أمانيك يا صغيري لن تحقق على هذه الأرض، قد نالت من طفولتكم أيدي السفاحين والجهلاء، سيخصم رب عملك يوميتك وسيخصم جميع الأيام، سيعين طفلا آخر بدلا عنك، سيمحي من وجنتيه الطفولة، ويشمر عن ساعدي الرجولة، ليكسب قوتك الذي سعيت لأجله.
لن ترسم علم بلادك في كراستك المدرسية، ستبهت ألوانك وترفض نشر زهوها على بياض الورق، ستذبل زهور باحتكم، فمن غيرك كان يسقيها، ستبقى حقيبتك وحذائك وقميصك المضمخ بالدم ذكرى تلعن كل المؤامرات والسياسات العربية منها والأجنبية، ستلعن كامب ديفد، ووادي عربه، ستلعن تقسيم الثمانية والأربعين، ستسقط شرف الكلام عن مدعيين السلام، ستلعن مجلس الأمم، والجامعة العربية، ستلعن القوانين الدولية التي فرضت علينا ذل الاستعمار بالجنود والسلاح وتدمير العقول، وستبكي لربها فهو المنصف ومن سواه.
لن تمسح أمك جبينك كل ليلة لتقبلك مئات القبل، لن تشتري هذا العيد لباس الشرطة، ولن تحمل سلاحك لتدافع عندما تكبر عن ارضك وعرضك، ستبقى في تلك الزقاق رجلا لم يتجاوز الثانية عشر من العمر يعود كل يوم لمنزله كي يضع حقيبته، ويهرول مسرعا لعمله.
أكان ذنبك أنك تركت ثوب الطفولة والطين والغميضة، ودائرة الطبشور على الأرض وسميت نفسك اسرائيل كي تدوسها كلما تلعب لتعلن رفضك لها؟
أكان ذنبك ضحكات نثرت الأمل بأن غدا أفضل، فأغتالتك يدي الجبناء بلا حياء من تجردك الرجولي الذي طالما أقنعتنا به؟
ارقد بسلام فهذا ليس اوان الرجولة .
.
.
أسماء العسود.