زاد الاردن الاخباري -
عرض مساء امس على مسرح مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي الفيلم التسجيلي " ومازلنا معا .. ثنائية الشعر والموسيقى " بالتعاون مع الهيئة الملكية الاردنية للأفلام ، وذلك ضمن فعاليات الزرقاء مدينة الثقافة الاردنية للعام الحالي .
ويتضمن الفيلم الذي اخرجه بشار حمدان بعضا من قصائد درويش والامسيات الشعرية والموسيقية المشتركة بين الشاعر الراحل والفنان مارسيل خليفة في باريس وبيروت ، اضافة الى عرض وتحليل للعلاقة التي نشأت بين الاثنين .
ويعرض الفيلم مقابلة ارشيفية مع درويش يتحدث فيها عن طفولته المرتبطة بالنكبة ، حيث تحول امان ودفء الطفولة الى عنوان للاجيء ، وسرقت النكبة الطفولة والارض ، ولاحقت لغته الشعرية الى الابد.
ويبين درويش في المقابلة انه مطلع على قلق مارسيل الفني وعمله داخل الموسيقى ، واصفا اياه بالصوت الدافيء والمتذوق للشعر بالفطرة .
بينما يقول مارسيل في الفيلم ان الصمت يسبق الحياة كما يسبق الصمت الموسيقى ، وتنتهي الحياة بالصمت كما تنتهي الموسيقى ايضا ،اذ يناجي الراحل قائلا " يا محمود ملأت الحياة نفسها بالازهار ، ونسيت الحياة اعطاءك المزهرية " .
يشير الفيلم الى ان مارسيل تخرج من المعهد الموسيقي وكتب موسيقى فرقة "كراكلا "عام 1973، وتميل أفكاره الى اليسارية ، و كان يقتني بعض دواوين درويش ، وبدأ بتلحين بعض القصائد ولم يكن يعرف درويش او التقى به ، ويلفت الى ان اول القصائد التي لحنها هي ، وعود من العاصفة ، واحن الى خبز امي ، وريتا ، وجواز السفر ، حيث تم تسجيلها في باريس بعد الهرب من الحرب الاهلية .
ويقول مارسيل انه التقى بدرويش بعد سبع سنوات من صدور الاسطوانة الملحنة لقصائد درويش في مقاهي باريس ، واصفا لقاءهما بالجميل والحميم ، حيث نشأت علاقة استمرت حتى وفاة درويش ، ومعلقا على لقاءات باريس بأنها اعادة صياغة للوطن في المنفى بمد حبل الذاكرة .
ويشير مارسيل الى ان العودة الى بيروت قوت علاقته بالموسيقى ، اذ كان يغامر بالذهاب بموسيقاه واغنياته الى المواقع الامامية والخطرة ، مضيفا ان شعر درويش منح موسيقاه بعدا آخر ، حيث تآخى مع النص الشعري ، واصفا تجربتهما بأنها تجربة خاصة اعطت لحياته وفنه معنى خاصا.
كما يعرض الفيلم مقابلة مع شقيق الشاعر احمد درويش ، حيث يتحدث عن رحلة اللجوء الى لبنان ، ثم التفكير بالتسلل الى فلسطين ، ويشير الى سجن درويش في الرملة ، وهناك بدأ بكتابة ديوانه ( عاشق من فلسطين ) كما ولدت قصيدة ( احن الى خبز امي ) على قصاصة ورق صغيرة .
الكاتب الياس خوري يقول في الفيلم ان بيروت لم تصنع درويش بل ان التفاعل الذي زاوج بينهما افاد مشروعه الشعري و الابداعي ، اذ ان مارسيل لعب دورا اساسيا بتطوير الاغنية العربية ، حيث ان العلاقة بين الموسيقى والقصيدة فيها دفع كبير للشاعر والفنان .
ليختتم الفيلم بأغنية مارسيل لقصيدة درويش " في البال اغنية ، يا اخت عن بلدي ، نامي لاكتبها.