أسعدنا خبر زيادة رواتب أساتذة وموظفي الجامعة الأردنية, وتساءلنا نحن أبناء الجامعات الأخرى الفقيرة ألا نستحق زيادة على رواتبنا. من بين الجامعات الحكومية العشرة يحصل أساتذة جامعة العلوم والتكنولوجيا على أعلى الرواتب يليهم أساتذة الأردنية بعد الزيادة الأخيرة , وسبب ذلك هو توزيع جزء من عائدات برنامج الدراسة الموازى على منتسبي هاتين الجامعتين , أما الجامعات الأخرى ونضرا لكونها جامعات فقيرة وبرامج الموازي محدودة أو معدومة فيها فان منتسبيها يتقاضون اقل الرواتب , وهي تعانى كذلك من عدم استقرار أساتذتها وتزايد أعداد المستقيلين منها . إن ما يمارس مع الجامعات وأساتذتها في غاية السوء والتخبط وفي كل الاتجاهات المالية والإدارية , فبدلا من أن يكون التحفيز لجامعات الأطراف الطاردة حتى لأهلها يتم التركيز على تحسين ظروف من هم في المركز ومناطق الاستقرار , الأجدر هو تحسين ظروف أساتذة جامعات معان والطفيلة ومؤتة والمفرق لتثبيتهم في مواقعهم إن كانت الحكومة تريد تطوير وتنمية هذه المناطق قولا و فعلا وما ضعف إقبال الطلبة على هذه الجامعات إلا لأنها مناطق تهجير لأهلها ولزائريها نتيجة للسياسات المخطوئة للحكومات المتعاقبة التي تناست الأطراف من التنمية الحقيقية. هنا يبرز التساؤل هل أن أموال الموازى في التكنولوجيا والأردنية وغيرها من أموال الجامعات الأردنية أموال وطن وعلى اقل تقدير أموال للتعليم العالي أم أن كل جامعة ذات سيادة وحدود جغرافية موثقة لدى جامعة الدول العربية , جميع أموال الجامعات أموال وطن وجميع الموظفين فيها موظفي وطن متساوون في الحقوق والواجبات . على حكومتنا و إدارات جامعاتنا أن تعيد النضر في رواتب منتسبي الجامعات وتوحيدها ضمن سلم واحد وان تعطي أفضلية لمن هم في الجامعات الطاردة إن كانت تنوي خيرا للتعليم العالي وتنوي تدارك أخطائها بحقه . وإنها دعوة مفتوحة لجميع أساتذة الجامعات أن يرفعوا صوتهم مطالبين بحقوقهم ومطالبين بحق استقرارهم في جامعاتهم ومطالبين بحقهم بإعفاء جمركي وسكن كريم كغيرهم من شرائح المجتمع فهم من افنوا شبابهم في العلم والتعلم ونذروا أنفسهم لجامعات وطنهم , وإنها دعوة لهم أن لا ينتظروا إدارات الجامعات ومجالس أمنائها أن تطالب لهم بحقهم فمعظمها عاجزة عن تحقيق أية مكتسبات لنا , إن حكومتنا وجميع حكوماتنا لا يجدي معها احيانا التنسيبات حسب الأصول , إن ما يجدي معها هو تأكدها بأنكم تطالبون بحقكم ولا تستجدون أحدا وأنكم لن تتوقفوا عن المطالبة مهما كانت المبررات والردود التي تسمعنا إياها إدارات الجامعات أو الحكومة , علينا أن لا نتردد أو نخجل من المطالبة وعلينا تحويل كل اللقاءات والاجتماعات الصورية التي ترتب لها إدارات الجامعات أو الحكومة إلى مطلب واحد وهو تحسين ظروفنا المعيشية وعدم الإصغاء إلى الاسطوانة المشروخة - مفيش مصاري فى البلد - .
د.عبدالله الرواشدة
drabdullah63@gmail.com
0795507156