هروب السيد عبد ربه منصور هادي من مقر اقامته الجبرية في صنعاء إلى عدن عاصمة اليمن الجنوبي سابقا ، يضع علامة استفهام حول الترتيبات السرية التي تمت بين الحوثيين وباقي المكونات السياسيه اليمنيه ، وخصوصا أن المقر الجمهوري ودار الرئاسة تحت حراسة الحوثيين المشددة الذين يحكمون السيطرة على كافة ارجاء صنعاء .
فمسالة الهروب السلس كانت محل تساؤل ولا يمكن تسويقها بهذه البساطه بانها عملية أمنية ناجحه وسريه ، وحقيقة لايمكن قراءة ما حدث إلا في سياق مخطط كبير يهدف الى تقسيم اليمن واعادته الى عهده القديم( يمنين لا يمن ).
من الواضح أن مثل هذا الترتيب تم الاعداد له مسبقا ، فاحتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء أواخر الصيف الماضي لم يكن ليتم لولا التعاون العسكري والأمني والحكومي، وبتواطيء من انصار الرئيس السابق (علي عبد الله صالح) كشفته تسجيلات مسربة بين الطرفين ، المشهد رسم بعناية بتنسيق ايراني – خليجي وبإشراف أممي ، كل ذلك حدث تحت عين وادارة الرئيس الحالي عبد ربه منصور .
وأما مسالة تقديم الرئيس عبد ربه منصور لاستقالته والتراجع عنها لاحقا ، فربما كانت نتيجة تجاوز الحوثيين التفاهمات المتفق عليها بين الطرفين وعندما اكتشف أن البساط سحب من تحت أقدامه قام بدفع آخر اوراقه السياسيه بتقديم استقالته .
ربما يتساءل أحد ما الهدف وراء مثل هذا السيناريو ؟ الهدف ببساطه هو وضع قدم للحوثيين في صدارة المشهد السياسي اليمني تمهيدا لخلق فتنة بين القبائل الشيعية والقبائل السنيه للدخول في حرب أهلية على غرار المشهد العراقي ، ولا ننسى أن من الاهداف الرئيسية كذلك قطع الطريق على "حزب الإصلاح" الممثل لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن من الوصول الى سدة الحكم بالانتخابات المقررة لاحقا بعد المرحلة الانتقاليه .
الرئيس عبد ربه منصور استقر في العاصمة الجديده ( عدن) باعتباره رئيسا شرعيا لليمن وباعتراف أممي وعربي ، وأعلن بكل وضوح أن جماعة الحوثي ومن يحالفها جماعة مغتصبة للسلطة الشرعيه واعتبار أن صنعاء عاصمة محتله ، مرتكزا على حشد القبائل الجنوبيه السنيه المواليه له والتي بدأت بتنظيم صفوفها وإقامتها عرض عسكري كبير استعدادا للمواجهة في المرحلة المقبله .
المشهد اليمني في قادم الايام ينبئ عن كثير من التفاعلات الاقليمية والتي تؤثر سلبا على المنطقة برمتها ، فهل نشهد عراق جديد موشح بحرب طائفيه دمويه ؟ ، نتمنى أن لايكون ذلك ونرجو الله أن يجنب اليمن وأهله تبعات الحرب الاهليه وشرورها ، وأن ينعم عليهم بالأمن والسلام .