أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
النواب يناقش رده على خطاب العرش في جلسة مغلقة شهداء ومصابون بقصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوبي قطاع غزة بـ99 دولارا .. ترمب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا (كارت أحمر) مرتقب من ترامب للمتحولين جنسيا بالجيش الأمريكي العلوم والتكنولوجيا والألمانية الأردنية والحسين التقنية تطلق شراكات بحثية وأكاديمية تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL إطلاق منصة الابحاث والابتكار المائية. الخط الحديدي الحجازي الأردني يعلن إيقافا مؤقتا لرحلات القطار السياحية مذكرة تفاهم لتوليد 400 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء إربد .. البندورة والزهرة بـ40 قرش في السوق المركزي هكذا عقّب سفير أمريكي أسبق على إمكانية اعتقال نتنياهو .. ماذا قال؟ إعلان موعد بدء استقبال طلبات منح رخصة الكاتب العدل اصابة 4 أشخاص بحادث تدهور باص على طريق الزرقاء - المفرق إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي بالإمارات واشنطن تدرس نشر قوات في اليابان في حال حدوث أزمة مرتبطة بتايوان توقع الانتهاء من تنفيذ مشروع قابلية نقل الأرقام مع بداية عام 2026 تعليق الدراسة ببلديات إسرائيلية عديدة بعد تصعيد أمس وزير الخارجية في زيارة عمل إلى إيطاليا أونروا: مليونا نازح بغزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض انخفاض عدد اللاجئين السوريين المسجلين بالأردن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام العملاق العجيب وحماية الأمن الوطني!

العملاق العجيب وحماية الأمن الوطني!

13-01-2010 01:04 PM

أظن أن معظمنا يعرف ذلك المسلسل الأمريكي القديم المشوق "العملاق العجيب"، أو "الرجل الأخضر"، الذي عرض غير ما مرة على شاشات العديد من التلفزيونات العربية، كما تحول أيضاً إلى فيلم سينمائي مثير استقطب الكثير من الحضور. في واحدة من حلقات ذلك المسلسل، يكتشف أحد الأثرياء المغرمين بصيد الوحوش البرية بالصدفة أن بطل المسلسل يتحول إلى عملاق كاسر إذا ما تم إغضابه، فيحتال من أجل دعوته إلى جزيرته الخاصة التي يملكها، تمهيداً لإثارة غضبه هناك، حتى ينقلب إلى شخصيته المتوحشة، فيحظى هو بفرصة ثمينة ونادرة لممارسة هوايته الأثيرة المتمثلة في صيد الوحوش! تنتهي الحلقة على ما أذكر بعد أن نجحت مخططات الصياد الثري في استدراج فريسته إلى جزيرته البعيدة، بأن يتمزق جسده شر ممزق على يد ذلك الوحش، بعد أن تورط باستفزازه وإشعال نيران الغضب الكامنة فيه. كنت أجدني أستعيد أحداث تلك الحلقة المؤثرة، التي ما تزال تفاصيلها عالقة في ذاكرتي بالرغم من انقضاء سنوات طويلة على مشاهدتها، كلما تابعت بعض تصريحات الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" في سياق حديثه عن النهج الذي قررت الإدارة الأمريكية اتباعه للتعامل مع تنظيم القاعدة وما يمثله من إرهاب. ووجدتني مع الأسف الشديد أستعيد تلك الأحداث مجدداً وأنا أطالع التصريحات الرسمية وشبه الرسمية، التي صدرت عن الحكومة الأردنية مؤخراً في معرض تعقيبها على التفجير الأخير الذي تبناه التنظيم في المدينة الأفغانية "خوست"، التي لم تخل من خجل وتعتيم واضطراب. من يقرأ التاريخ الأمريكي المعاصر والقريب، يكتشف ببساطة ووضوح أن معظم الإدارات الأمريكية كانت مبدعة في صنع الوحوش الضارية وإطلاقها لإشباع نهمها إلى مغانم الصيد وإثبات قدراتها الفذة على إخضاع الخصوم والتنكيل بهم. فأمريكا، بحاجة دائماً إلى أعداء خارجيين تطلق عليهم ـ سواء بالحق أو بالباطل ـ صفات الوحشية، حتى تبرر تدخلاتها التي لا يمكن تبريرها في كثير من مناطق العالم، التي يتصادف ـ ويا سبحان الله ـ أنها مناطق مكتنزة بالنفط والثروات، سرعان ما يتم وضع اليد عليها وتحويلها إلى ملكية أمريكية لا جدال فيها. الواقع إننا قد نفهم ذلك التوجه عند الإدارات الأمريكية التي لا تستطيع لأسباب ذاتية وموضوعية التحرر من عقلية الهيمنة الإمبراطورية، ولكننا نعجز تماماً عن فهم توجه الحكومة الأردنية إلى تبني النهج والخطاب الأمريكي نفسه في سياق تعاملها مع أمنها الداخلي. أمن الأردن وأهله ولا شك خط أحمر ومقدس لا ينبغي التفريط فيه أو السماح بتجاوزه تحت أي اعتبار كان، لكن الحلول الأمنية وحدها لم تكن كافية يوماً لضمان أمن فعلي ومستقر ومتين، والتجربة الأمريكية ذاتها تثبت ذلك، فترتيباتها الأمنية المهووسة التي رفضت وترفض التعامل مع ظاهرة تنظيم القاعدة من زاوية شمولية تأخذ الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية بعين الاعتبار، لم تجلب عليها إلا المزيد من الخسائر والصدمات وفضح العجز والخيبة وقلة الحيلة. وهل ثمة ما هو أكثر إحراجاً وتعبيراً عن الفشل والقصور من مصرع سبعة من أهم رجالات مخابراتها الذين يفترض أنهم من المتخصصين في شؤون تنظيم القاعدة، على يد رجل ينتمي إلى ذلك التنظيم، وهم يظنونه مخبراً أميناً لهم!؟ "القاعدة" كما نعلم لم تقترب ولم تحاول الاقتراب بعملياتها التفجيرية من كثير من البلدان، حتى الغربية منها، وهنا قد يكون من الشرعي التساؤل لماذا اختارت "القاعدة" الأردن كي يكون واحداً من الأهداف الرئيسة لانتقامها، وما الذي جعلها تقرر أصلاً معاداة الأردن!؟ لا يمكن بكل تأكيد الدفاع عن المنطق التكفيري للتنظيم وعن استخدامه للعنف العشوائي، وبخاصة ضد أهداف مدنية، لكن من الممكن، بل من الضروري السعي إلى فهم منطلقاته وأسبابه العقدية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فبدون إحراز مثل ذلك الفهم الذي نفتقر إليه حتى الآن، وبعمق وشمولية ودون أحكام مسبقة، سيكون من المستحيل التعامل بنجاح وفعالية مع "القاعدة"، وستظل بمثابة "الوحش" الذي أسهمنا بشكل أو بآخر في خلقه وإطلاقه من عقاله، ثم استفزازه ومطاردته، ونحن ندرك عجزنا عن محاصرته أو اصطياده أو النجاة تماماً من أخطار انتقامه. المراهنة على فوز واشنطن في معركة سعيها إلى اصطياد وحوش أسهمت في تغذيتها هي مراهنة على حصان خاسر فيما يبدو، ففضلاً عن إخفاقها في إحراز الكثير من النجاحات التي يعتد بها على تصعيد تصفية تنظيم القاعدة وتحجيم خطره، بالرغم من كل الإمكانات والمقدرات والميزانيات الهائلة التي رصدت لذلك، فقد أثبتت الإدارات الأمريكية المتعاقبة عشرات المرات استعدادها للتخلي عن حلفائها بكل نذالة، مهما بلغت قوة وحميمية علاقتها بهم، بمجرد أن تقتضي مصالحها ذلك ـ واسألوا شاه إيران المخلوع إذا كنتم غير مصدقين ـ وحتماً ليس ثمة ما يضمن اليوم أو غداً عدم انقلاب أمريكا على أعقابها والتخلي عنا لسبب أو لآخر جرياً على عادتها الخؤون، فهلا أعدنا النظر ملياً في رهاناتنا وتحالفاتنا وحساباتنا ومقارباتنا لضمان حماية أمننا الوطني!؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع