قالت العرب , الامور بخواتيمها , وإذا أردنا أن نحكم على قرار إتخذناه , فأفضل وسيلة للحكم عليه هي نتائجه ومُخرجاته , وما آلت اليه الأمور بعد إتخاذه , وتُحسب الإيجابيات مُقارنةً مع السلبيات بميزان المصالح العليا والعامة للاطراف المرتبطين بهذا القرار , لهذا وبناءاً على ما تقدم , إذا اردنا أن نُعلل ما السبب الذي أدى بكل ما يحدث الى أن يحدث فعليا : رفضٌ دولي بحجة رفض اسرائيلي لقيام الدولة الفلسطينية , وبعبع الوطن البديل الذي أصبح هو المخرج لعدم قيام الدولة الفلسطينية بعملية قيام دولة فلسطينية , ولا تستهينوا بـــ الـ التعريف حين تحذف فهي حروف صغيرة لكن فقدانها عظيم , وإسقاطها هو التوقيع بالاحرف الاولى في تنظيم الشياطين , ولا ننسى ان نعرج على الصراع الفلسطيني الفلسطيني , والمساهمات العربية في حرق الطبخة , والنفوذ الايراني , والتعنت الامريكي ...الخ , لوجدنا ان كل هذا ما كان ليحدث بهذا الشكل وبهذه الطريقة وبهذه الحيثيات لو لم يكن هنالك قرار فك الارتباط بين الدولة الاردنية الاصل , وفرعها الاصيل الضفة الغربية , المحتلة عام 1967 , والذي اتخذه جلالة الملك في العام 1988, بعد قيام الراحل ياسر عرفات بإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس , وبناءاً على ضغوطات الدول العربية التي تقف الان متفرجة على ما يحدث بحجة الخلاف مع حماس أو كره حزب الله العميل لإيران ( الموساد ) , وهذا القرار الذي يُعتبر لغاية الان قراراً سياسيا وليس قرار دستوريا, والذي كانوا يرجون من ورائه تحقيق المُراد والغاية بحل القضية , وعليه إذا أردنا أن نتخلص من كل سيئات هذا القرار ومن جميع التبعات التي سقطت على رؤوسنا وما زلنا ننتظر المزيد المزيد منها , فلنعد الى نقطة الصفر عام 1988 , وليُلغى قرار فك الإرتباط , وليرجع الفرع الأصيل الى الدولة الاصل .
وليكن هذا القرار بإلغاء القرار , قراراً مُشتركا بين الشعب الواحد , الاردنيون في الضفتين , ولنعد الى صباح اليوم الذي صدر فيه قرار فك الإرتباط , ولنُعيد حساباتنا , ولنُعلن فشل القرار في تحقيق مرامه وغايته , خصوصاً أن هذا القرار أبدا لم يكن بحسابته إحتلال العراق للكويت وحرب الخليج , ثم أحداث سيبتمبر وإحتلال امريكا للعراق وسقوط نظام البعث فيه , حيث بعد هذا كله لم يعد للعرب وزنهم الذي كانوا يظنون أنهم يملكونه , وإذا أردنا بكل بساطة ان نفصل الموضوع , فنحن نتحدث عن عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل 22 عاما , وحتى وإن قلنا نبدأُ من جديد فبداية جديدة خير من لا بداية ولا نهاية في ظل الوضع الحالي الذي نعيشه نحن وأشقائنا وإخوتنا الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الاردنية الغربية , بنفس القوانين ونفس النهج , مع الأخذ بعين الإعتبار كل المُستجدات , ولتكن المطالبة بتحرير الأرض مطالبة دولة قائمة , شرعية قانونية , وعندها نتخلص من كل تلك الأعاصير التي تعصف وستعصف بنا في الضفتين .
لا مُقارنة ولا وجه شبه بين هذه الدعوة وبين فكرة الوطن البديل , حيث أن الوطن البديل بالمختصر يعني إعطاء القيادة الفلسطينية الحالية التي تأسست بشكلها الحالي بعد قرار فك الارتباط , أرضاً يُقيمون عليها دولة فلسطين ( بدون ال التعريف ), لينتهي الصراع , ولترتاح الامم , ولتُحل القضية , طبعا بشرط واحد لا يمكن التنازل عنه وهو : ان تقام دولة فلسطين على أي أرض وفي أي مكان غير الاراضي الفلسطينية التي ستصبح بكل أريحية أراضي إسرائيلية , ولا عودة للاجئين , ولا بقاء لأي جنس عربي في دولة اسرائيل , أما الغاء فك الارتباط , فيعني عودة الارض الى الدولة الاردنية بكل حدودها وسكانها , خصوصا أن غالبية سكانها فعليا قد حصلوا على الجنسية الاردنية , وبالتالي لا وجود لأي قيادات سياسية فلسطينية كفتح وحماس والشعبية ...الخ , لأن وجودهم سيصبح غير شرعي إلا اذا كان وفقا للدستور والقانون الاردني المعمول به , وسيصبح غسماعيل هنية وقريع والعشراوي مثلهم مثل أي مواطن أردني اخر ( لا اعلم اذا كانوا حصلوا كأبي مازن على الجنسية الاردنية ) , لهم ما لنا وعليهم ما علينا , ولا ضرورة لبقاء مشعل جوالا محمولا من طهران الى الدوحة , حيث عندها عليه تحديد مصيره إذا أراد الحفاظ على جنسيته الاردنية , والا فليتركها او ليتحمل التبعات القانونية الاردنية .
القدس يا سادتي الكرام أقرب للعاصمة عمان من العقبة ومن المفرق ...الخ , والعودة عن الخطأ فضيلة , فذلك القرار وان كان إتخذه جلالة المغفور له الراحل الحسين بن طلال , إلا انه قرار المُجبر أخاكَ لا بطلُ , ويا للعجب العُجاب , الفلسطينيون الذين حصلوا على الجنسية الاردنية بعد فك الارتباط أضعاف أضعاف الذين حصلوا عليها قبل فك الإرتباط , ومن بقي من الاشقاء لم ينلها او حتى ليس في طريقه لينالها؟؟؟؟ , ليست كونفدرالية وليست فيدرالية , لا محاصصة , ولا مقاسمة , مملكة أُردنية هاشمية , بضفتيها الشرقية والغربية , تماما كما كانت منذ العام 1948 بعد قرار التقسيم والنكبة , والتي إستمرت زهاء 40 عاما , دولة واحدة , وحكم واحد , حتى بعد النكسة 67 , لم يتاثر القانون ولا الدستور إلا ببعض الخصوصية .
هو سؤال نطرحه لسكان الضفتين ,
فنقول للغربيين : ماذا هو الحلم ؟؟؟, إنتهاء الاحتلال وعودة الحرية والكرامة والاقصى ؟؟؟, أم دولة يحكمها عباس وقريع وهنية ...الخ بكل الصراعات القادمة , وبكل الدماء التي ستُسفك بين فكي المصالح المتضاربة التي آخرها مصلحة شعب بكامله,
ونسال الشرقيين : لماذا لا يعود الفرع الى أصله قبل أن يصبح الاصل فرعا زائدا عن الحاجة ؟؟؟, وماذا بقي لكم في وطنكم الحالي جغرافيا وحقوقيا وسياسيا ؟؟؟ , فهل ننتظر محاصصة في الحكم والمقاعد والوزارات , فيصبح ما لنا لهم , وما عليهم علينا ؟؟؟, أم نسبقهم بخطوة ونُعلن ان لا وجود لكل طموحاتهم الزائفة الغادرة الماكرة , فلا تُعلن إسرئيل مخططاتها , ولا ترمي أمريكا بطُعم سياساتها .
هي الوحدة , هي اللحمة , هي دعوة للحق , فلنعد كما كنا , ولنبني أحلامنا شراكة متساوية , بدلا من أن يضحى بالاحلام لتحقيق حلم رجال كأشباه الرجال , ولا ننتظر إجتماع مغلق يُقرر فيه مصيرنا , وما زلنا قادرين على تقريره نحن بأيدينا وبرغباتنا, القدس قدسنا , والأقصى أقصانا , الضفة الغربية الفلسطينية لنا , كما هي الشرقية اليوم لهم , حديث ليس لكم يا ذوي البطون المنتفخة خساسة وفسادا وخيانة , وإنما لتلك الام النابلسية في الضفة الغربية التي تخشى على أبنائها من رؤية وجه الشمس في كل يوم تطلع فيه , وعلى ذلك الخليلي الذي يُريد ان يعود عهد الوديات , وأكبرها ودية الكرك , لينعم الحرم الابراهيمي ويحيا من جديد .
قبل ان تحكموا إنتظروا واسمعوا من لا تحبوهم ولا تحترموهم , اسمعوا ما رأيهم في هذه الدعوة , وما موقفهم لو طُبقت على أرض الواقع حقيقة , هل يقبلون ؟؟؟ , هل يرضون ؟؟؟؟ بعدها إحكموا وتمعنوا فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم , الموضوع يحتاج الى تفصيل وتوضيح اكثر و أدق , وعذري الوحيد هو ضيق الصفحات , ولنا في قادم الأيام المزيد المزيد من الحوار والنقاش , ولكن لا تنسوا أن الوقت ليس في مصلحتنا أبداً .
حازم عواد المجالي
nasserhamj@hotmail.com