محمد حسن العمري
-1-
ذات مرة الدكتور بسام العموش يعتلي منبر مسجد الجامعة الاردنية ويرفض ان يدعو للتبرع بالمال - عادة ما يحصل دائما – على مداخل المساجد ، كان وقتها يرى ان المساجد مشاعل حضارية و ليست اماكن جباية ، والكنائس لا تفعل ذلك !
اتذكر ذلك اليوم ومنذ ثلاث خطب جمعة يتفرد بها امام مسجد قبالة الجامعة الاردنية ، جعل الاولى لشرح اهمية شاشات البلازما التي طلب لها تبرع قدره ثلاثين الفا ، واهمية مكبرات الصوت الجديدة واجهزة المراقبة واهمية تبيض الحجر وتغير السجاد الذي لا يحتاج لتغير اصلا ، الا في حدود التباهي بالمساجد ومنذ ثلاث خطب لم اسمع حديثا للرسول الاعظم(صلى الله عليه وسلم) ، وهاأنذا اهمس في اذن سماحة الامام حديث رسول الله الذي يرويه انس رضى الله عنه:
\"لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد\"
لم تكن الخطبة الاولى باقل شأنا من الخطبة الثانية التي خصصها الشيخ ، للثناء على المتبرعين ذاكرهم بالاسم تباعا وأولهم الامام نفسه الذي تبرع جهارا بخمسين دينارا ، فيما كانت خطبة الجمعة الأخيرة للتعرض للذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة لانهم ينتقدون تفرد خطبه للتبرع لرفع شأن المسجد الى ذات الشأن الذي طال منذ سنوات بقية مساجد غرب عمّان ، المهم ثلاث خطب باكملها والشيخ لا يتحدث لا في شأن الدين ولا شأن المعاملات والاخلاق هو يخوض مشروعا ( ارستقراطيا !) وعلى الله قصد السبيل..!
-2-
اقتطف للاستزادة والفائدة (!!!) من كلام الشيخ ونحن اليوم في النصف الثاني من العام العاشر بعد الالفية الثانية (!!!) ، يرى الشيخ ان رجلا مصابا بالسرطان واخرى مصابة شفيا بالكامل بعيدا عن مركز الحسين للشفاء او أي مركز اخر ، الرجل لانه تبرع بالدهان للمسجد والمراة لانها اعتقت خادمتها لتعود وترعى وليدتها ، في زمن تعثرت فيه الكرامات و انتهت المعجزات بالنبوة ، ولا اعرف لعل الشيخ قرأ ما جاء عن رسول الله : جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم امراة سوداء وقالت :
يا رسول الله انني امرأة اصرع واتكشف في الاسواق , فادعو الله ان يشفيني .
فقال لها : أأدعو لك ام تصبري ولك الجنة
فقالت : بل اصبر , فادعو الله ان لا اتكشف فدعا لها !
هذا ما كان من الرسول الاعظم و اليوم جاء الطب فوجد علاجا للصرع يحول دون النوبات والرسول الاعظم ما كان منه الا ان دعى للمراة ان لا تتكشف في زمن ليس فيه علاج للصرع ، فاين انت يا سماخة الشيخ..!
يرى فضيلة الشيخ ان شاشات البلازما من الاهمية بمكان للمسجد لانها توضع في مصلى النساء ، ليس للتفرج على الامام –معاذ الله!- وانما لانها تحول دون ان تلهو النساء بالاحاديث الجانبية ، وفي معلوم الامر واصول الفقه ان ما يحتاجه المسلمون اولى الف مرة مما تحتاجه الجوامع ولعل شاشات البلازما اهم يا فضيلة الامام من مئات الالاف من العائلات المسجلة رسميا دون حد الفقر التي توجب و توجب براءة الله ورسوله من امة باتت متخمة وفيها نفس جائعة..!
اكتفي بالنقل هكذا للافادة..!
-3-
في مسجد الزميلي الواقع في مفرق اهم الشوارع البرجوازية في عمّان ظل الشيخ الدكتور راجح الكردي على مدار عقد كامل لا يتحدث الا بسيرة رسول الله الممتدة من الاضطهاد الى المعاناة الى النفي الى الحصار الى الفتح الاكبر الى ان اتم الدين كله لله ، لم يجلدنا مرة واحدة بخطبة يتحدث فيها عن ذاته ومشاريعه التي لا نعلم ، واليوم لا اعرف ماذا يريد السادة شيوخ الاوقاف الجُدد منا ، المفترض ان وزارة الأوقاف قد هيمنت على كل المساجد ، بحجة حماية منبر رسول الله ، وفيما يبدو انها بالفعل هيمنت عليها لكنها انتهكتها بالآلاف من الخطباء الذين لا يصلحون الا لحمل الأسياف الخشبية حال خطباء عصر السقوط الذي نعيش اليوم ونشقى..!
-4-
سادتنا الشيوخ..!
رفقنا بنا فإننا او بعضنا نحسن الأبجدية ونفتح بعض الكتب احيانا فنجد غير الذي تزعمون ، فرفقا بنا ، رفقا من أجلكم فقط ، ففي الساعة التي تفقدون شرعية كلمتكم تصبحون كمن ينفخ في واد ، ينفخ في كير ، والإسلام فوق ذلك بكثير ، إسلام نعرفه ونعرف انه محفوظ ولله الحمد ليس في صدور الشيوخ ، ولو كان كذلك لكانت طامتنا بكم عظيمة ،
والله المستعان ، واليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ..!