شهادات اعتماد دوليه ..شهادات اعتماد محليه ..شهادات تقدير..جوائز..منشورات وملصقات هنا وهناك تنتشر في أرجاء المستشفى تتحدث عن التميز وعن التغيير..كل ذلك وغيره تراه ينتشر في بهو المستشفى ومداخله وأقسامه المختلفه حتى انك لتصاب بالصدمه لكثرتها وستوحي لك مخيلتك أنك في مستشفى مميز في كل شيء (ونتمنى ذلك طبعا) ولكن ما نيل المطالب بالتمني...
وما أن يشاء الله سبحانه وتعالى أن تتلقى الرعايه الصحيه في المستشفى حتى تصاب بالصدمه مرة أخرى..ولكن هذه المره الصدمه معكوسه حين تكتشف أن كل الكلام المكتوب في الشهادات والمنشورات لا يتعدى البرواز الذي وضعت فيه الشهاده..وأن ذلك كله لا يتعدى (خرط الحكي)..وان العمل يتم بطريقة "اذا طلع صيتك حط راسك ونام".
ان الكثير من المستشفيات في بلدنا الحبيب سواء كانت عامة أم خاصه تلجا لهذه الشهادات لكي تكسب السمعه ولكي تزين من نفسها في نظر الزبائن ونظر المجتمع ككل..ولكن المشكله تكمن في الفجوه الكبيره بين النظريه والتطبيق وخصوصا اذا كان تطبيق المعايير المطلوبه لهذه الشهاده يتطلب زيادة في الانفاق لدرجة أن بعض المستشفيات بالكاد تصلح ان تكون حسبه لبيع الملوخيه تجدها تتغنى بحصولها على هذه الشهادات وانني أستغرب فعلا أين دور المؤسسات الرقابيه؟؟
أما عن سبب الكتابه عن مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعيفانني أكتب بصفتي مواطن عادي يتلقى الرعايه الصحيه مع عائلته في المستشفى ..
والواجب يقتضي أن يضع المواطن اصبعه على مواطن الخلل ..والمواطن الشريف لا يرمي حجرا في البئر بعد أن يشرب منه لكي لا يقول ذلك قائل ولكن التراجع والانحدار في خدمات المستشفى هي التي دعتني للحديث دون الخوض في أي تفاصيل سريه تخص المستشفى. وبعيدا عن الشخصنه والاتهامات الكيديه والعياذ بالله...وبالنهايه هي مقتضيات الأمانه والشرف والمواطنه .
ان المستشفيات الجامعيه تشكل الحل الوسط بالنسبه لشريحه كبيره من المواطنين ..فالمواطن العادي البسيط يقع بين مطرقة غلاء الاسعار في القطاع الخاص الذي يمارس سلخ جلود البشر في العلن دون رقيب ..وبين سندان المستشفيات الحكوميه التي تعاني ما تعانيه مما يعرفه الناس جميعا ..أما المستشفيات الجامعيه فهي الحل الوسط وفيها تخصصات غير موجوده في المستشفيات الحكوميه لذلك لابد من التركيز عليهامن قبل المجتمع ومحاولة الاشاره الى مواضع الخلل ومحاولة الاصلاح مع صعوبته ..ولكن الانسان عليه أن يحاول متوكلا على الله العزيز القدير مستذكرا قوله تعالى "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ "صدق الله العظيم .
أما ما يخص المستشفى ومواضع الخلل التي فيه والتي اشرت اليها فهي كثيره..بدءا من المصاعد المتهالكه في المستشفى التي تزيد العبء على المرضى والمراجعين..الى الأجهزه المتهالكه أيضا مثل عربات نقل المرضى..اما بالنسبة لأمر خطير حدث ويحدث فهو الخلل في النسبه بين عدد المرضى وعدد الممرضين الذين يقضون وقت الدوام في سباق مع الزمن لانهاء عملهم ..ولكم أن تتخيلوا جناح مرضى به عدد من المرضى يقارب الثلاثين مريضا يقوم على رعايتهم اثنان او ثلاثه من الممرضين وخصوصا في الورديه المسائيه..
