طالعتنا احد الصحف بخبر مفرح للغاية مفاده ان الاردن في المرتبة الثانية عربيا من حيث جودة الحياة وما ان انتهينا من قراءة تفاصيل الخبر حتى صدمنا بفحوى خبر على ذات الصفحة والذي يحمل عنوان «الجرذان تغزو صافوط» فكيف لنا ان نقتنع بالخبر الاول في ظل وجود الخبر الثاني. سؤال بديهي يوجه لحكومتنا التي لم نسمع منها تصريحا او تعليقا على الخبر الثاني في الوقت الذي تؤكد به الخبر الاول تفاخر به. عزيزتي الحكومة اذا اردتم ان يفرح المواطن للخبر الاول فكل ما عليكم هو تفنيد الخبر الثاني الذي لا يمكن تفنيده على الاطلاق فالجرذان في العديد من محافظات وقرى ومخيمات بلدنا العزيز لا زالت شاهد عيان على التقصير الحكومي فيما يتعلق بتوفير ابسط صور العيش الكريم للمواطن، فكيف ينام وزير مسؤول او رئيس للوزراء وهو يعلم تمام العلم ان قرية صافوط لا تغفو من شدة انتشار الجرذان بين الاماكن السكنية وعلى مقربة من نظر المشاهد . العديد من الاشكاليات التي يعاني منها الاردنيون تكاد تكون اخر اهتمامات الحكوميين فما نسمعه من تصريحات مثالية للخطط والبرامج الحكومية التي لا تعني ملايين المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة فقر مدقع وسوء نظافة ومشاكل اجتماعية ونفسية الجمته حتى عن الحديث. غريب امر رئيس الوزراء الذي يقوم بزيارة العديد من المقار الحكومية ولم يزر لغاية الان صندوق المعونة الوطنية ووزارة التنمية الاجتماعية ومدارس المحافظات والقرى الاردنية والبلديات النائية ومدارس وكالة الغوث والمخيمات وغيرها من الاماكن التي يتربع في داخلها سر الفقر المدقع للعديد من الاردنيين فكان الاولى برئيس الوزراء الحالي سمير الرفاعي وبعيدا عن الاعلام والاعلان زيارة العديد من القرى الاردنية التي تحتل مساحات صفحات الصحف اليومية التي يعترف بها رئيس الوزراء ووزير اعلامه للوقوف على مشاكلهم وكوارثهم البيئية والمادية وغيرها . سياسة القضاء على الفقر لا تأتي من خلال المنابر والفضائيات وفنادق الخمس نجوم بل ربما اذا كان هنالك جدية من قبل الحكومة تأتي بمؤتمر ينضم اليه جميع الوزراء بمنطقة ساكب المنكوبة على سبيل المثال فهي والعديد من امثالها مثال حي لدراسة الواقع المعيشي للاردنيين حيث الفقر المدقع وزيادة عدد السكان وارتفاع نسبة الامية والاعاقات وغيرها. فلم نسمع ان حكوميا وقف على حالة اجتماعية بعد ان تابعها عبر الصحف ولكن نجده اشد المدافعين والمبررين والاتصال بالصحيفة ورئيس تحريرها ومدير تحريرها وكافة العاملين فيها من اجل ان يدحض خبرا كتب عنه بشكل شخصي وان كان به المصداقية والاحقية بالمتابعة والكتابة. ما اغرب حكومتنا التي تجدها تهرول اليك سريعا دون حواجز حين يتعلق الموضوع باحوالهم وامورهم الشخصية وما ابعدهم حين ترتبط القضية بفقير اردني في منطقة نائية.