حكومات قصيرة الأجل،،،،،،،
\"أنا أفكر إذا انا موجود\"
وصل الإنسان العربي والأردني خاصة لدرجة من الوعي بات معه جيش الطابور الخامس الخفي الشكل الواضح الأهداف لا يشكل تهديدا،لان المجتمعات تطورت وبدأت تحلل الظواهر على حين لا يزال الطابور الخامس بحلته القديمة.
و لان الإنسان صانع التكنولوجيا رغم انه لا يملكها غاص في عالم الإحباط، بسبب محدودية الأفق التي تتعامل بها السياسات مع العقول ، وكنتيجة حتمية لحالة الإحباط كان لا بد من عملية إنقاذ فحين اكتمل النمو لجاء الإنسان لتنظيم كنتيجة حتمية لانتشال ذاته من حالة الإحباط.
اتجه الإنسان لتنظيم السياسي ،الاجتماعي والاقتصادي لإيمانه بان التنظيم ضمن قوى مشتركة تؤمن له الحماية بالإضافة لان الفردية ستؤدي به الى استهلاك كامل قدراته وطاقته الإنتاجية والفكرية.
إذا والحال هذا لا مفر من الاعتراف ان الإنسان غير المنظم في هذا العصر لا هو حر ولا هو مسئول......
و منطق الامور يقول لا يمكن لإنسان ان يحمي ذاته وان يكون حر ما لم يكن منخرط في تنظيم نقابي
عمالي أو حزبي ، إذا الهدف من التنظيم ان يمتلك الفرد اكبر عدد من الروابط التنظيمية يحتمي بها .
في حين تسعى الحكومات لمنع الأفراد من الوصول للوعي بواقعه وتضع أشكال من العراقيل لمنع طبقات المجتمع المتنوعة المستغلة من قبلها من إقامة تنظيمات \" أي تمنع على الأفراد في المجتمع اخذ دورهم وتحمل مسؤوليتهم\" فانهاان لم تستطيع بأسلوب القمع فرغت هذه المنظمات من عملها السياسي وهذا بحد ذاته تشتيت للمنظومة الفكرية.
وعلى غرار ذلك ان لم تتحدث المجموعات المنظمة بحزب أو نقابة عن احتياجاتها الأساسية واليومية فما شأن التنظيم إذا؟؟؟؟!!!! والا اعتبرنا الماء سياسة لأنه حاجة يومية.....
من ينكر ان السياسة ليست مغروزة بكل شان حياتي في المجتمع ؟؟؟
ومن هذا نخرج بنتيجة حتمية ان حجة الحكومة من عدم السماح للمعلم بإنشاء نقابة كتنظيم باطل متذرعة ان النقابة ستتحول لعمل سياسي .
حجتها باطله ...... ذلك لان المعلم يمارس السياسة بوضعه الحالي والدليل ما شاهدناه من اعتصامات ومسيرات ..... والفرق ان الحكومات تسلط سياساتها القمعية عليهم لان تنظيمهم غير مكتمل بقانون أو نظام ولم يلتف حوله العدد الكافي من المؤدين وذلك بسبب الممارسات القمعية التي تمارسها الحكومات بأجهزتها على الأفراد والتهديد بقطع الأرزاق \"الطابور الخامس \" وذلك لغايات إضعاف الصوت وقتل المطلب الشرعي بالتنظيم .....
والملفت للانتباه ان الحكومات لا تتمتع بروح رياضية ولا رؤية ثاقبة بدراسة الواقع \"الحكومة تفتقر لموروث ديمقراطي رغم أنها وراثية الأصول \"
لو كانت تمتلك هذه الرؤية لقطعنا شوط في الارتقاء والتطور ورفعة الإنسان.
و لكانت الحرية والديمقراطية والشفافية فعل لا شعار .....
فظهر النقد كنهج اتبعته أقلام المثقفون الأحرار والغيورون على الوطن وخيراته ورفعته، ولكن النقد العدو الأول للحكومة.
من الطبيعي وفي ظل انعدام الديمقراطية والحرية ان تنتهج طبقات المجتمع بكافة مستوياته الثقافية أسلوب النقد للظواهر والسلوكيات التي تطراء على المجتمع وتؤثر به سلبا على الصعيد الاجتماعي ،الاقتصادي والسياسي وهذه هي النتيجة الحتمية للممارسات السياسية التي تفتقر للعدل والمساواة .
لنطرح ألان مجموعة من الأسئلة ....
هل حقق النقد في مجتمعنا الهدف والغاية ؟
هل نملك نقدا موضوعي ينتشلنا من الفجوة التي باتت تتعمق بين أفراد المجتمع وبين المجتمع والحكومات ؟
هل أوصلنا النقد الى حالة إسعاف أولي للظواهر السلبية؟؟؟
لا نستطيع الجزم بالإجابة \" بنعم\" أو \" لا\"، لان النقد مدرسة فان ابتعد النقد عن تحديد السلبيات التي يعاني منها المجتمع أصبح نقد غير موضوعي .
والحكومات تسخر أقلام مدفوعة الأجر للنقد الهدام يعاني أصحابها من قصور ثقافي وعلمي ،بهدف تشتيت الراى العام و خلق الفتن والصراعات لصرف المجتمع عن قضاياه الجوهرية .
ان عجزنا عن النظر للمعيقات نظرة شاملة ناقدة هادفة وكان تناولنا لها سطحي لن نخدم الهدف المرجو من النقد ولن نجد حلول شافية للمعوقات.
وعليه فأن الأقلام الواعية والتي تمتلك رؤية بالنقد البناء دورها ان تشير الى السلبيات و تدعو للإصلاح خوفا من تفاقم الظواهر السلبية والعوائق التي تعترض الارتقاء بالمجتمع والأفراد.
ان الحكومات الواعية والحريصة على مصالح الوطن تعتبر النقد مؤشر لها لمراجعة انجازاتها وتصويب الانحراف الذي طرا على سلوكها ومنهجية عملها وتستغله لتصويب منهجية الأداء وتعديل السلوكيات السلبية وإعادتها نحو المسار الصحيح .
ولكن وخروجا عن المنطق في الوطن العربي تعتبر الحكومات النقد الشعبي عدوها اللدود....... تعد له طابورها الخامس لتخمد لغة النقد وتغتال حروف الكلمات فوق سطورها ... وهذا هو مقتل الحكومات تبتعد عن الهدف الرئيسي لوجودها وتركز على إلية محاربة النقد و تتخبط بسلوكها ومنهجية عملها مما ينعكس سلبا على قراراتها، فتقع في جملة من الأخطاء والقرارات التي تسير بها نحو حتمية انقضاء اجلها.
ولحتمية المنطق نقول ان عمر هذه الحكومات قصير مدجج بالسلبيات والقرارات العشوائية الانتقامية ، وتراكم مثل هذه النوعية من الحكومات في مجتمع قليل الموارد والإمكانيات يخلق بيئة غير صحية لنشوب النزعات والانحلال الأخلاقي والتدهور الاقتصادي والتخبط السياسي بالمواقف ...والذي هو بالتالي يسير بالمجتمع الى ثورة شعبية هدفها التغير الشامل الجذري ....
ولهذا نشأت بالدول الفقيرة حكومات قصيرة الأجل ارث الشعب الوحيد منها الكوارث الت تؤدي بالمجتمع نحو تجذير التخلف وانعدام الوعي الثقافي والفقر المدقع والتفكك الاجتماعي ...........