زاد الاردن الاخباري -
يتعرض مزارعو المناطق الزورية لخسائر مالية جسيمة تجاوزت قيمتها 200 الف دينار نتيجة اشعال اسرائيل النيران في الجانب الغربي من نهر الاردن, التي سرعان ما تنتقل الى الضفة الشرقية من النهر بفعل الرياح القوية.
ويقول مزارعون إن احراق اسرائيل للمنطقة يأتي كاجراء أمني بهدف تسهيل مهمة مراقبة المنطقة التي تنتشر فيها النباتات بشتى اصنافها, مشيرين ان ذلك يؤدي الى خلل في التوازن البيئي بفقدان الاف من الاشجار الحرجية والبناتات البرية.
وقال عضو مجلس ادارة جمعية المشارع التعاونية للخدمات الزراعية توفيق المهداوي في تصريح لـ العرب اليوم إن عدد اشجار الحمضيات التي تعرضت للحريق تزيد على 20 الف شجرة خلال السنوات الماضية, مشيرا الى ان الخسائر التي لحقت بالمزارعين لم يتم بعد التعويض عنها.
ودعا رئيس فرع جمعية البيئة الاردنية في ديرعلا الدكتور عطا الايوب في تصريح ل¯ العرب اليوم الى اعادة تأهيل التوازن البيئي الحيوي لحوض نهر الاردن, الذي يبدأ من التقاء مصب نهر اليرموك.
واضاف ان الظروف الامنية في المنطقة جعلها محمية طبيعية تكاثرت فيها العديد من الحيوانات البرية والطيور.
واوضح ان ما يتعرض له حوض نهر الاردن من تلوث ومن اشعال للنيران يدفع المملكة نحو الاسراع لتنفيذ مشروع اقليمي خاص بحوض النهر لرصد الاحياء البرية وانشاء محميات طبيعية تمتد على طول النهر وبناء شبكة طرق لهذه الغاية ومعالجة المشاكل التي تسببها الخنازير البرية للمزارعين وتأسيس مختبر بيطري متخصص بالاستقصاء الوبائي للاحياء البريه ضمن الحوض.
واشار ان استمرار اشعال النيران في الاعشاب في تلك المنطقة سيؤدي الى مزيد من الخلل في التوازن البيئي وفقدان الاف من الاشجار الحرجية والبناتات البرية.
وقال المهداوي ان الجانب الاسرائيلي ما زال مستمرا باشعال النيران من دون الالتفات الى الاضرار التي تسببها لا بل ان عدد اشعال النيران تزداد من صيف الى آخر.
واضاف لا نرى أي جهد لردع الاسرائيليين وايقاف حرقهم للمنطقة, مشيرا الى ان من مهمة السلطات الاردنية الاهتمام بمصالح مواطنيها المزارعين.
وطالب المهداوي الحكومة دفع تعويضات المزارعين المتضررين من النيران الاسرائيلية, مشيرا الى ان الجمعية حصرت الاضرار التي طالت المزارعين.
ولكن لغاية الان - والقول للمهداوي - لم يتم دفع التعويضات رغم الخسائر الكبيرة واستمرارها, واضافة الى ذلك يطالب مزارعو المنطقة باتخاذ اجراءات وقائيه للحد من انتقال النيران وعمل طرق ترابية فاصلة بين الاراضي الزراعية والنهر للحيلولة دون وصول النيران الى البيارات والمزارع.
وأكد مدير زراعة وادي الاردن المهندس عبدالكريم الشهاب ان النيران التي اتت على الاراضي الزراعية سببت خسائر مالية للمزارعين.
وقال: عقدنا اجتماعا موسعا مع المعنيين هناك من أجل تنفيذ خطة وقائية من اهم ما ورد فيها تأسيس خط نار بالقرب من النهر والاراضي الزراعية يساهم بعدم وصول النيران اليها في حال قيام الجانب الاسرائيلي باشعال النار بالجهة المقابلة من النهر.
وشرح رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة وادي الاردن المهندس محمد عناد العبادي واقع الخسائر التي طالت الاشجار الحرجية فقال: إن عدد الحرائق التي اشعلتها اسرائيل في المنطقة والتي اتت على مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والحرجية وصل الى 30 حريقا اصابت ما يزيد على 2000 دونم كما انها التهمت ما يزيد على 40 الف شجرة حرجية مختلفة.
واضاف, ان اشعال الحرائق في الجانب الاسرائيلي يحتاج الى عملية تنسيق لحماية الاراضي الزراعية والاشجار والنباتات والحيوانات البرية, لافتا الى ان فتح خط نار فاصل بين الاراضي الزراعية والنهر بدأ العمل بها من منطقة الباقورة باتجاه الجنوب ويتركز العمل بالمناطق الاشد خطورة.
ويصف المزارعون الوضع بالقول: إن اسرائيل دمرت بيئة حوض نهر الاردن باستمرارها في وتفكك المكونات البيئية للمنطقة التي اخذت بالتلاشي تدريجيا, فالطيور البرية ما عاد لها وجود هناك, فيما الخنازير البرية تحولت الى وحوش لم تجد ما تأكله الا من خلال مهاجمة محاصيل المزارعين واتلافها مما زاد من حجم الخسائر.0
العرب اليوم - ممدوح النعيمa