تعتبر الحملة الانتخابية الموجه الأساسي للرأي العام في الانتخابات، وهي التي تدفع بإنجاح مرشح أو إخفاقه اعتماداً على نوعيتها وإدارتها ومدى إلمام القائمين عليها بأبجديات وأساسيات العمل في الحملات الانتخابية. وما لا شك فيه أن المرأة وهي تمثل نصف مجتمعنا لها دورها ومكانتها إذا ما أرادت أن تكون ضمن الملاكات العاملة والمنظمة في اللجان الانتخابية، بل في إدارة حملات انتخابية برمتها، وخصوصاً إذا ما تبنت مرشحة نسائية كانت على قناعة تامة بها وبقدراتها، فهي أقرب إلى أختها المرأة وهي قادرة على أن تغزو وتدخل معاقل تجمع المرأة وإقناعها بإعطاء صوتها لمرشحة معينة. وعندما نتناول دور المرأة في الحملات الانتخابية، فإنه علينا أن نستكشف ونتلمس مدى قناعة المرأة في انتخاب أختها المرأة ودعمها وهل المرأة مستعدة لدعم أختها، وأن تتصدر إدارة الحملة الانتخابية لها. فعلى المرأة أن تكون لها قناعتها المستقلة بدعم مرشح أو مرشحة معينة، ولا ينبغي أن يكون صوتها ورقة تستخدم لإنجاح الرجل وإيصاله إلى مراكز صنع القرار، فمعيار الكفاءة والقدرة والتاريخ المشهود بالعطاء في المجتمع للمرشح أو المرشحة هي التي من المفترض أن توجهها بتزكية شخص وإعطائه ثقتها ومنحه صوتها .
وفي هذه المرحلة الحساسة والمفصلية من الحراك السياسي، المطلوب أن تكون لدينا اتجاهات مستقبلية واضحة لتحرك المرأة في الانتخابات المقبلة كناخبة ومرشحة، وألا تكون مهمة المرأة فقط تحريك المياه السياسية وترجيح كفة موازين القوى المتصارعة في الانتخابات، وأن تستوعب بأن المجتمع بحاجة إلى وجودها في العمل السياسي وصنع القرار، ولتحقيق ذلك ينبغي التركيز على نشر الثقافة الانتخابية وأهمية الانتخابات من حيث إنها وسيلة للمشاركة السياسية في صنع القرار، وهي واجب وطني، كما أنها مجال رئيس لتعريف كفاءات المجتمع . كما أن على مؤسسات المجتمع المدني أن تبدأ بوضع خطة استراتيجية واضحة المعالم ومحددة الزمن والأهداف لتوعية المرأة بأهمية المشاركة في الانتخابات وآلية المشاركة فيها ، وهذا يحتاج إلى تكوين فرق تثقيفية للمناطق المختلفة تبدأ بتنفيذ الخطط والبرامج التوعوية والتثقيفية عن طريق عمل زيارات ميدانية لأماكن تجمع النساء، وهنا تبرز أهمية وجود المرأة في الفرق التثقيفية وأيضاً اللجان الانتخابية . وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على أهمية اختيار عضوات الفرق التثقيفية والبحث عمن لديهن قدرات ومهارات ذاتية تنمو وتصقل بالانخراط في دورات تدريبية موجهة لتنمية مهارات أساسية تحتاجها المرأة العاملة في هذا الشأن، وعلى سبيل المثال لا الحصر مهارات وفنون التواصل مع الآخرين على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وأيديولوجياتهم وأيضاً أنماط تفكيرهم، الثقة بالنفس، الحماس والنشاط وغيرها من المهارات الإدارية والتنظيمية والقدرة على التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة . ما سبق من الكلام دار حول دور المرأة كناخبة وداعمة ، ولا يجب أن نغفل عن دور المرأة كمرشحة ، فهي ملزمة بمهمات ومسؤوليات تجاه حملتها الانتخابية من تواصل مع القاعدة الجماهيرية بكثافة وبناء قدراتها في المناظرات السياسية والتعامل مع الأسئلة والانتقادات التي قد تكون محرجة ومع وسائل الإعلام المختلفة ، كما أن عليها وضع برنامجها الانتخابي بدقة وعناية بالغة ، بحيث تكون بسيطة وواقعية وعملية وضمن صلاحياتها المترتبة في المجلس ولا ننسى أن نركز على أهمية التاريخ الاجتماعي للمرشحة ، ماذا قدمت لمجتمعها سابقاً ؟ وهل حصلت على ثقة الجمهور بعطائها وقدراتها ؟ وأختم بأن على المرأة أن تبادر إلى ممارسة حقوقها السياسية وتغيير بعض الأوضاع السلبية التي قد تعوق ممارستها لهذه الحقوق فحقوقها لن تقدم لها من دون السعي الحثيث وراءها .
شـمـس مـحـمـد الـمـواجـدة