لم يقل المتقاعدين ما قيل عنهم وإنما تحدثوا عن واقعا معاش ينذر مستقبله بالخطر ,كان العنوان الذي جاء به فيسك قد جانب الصواب حين قال
(الأردن محتل من الفلسطينيين) فلا الأردنيين يقبلون بهذا وليس الواقع هو هذا و لم يتفوه المتقاعدين بذلك وإنما حرف على غير هدى ,حين تحدث المتقاعدين في بيانهم الشهير فان هدفهم كان مصلحة الأردن وأبنائه وفلسطين والقابضين على جمره ,قال المتقاعدين ما جاء في بيانهم الأول والذي ما خرج عن ركيزة واحده هي انه انطلق للحديث عما يجري على ارض الواقع إن هناك تصفية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن ويبرز في نقطتين الأولى سياسة الحصار والتهجير لأبناء الضفة الغربية وسياسة التجنيس لبعض منهم التي لا تستند إلا للاستثناء ,هذا هو ما استشعره المتقاعدين بأنه خطر على الأردن وفلسطين في نفس الوقت فتبنوا التصدي له واخذوا هذا على عاتقهم ,لم يتطرق المتقاعدين للأردنيين من أصل فلسطيني سواء كانوا نازحين أو لاجئين لان امرهم رهن الحل النهائي وهم ما ذكرهم فيسك بان عددهم 1,590,000 ,لكنهم تحدثوا عن من حملوا حق الإقامة في الضفة الغربية من بعد إغلاق ملف النزوح وأصبح كل من بعد ذلك إما حامل حق إقامة لا يفرط بها يجددها كل ما أوشكت على الانتهاء أومن ضرب بها عرض الحائط فالحق نفسه بركب النازحين عن طيب خاطر منه وأصبح تحت مسمى فاقد لم الشمل الذي يتوجب عليه استعادة هذا الحق الذي فرط به قبل الحديث عن جنسيته الأردنية ,نعم تحدثوا عن من وصفوا فيما بعد 1983 بحاملي البطاقة وحددت هذه البطاقة بعد 1988 أي جنسية هي له وهم ما ذكرهم عددا بأنهم 850،000 وقصد بهم حاملي البطاقة الصفراء تحديدا علما إن الرقم الحقيقي يقل عن هذا الرقم إن لم يكن يتضمن المرافقين ,شدد المتقاعدين على إن تبقى صلة وصلهم بأرضهم وان لا يفرطوا بحق هو لهم ولأبنائهم من بعدهم من خلال الفصل والإضافة هذا الذي كان مهمل هو وفاقد لم الشمل حتى قيض الله له من سلك به دربه الصحيح والواقع يشهد, ولكنني قد أتحفظ على رقم 86,000 والذي قيل عنه انه تجنس غير مشروع لان من ضمنه الأبناء للأب الأردني سواء حمل البطاقة وكانوا برفقته أو لا يحملها وكانوا أبنائه برفقة والدتهم من تحمل تلك البطاقة أو من المواطنين الأردنيين من الأصول الفلسطينية الحاصلين على شمل حديث .
فيسك لم ينقل الحقائق كما سمعها ولكنه قالها كما هي قناعته لم يتحدث عن ما قاله المتقاعدين إن عدائهم الرئيسي هو لإسرائيل وان ما دفعهم لبيانهم وما تلاه هو الشعور بالوطنية الحفاظ على الأردن وديمغرافياه وفلسطين وعدم تفريغ أرضها ,ليجد من يقف ضد المتقاعدين عذرا للومه انه اتكى على قول واحد ولم يأخذ برأي دعاة الوحدة الوطنية حسب قولهم وغاب عن أذهانهم إن ما جاء به المتقاعدين ما هو إلا الوحدة الوطنية بعينها لان بيانهم كان حق عودة كل من كان قلبه على الوطن هنا أوهناك تشبث به وقال مثل قولهم .
تحدث في هذا الموضوع احد الكتاب هو ياسين عز الدين ووجه سهام نقده للوطن حول الوطن البديل والتجنيس وأمور عديدة وانتقدته ليس من باب إن أنكر بعض ما جاء بقوله ولكن إن لا يسمح للغيران يتطاول على الوطن لأهداف واضحة هي تشويه السمعة وتلطيخها ,ولكن حينما يكن النقد من أبنائه هو من سبيل الغيرة عليه والخوف على مستقبله لأنه مستقبلنا ,نتحدث في تجنيات عليه لأننا نعتصر ألما عليه ومن اجله وان تطاول عليه الغير لا نقبل ذلك لأننا نعرف إن له فيها مأرب أخر .
حمى الله الوطن وأبنائه ودرء عنه كارهيه وأعداءه والهم أبنائه السداد لصالحه وحمى شيخ عشيرته انه نعم المولى ونعم المجيب .