اذا تابعنا اقبال الطالبات على اقسام كلية الهندسة في كل بداية فصل جامعي لوجدنا الحظ الاوفر لقسم الهندسة الكيماوية،واذا تساءلنا عن سبب هذا الاقبال الشديد لوجدنا ان الصورة العامة للهندسة الكيماوية عند الطالبات تتلخص في" صحبة طيبة" اثناء سنوات الدراسة ،اذ يطلق على قسم الهندسة الكيماوية في الجامعات "كوكب زمردة"،أو مختبرات نظيفة مكيفة صيفا شتاء بعد التخرج،لتصدم المهندسة بعد تخرجها بالواقع المرير ،فلا هي نفعتها ذكريا ت الايام الجميلة مع الصديقات ولاهي وجدت فرصة عمل ،وحتى ان وجدت فرصة العمل على شحها غالبا ما تكون في ظروف غير ملائمة،تدفعها لاتخاذ قرار الجلوس في البيت على التعرض لهذه الاجواء. ان نسبة التزايد للمهندسات الكيماويات خاصة في السنوات الاخيرة لتعني تفاقم مشكلة البطالة،وكأن الجامعات تخرج مشاريع عاطلات عن العمل لا مهندسات قادرات على بناء الوطن وخدمة المواطن،ناهيك عن الخسارة المادية التي يتكبدها الاباء لتعليم بناتهن املين في ذلك توفير فرصة عمل كريمة لهن ولأسرهن في المستقبل،خاصة في وضع اقتصادي صعب كالذي نمر به هذه الايام. فمن الجهة المسؤولة عن حل المشكلة؟ ،ولماذا لا تتخذ اجراءات للحد من تفاقم مشكلة ازدياد نسبة المهندسات الكيماويات من جهة،والعمل على حل مشكلة البطالة للمهندسات الكيماويات من جهة اخرى؟ برأيي ان المسؤولية مشتركة بين عدة جهات ليس اولها البيت والمدرسة وليس اخرها نقابة المهندسين،فلا بد بداية بنشر والوعي وتثقيف المجتمع المحلي وخاصة طالبات الثانوية المقبلات على تحديد تخصص الدراسة الجامعية وتعريفهن بالهندسة الكيماوية وواقع ظروف وسوق العمل للمهندسة الكيماوية . ولا يقل عنه اهمية تحديد عدد الطالبات المقبولات في أقسام الهندسة الكيماوية في الجامعات بما يتناسب مع سوق العمل كما سبق وان حصل في عدة تخصصات وذلك لعدة سنوات حتى يتناسب عدد المهندسات مع فرص العمل المتاحة في السوق،وهذا العامل مهم جدا و تتحمل وزارة التعليم العالي مسؤولية تنفيذه،علما ان نسبة البطالة في المهندسات الكيماويات تبلغ في احسن الاحوال 40%،وتتجاوز ذلك بكثير في المهندسات خريجات السنوات الخمس الاخيرة. ولعل نقابة المهندسين هي المسؤولة الاولى في ايجاد حلول عملية لحل مشكلة البطالة، لما تتمتع به من امكانيات فنية ومادية واعلامية وقدرة على التواصل مع المؤسسات المعنية كالشركات والمصانع والوزارات المختلفة،وكل ماسبق يؤهل النقابة لو ارادت حقيقة، ان تحل مشكلة البطالة أوتخفف منها،و تبدأ الخطوات بالاعتراف بوجود مشكلة أصلا،فان عدم مقدرتنا على حل مشكلة ما لاي سبب كان لا يبرر انكارنا لوجودها او تجاهلنا لها سنوات وسنوات ، لان ذلك يسسب تفاقمها وصعوبة في حلها وبالتالي اصرارا على انكارها اكثر واكثرمع مرور الزمن ،وحتى لو تم انتزاع اعتراف خجول من أصحاب القرار في نقابة المهندسين بوجود مشكلة البطالة في المهندسات الكيماويات وتم اتخاذ قرار بمجرد الموافقة على العمل لحلها تبقى القرارات حبيسة الادراج دون تنفيذ على ارض الواقع . وهكذا تبقى المهندسة الكيماوية تقاوم وحيدة في الميدان منذ ان كانت طالبة ثانوية تجهل نتيجة ما تقدم عليه ،ومن ثم باش مهندسة لا تجد فرصة عمل ،الى مهندسة منتخبة في مجلس شعبة الهندسة الكيماوية في نقابة المهندسين تعاني التهميش المتعمد والتجاوزالمستمر،لا لذنب اقترفته الا انها تقوم بما تمليه عليها أمانة الموقع وثقة الناخبين والناخبات ،ففي الامد القريب تصدرت مشكلة البطالة في المهندسات الكيماويات والعمل على حلها البرنامج الانتخابي للمرشحين ،اما الان ...فالمهندسة الكيماوية... لا بواكي لها!!!