القهوة ثلاثية الأبعاد
عايزنا نرجع يا زمان قول للزمان ارجع يا زمان
القهوة العربية الأصيلة هي من أروع عاداتنا وتقاليدنا للجود والكرم لكل الاحتفالات والمناسبات الأردنية وارتبط لساننا بهذه الكلمة السحرية لما لها من خصال فريدة للضيافة والجاهات العشائرية
وقبل طلب الزواج ونستخدمها للمداعبة أحيانا بقولنا (كل رأس ماله فنجان قهوة)
وهل سيأتي يوما علينا باستبدالها بفنجان (نسكافيه أو كبوتشينوا) لا أعتقد هذا
فالقهوة العربية الأصيلة باقية في عقولنا ولكنها أصبحت ثقيلة جدا على جيوبنا الفقيرة
بتعويم أسعار القهوة اختلف طعمها من مكان إلى آخر (ومحسوبكم خريم قهوة)
من منكم لا يستشيط غيظا عند صحيانه باكرا إذا لم يجد فنجان قهوة الصباح سواء مدخن أو العكس فهي كما يقال تعدل المزاج وتعدل المخ.
في الآونة الأخيرة يفاجئ المواطن بأسعار خيالية ترتفع بليلة وضحاها وهل من المعقول بأن يحرم المواطن فقير الحال من هذا (المورفين) الطبيعي لنسيانه بعض همومه من الديون المترتبة عليه وضيق الحال وقلة الأشغال ....محال محال ...فان تعوم أسعار القهوة لتصل الحد الغير مقبول لشريحة كبيرة من المواطنون وأنا أكيد واحد منهم وأكثر طلب أكرهه(جيب معك وقيه قهوة معتبرة)
كم أتمنى التملص وإحضار قهوة من النوع المتوسط (وتغيير الطعمية مش سهلة.)
وهل ستبقى هذه الأسعار بالتأرجح من وقت لآخر وهل من الأنسب إحضار مبلغ كافي من المال خوفا من الإحراج والكلمة المعهودة لتجار هذا النوع الفريد من المورفين بأنه ارتفع سعرها من المصدر
ومن منكم مقتنع بهذا وهل سيترتب عليها ضريبة جديدة وإعطائها اسم (خريمين القهوة)16%
أتمنى بأن لا يأتي هذا اليوم ليصبح كرمنا وضيافتنا مربوطه بأسعار القهوة (التعذيبية) (القهرية)
وسامحوني جدا الآن فقد أوجدت حلا لنفسي لشراء القهوة العربية متى ومن أين ولمين القهوة الغالية تقدم ولمين القهوة المتوسطة بسعرها تقدم وسامحوني وتفضلوا اشربوا قهوة عندي أمانة (كذاب لا تردوا علي بمزح)
بشربي آخر فنجان قهوة وسماع أغنية للرائعة (سميرة توفيق بأغنيتها الشهيرة) (بالله تصبوا هال قهوة وزيدوها هيل) وقبل أن أنهي مقالي هذا فكرت بتقسيم القهوة إلى ثلاثة أنواع وحسب أسمائها المنتقاة بعناية من جسم الإنسان والشاطر يفهمها. (قهوة ثلاثية الأبعاد.)
قهوة الرتب العسكرية :تقدم لأعز أصدقائي المحرزين وأمي وأبي.
قهوة تحت الصرة: تقدم للجيران المهمين ولي ولزوجتي.
قهوة الحافي والطفران : تقدم لدار أبو فلان ولكل مواطن غلبان.
مع احترامي وحبي الشديد لتلك المحلات الثلاثة الرائعة بتحفظ وبدون ذكر أسماء حتى ما يلاحقنا القضاء.
والصحيح أن المنطقة والمكان يحددوا سعر القهوة وهناك محلات تبيع القهوة العربية بأسعار واقعية بأجمل المناطق الشعبية وبالتالي كل هذه المنتجات تأتي من نفس حقول الغابات البرازيلية فقط يضاف عليها نكهات وبهارات هيلية لتحسين مذاقها في بعض الأحيان...عذرا فأنا الآن رجل خرمان وخرفان أرجوكم لا تردوا عليي.
أخيرا دعونا نقرر بأنفسنا هل نضرب عن القهوة؟؟؟؟؟ أم هذا منتهى العناء أم نبحث عن منتجات أخرى من بلاد الشقاء أمثال البرازيل أم نبدأ بغرسها (بالحاكورة اللي ورا الدار) يا ستار تستر علينا.
وقهوتكم مشروبة بإذن الله.
هاشم برجاق