منذ اللحظات الأولى لإعلان الأردن عزمه تملك مفاعلات نووية لأغراض سلمية هدفها الأول والأخير سد احتياجاته من الطاقة التي أرهقت فاتورته موازنة الدولة الأردنية خلال السنوات الماضية والتي أصبح من الصعب تحملها،منذ تلك اللحظة بدأ الأردن يواجه تحد سياسي واقتصادي مع الإدارة الأمريكية، ربما هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة ليكون هناك مواجهة سياسية علنية بين الأردن الدولة التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبين الإدارة الأمريكية حول الملف النووي الأردني .
لا يخفى على احد بأن الكيان الإسرائيلي المصطنع هو من يقف وراء هذه المواجهة ، التعنت الأمريكي الغريب والذي يفترض انه تربطه علاقات تاريخية على امتداد سنوات طويلة مع الدولة الأردنية ويعرف حق المعرفة السياسة الخارجية الأردنية التي ميزته خلال كل تلك العقود الماضية بالاعتدال وصدق المواقف الواضحة من مختلف القضايا.
تاريخ العلاقات الأردنية الأمريكية واعتدال السياسة الأردنية وتوقيع اتفاقية سلام بين الحكومة الأردنية والكيان الإسرائيلي كل تلك الأسباب لم تشفع للأردن بأن يتملك حق تخصيب اليورانيوم المستخرج من باطن أرضه لتشغيل مفاعلاته النووية.
الغريب في الأمر هو تخوف الإدارة الأمريكية على الكيان الإسرائيلي من أن يستغل الأردن (الموقع لجميع الاتفاقيات الدولية التي تمنع استخدام وانتشار أسلحة الدمار الشامل )عمليات تخصيب اليورانيوم لإغراض غير سلمية ،وكأن الأردن دولة إرهابية في حين ان الكيان الصهيوني الذي يرفض توقيع أي اتفاقية دولية بهذا الشأن بل ويملك أسلحة دمار شامل ومفاعلات نووية لإغراض عسكرية ،نفسه هو من يتبجح ويطلق التخوفات والتهم من خلال الإدارة الأمريكية لمنع الأردن حقه الذي حفظه له القانون الدولي بتخصيب اليورانيوم على أراضيه ما دام قد وقع تلك الاتفاقيات بما فيها إعلانه لحسن نواياه بأن برنامجه النووي برنامجا سلميا بل ويفتح أبواب مفاعلاته للرقابة الدولية في أي وقت .
الموقف الإسرائيلي ومن وراءه الموقف الأمريكي يتطلب من كل القوى السياسية والاقتصادية للوقوف صفا واحدا إلى جانب جلالة الملك لمجابهة الموقف الأمريكي بالطرق القانونية والسياسية التي تحفظ لنا حقنا بإقامة مشروعنا النووي السلمي مع عدم إغفالنا بأن الموقف الأوروبي كما يبدوا هو اقرب إلى الجانب الأردني منه إلى الجانب الآخر الذي يجب علينا استثماره في هذه الأوقات وعدم ترك الفرصة للكيان الإسرائيلي الذي لن يتوانى أبدا باستخدام كل الأساليب للضغط على تلك الدول لتغير موقفها لتتخذ نفس الموقف الأمريكي.
*حزب التيار الوطني