زاد الاردن الاخباري -
بينَ رئيس جامعة مؤتة د. رضا شبلي الخوالدة انّ دور الجامعات في حماية الوطن من الأعداء الذين يتربصون بأمنه واستقراره، لا سيما في مواجهة الإرهاب والتطرف والغلو كظواهر تهدد المنطقة برمتها وتستوجب التنبيه لخطورتها، وذلك بالقيام بالمهام الوطنية بأمانة ووفاء واخلاص لهذا الحمى الحبيب، وتحقيقاً لهذه المهمة النبيلة قامت الجامعة ببعض الانشطة النوعية ضمن جهودها الوطنية الرامية إلى حماية الاجيال من أي فكر دخيل على عقيدتنا وثقافتنا الاسلامية الأصيلة.
(مشيراً إلى ) أن جامعة مؤتة وباعتبارها مؤسسة علمية ومنارة فكرية تؤدي رسالتها الوطنية بدافع من الانتماء والولاء للأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة؛ أخذت على عاتقها القيام بدور فاعل في مواجهة التطرف والدعوة للوسطية والاعتدال ،والتعبير عن صورة الاسلام الحقيقة بعد أن ظهرت بعضُ التنظيمات والجماعات التكفيرية "تلك التي يميزها الجهلُ، ويسيطرُ على عقولها ثقافة الموت وسفك الدماء دون أن تأخذ بعين الاعتبار منهج الاسلام القويم كدين يتسمُ بالرحمة والانسانية والخير للبشرية جمعاء.
وأوضح الخوالدة أن الجامعة ومنذ سنوات مضت قد تمثلت لتوجيهات القائد الملهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في تفعيل دور الجامعات ؛لمواجهة الفكر الأسود والداعي للعنف والتطرف والانحراف عن سواء السبيل وعقدت مؤتمرات دولية شارك فيها خيرة العلماء والمتخصصين في مجال الأمن المجتمعي ،والفقه الشرعي كمؤتمر الأمن الانساني الذي عقد في الجامعة وعنون بالأمن الانساني والحراك المجتمعي ،وقد تزامن مع بداية ما يسمى بالربيع العربي والذي فرض تحولات وتغيرات على الساحة العربية والاقليمية والدولية ،ولأهمية ذلك كررت الجامعة المؤتمر تحت عنوان "الفقر والحرية والأمن "تناول محاور متعددة من أبرزها تشخيص الفكر التكفيري وتأثيره السلبي على المجتمعات، والتصدي له من قبل أهل الاختصاص من دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة.
مؤكداً أنّ هذه المؤتمرات تناولت مواضيع جوهرية تتعلق بالأمن المجتمعي والحرية ومكافحة الإرهاب والتطرف رغبةً في تحصين الفكر لدى الشباب الجامعي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام .
والجدير ذكره أن هذين المؤتمرين قد تمخض عنهما توصيات يمكن توظيفها في حل أخطر ما يواجه المواطن العربي من تحديات فكرية تؤثر على حاضره ومستقبله ،وقد جاءت فعاليات المؤتمرين نوعية من حيث المضمون والمشاركة ،فثمة علماء أجلاء لهم مكانتهم العلمية المرموقة قد شاركوا في أوراق بحثية تناولت الارهاب الفكري ،وحاولت تدوين رفضها الممارسات الخطيرة التي تعطي الآخرين صورة مغايرة عن عدالة الاسلام وسلامة منهجه ،والجامعة قد تناولت وفي كثير من المناسبات الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف .
لتبين أن الصراع بين منهجين "منهج الحق ومنهج الباطل "واضعةً المتلقي المتصف بالموضوعية أمام الخيار المنطقي والذي تفرضه عليه الفطرة السليمة، والجامعة قد نظمت وبالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية ندوةً بعنوان ترسيخ الفكر الوسطي في أوساط الطلبة في الجامعات الأردنية ،وتناولت هذه الندوة قضية الوسطية وانسانية الخطاب الاسلامي ،الداعي إلى بيان مخاطر الفكر المنغلق، وتهميش الآخرين واللجوء إلى العنف والارهاب، لا سيما وهو فكرٌ يشكل خطراً على الأمة ويأتي إليها بالويلات والنوائب.
وذكر في معرض حديثه أنّ كلية الشريعة في الجامعة (حسب الخوالدة) عكفت على عقد محاضرات علمية حول التكفير والتبديع ،ومحاربة الفكر المنحرف ؛وصولاً إلى الغاية السامية المتمثلة بحماية المجتمعات المسلمة من الفتن والفوضى ،وقد أكدت الأنشطة الفكرية التي قامت بها الكلية على تفعيل دور المنابر الدينية والثقافية فهي فضاءات للحق والهدى والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وقدم أساتذة شرعيون من الكلية مساهماتهم البحثية والفكرية لتناول الموضوع وفي أكثر من مناسبة دعت إليها مؤسسات وطنية داخل محافظة الكرك وخارجها ؛لدراسة الارهاب ونبذ التطرف والفكر الأسود كما وصفه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين _ رعاه الله_.
مضيفاً أن عمادة شؤون الطلبة وانطلاقاً من مسؤولياتها المتعلقة برعاية الطلبة فكرياً وسلوكياً ندوات ومحاضرات تغرس في أذهانهم ثقافة المحبة بدلاً من العنف ،والحوار البناء بدلاً من الفوضى والتي تهدد في نزف المقدرات والمكاسب والانجازات باعتبار أن واجب حمايتها وتعزيزها يقع على عاتق الجميع.
وذكر رئيس الجامعة " أن إدارة الجامعة قامت بالتعميم على الأساتذة وفي كافة كليات الجامعة بتوعية الطلبة وتحذيرهم من الفكر المتطرف وعواقبه على الوطن والأمة وقضاياها العادلة، رغبةً في تحصين الشباب داخل الجامعة فكرياً حتى يكونوا عامل بناء وانجاز لا عامل هدم وخراب.
وبين الخوالدة أنّ الجامعة ستواصل تأدية واجبها الوطني والأخلاقي في توعية المجتمع من مخاطر التطرف والغلو والفكر المنغلق وذلك من خلال تعاونها مع كافة الجهات الفكرية والعلمية والتي تؤسس لقواعد رصينة ستسهم في هزيمته ،وبناء صروح الوعي خدمةً للأمة والوطن على حد سواء .