ومن المعروف جيدا أن هؤلاء المرضى لهم اجراءات طبيه وعلاجات متنوعه وبأوقات مختلفه الى غير ذلك من الاجراءات التمريضيه مثل العلامات الحيويه والغيارات والاهتمام بنظافة المرضى وادخال مرضى جدد وخروج عدد من المرضى من المستشفى مع ما يرافق ذلك من اجراءات بالاضافة الى ما يستجد من مشاكل تتعلق بالمرضى وأهاليهم ..كل ذلك يقوم عليه اثنان أو ثلاثه من الممرضين الذين يبذلون جهودا جباره ..
ولهم التقدير والاحترام حالهم في ذلك حال كل موظف مخلص في عمله يستحق التقدير والاحترام..ولكي لا يقول قائل أنني انتقد الموظفين فان المشكله كما تبدو هي عند صانع أو صانعي القرار في المستشفى ..
فهناك الكثير من الدوائر تقوم بعملها على اكمل وجه ولهم الشكر والتقدير ولكن كما يعلم الجميع فان التغيير لا يصنعه موظف بسيط وخصوصا اذا كانت الطرق أمامه مغلقه وليس هناك أذان صاغيه كما هو الحال في الكثير من مؤسساتنا الوطنيه ..بل بالعكس فان الموظف الذي يسعى الى التغيير ربما يواجه حربا شعواء ..ومن المعلوم أن هذه المؤسسات هي مؤسسات وطنيه وملك للجميع وليست حكرا على أحد ومن حق كل شخص أن يشير الى الخلل ومن واجب صانع القرار أن يسمع وأن يصغي .
هذا ومن الأمور الأخرى التي تدعو للضحك او ربما البكاء هي تلك اللوحات التي تنتشر في ارجاء المستشفى والتي تتحدث عن حقوق المرضى وواجباتهم ..وكأن حقوق المرضى عباره عن زر يتم الضغط عليه ..ان حقوق المرضى هي ثقافه وتشريعات وأنظمه يجب تطبيقها وأنظمه أخرى تضمن تطبيق الانظمه مع وجود الرقابه ..ولكم أن تتخيلوا أن مريض يدخل الى المستشفى ويخرج دون أن يقابل طبيبه الأخصائي مثلا.
أما عن مواضع الخلل الأخرى فهي كثيره ولا يتسع مقال بسيط لها ..وقد ختم المستشفى هذه المواضع بختام مسك الا وهي المواقف التي أدخل عليها المستشفى نظاما جديدا لدفع الرسوم ..وان مما يدخل الحزن الى النفس أن الذي يدخل الى المواقف يأخذ قصاصه من الورق تبين ساعة دخوله ومكتوب عليها من الأعلى أن من يفقد هذه القصاصه الورقيه يتم تغريمه خمسة دنانير ...وكأنه قد فقد تذكره لدخوله الى الجنه !!!!!
هل تتخيلون مستشفى بهذه السمعه الكبيره وهذا الحجم لا يوجد به حمالات للمحاليل الوريديه لها عجلات يستطيع المريض ان يتحرك بها !!
وأما ما يتم تطبيقه حاليا فهو تثبيت المحاليل بحمالات مثبته في السرير واذا أراد المريض التحرك يضطر الى فصلها عن المريض واعادة تثبيتها عندما يرجع مع ما يشكله ذلك من مخاطر العدوى التي يتغنى المستشفى بمكافحتها مع وجود خلل واضح في هذا الجانب .
أقول أن التغيير يحتاج الى اراده حقيقيه ..وأقول للمخلصين في المستشفى شكرا لكم وبارك الله بكم ..أما ادارة المستشفى وصانعي القرار فيه فأقول لهم :شكرا على ما تقدمون ولكن ما هكذا تورد الابل...
وأما صانعي القرار في البلد فأقول لهم :أنقذوا مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي قبل فوات الأوان.
هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد........