله يا نشامى الحركة الاسلامية , تُبهروننا في كل مرة , وتُلزموننا برفع الإحترام لكم في كل مرحلة , أحسدكم و أغبطكم , وأحسدُ تنظيماتكم على هذه الدايناميكية الرائعة التي تتحلون بها , واكتسبتموها من خلال ذوبان الفرد في المجموعة , وتلك العناقيد التي تشكلونها , خلايا نحل تفرضُ علينا أن نُعلن أننا نُقدركم ونُبجلكم , على كل ما ننتقدكم به , ورغم كل التقاطعات التي وقعت ,وإختلاف وجهات النظر بيننا , إلا أن الحق يُقال , ليسوا عُنصريون أو مُنحازون , وليسوا مُعقدون أو مُتحجرون , إنهم فعلا مُلتزمون مُنظمون , لهذا في زمن قلما نجدُ فيه مفردات النظام والإلتزام في قواميس الكثير من الجهات الحكومية والأهلية والشعبية والحزبية , نراهم مُتميزين مُنفردين , ومن لديه عقدة في التنظيم والإلتزام كمن لا يطول العنب , فحُصرماً عنه يقول.
هل تُراني أُجاملهم , أبدا فهم يعملون بصمت ولا ينتظرون الاشادة , ولا أنتظرُ منهم شيئا أبدا , أم تراني أكسب ودهم , نعم هي كذلك أنا أكسب ودهم , علني أتعلم منهم وأستفيد , فعلى كل الأصعدة وعلى كل الجبهات , هم بالأساس إخوة العروبة وإخوة الجغرافيا والزمان وأحلام الطفولة , أما إخوة الدين , فعلى بساط الدين لله والوطن للجميع , يلتمُ شملُنا , وتتضافرُ جُهودنا , تماما نحن وإياهم , كالسبابة و الوسطى والخنصر والبنصر وكبيرهم الإبهام , تراهم متشعبين منطلقين كلٌ في شُعاعه , لا يلتقون ابدا , ولكن تجمعهم كف واحدة ,قاعدة واحدة , تجعلُ من فقدان أحدهم عجزٌ ونقصٌ يُصيب المجموعة كلها.
أعيد لكم رفع القُبعة , مُزينة بحروف الإعجاب , فلا يمكنني أن أتخيل مُجتمعا مدنيا أنتم لستم أعضاءٌ فيه , ولا أتصور وجود عملية سياسية بكل تفاصيلها وشُعبها وتعقيداتها أنتم لستم في مقدمتها , وبكل صراحة و وضوح الطاولة المستديرة أبدا لن تكون دائرية لا هرمية , إن لم يكن لكم مقعداً هنالك , نعم قد يكون شاغر أحيانا ولكن روحكم حاضرة , فالحقوا اخوتي ورفاقي الجسدُ الروحَ.
حازم عواد المجالي