صورته وهو جالس مع طلاب إحدى المدارس الحكومية وعلى مقعد خشبي مبتسم ، وصورته أمام أحد محلات بيع القهوة والمكسرات مع رجل ختيار في أربد ، صورته وهو يأكل صحن مقلوبة في مطعم القدس وهذه صورة متخيلة من قبل الناس لأنه ليس هناك صورة له ، وصورة وهو يسير بين جموع المسئولين في بيادر وادي السير وأمامه عمارة منهارة ، وصورة وهو يخاطب مجموعة من الشباب في إحدى الجامعات الأردنية الحكومية ، والسؤال هنا ماذا يريد الرفاعي من كل ذلك ؟ هل يريد الرفاعي أن يشعر الشعب أنه معهم وهو في النهاية يحمل هذا الشعب تبعات وتركات الحكومات السابقة وكأنه كان بعيدا عن السلطة ، هل يريد الرفاعي أن يوهمنا أنه الرئيس الشعبي لشعب ما زال يتنفس بصعوبة ويبلع بصعوبة قرارات حكومته الضرائبية ، هل يريد الرفاعي منا كشعب أن نبتسم له ونصفق له في الشوارع كأحد صانعي القرار العظام وهنا لا عظيم إلا الله ومن ثم الشعب على هذه الأرض ، ماذا يريد الرفاعي من كل ذلك ومن الذي أقنعه أنه بهذه الطريقة من الاستعراض واستخدام الصورة سوف يغير من الصورة النمطية لرئيس الوزراء عند الشعب ، هل يريد الرفاعي أن يسجل لنفسه سابقة في تاريخ أعمار حكوماتنا الصغيرة ليكون قدوة لغيره من الرؤساء القادمين ، أم انه وحسب حسن نيتي كمواطن (عمره أطول من عمر الحكومة) يريد أن يمارس الجزء المفقود من طفولته في شوارع عمان وأربد وعلى مقاعد الدراسة الحكومية المصنوعة من الخشب على حساب الشعب ومشاعره التي لا تزيده قرارت الرفاعي وحكومته إلا استياءً.