زاد الاردن الاخباري -
مندوباً عن وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ افتتح الدكتور حكمت النوايسة مدير مديرية التراث في وزارة الثقافة المؤتمر المحكم " التعايش الاجتماعي في ظل التنوع الثقافي في الأردن" الذي أقيم في رحاب جامعة عمان العربية بالتعاون مع منتدى التنوع الثقافي الأردني .
ورحب الأستاذ الدكتور عمر الجراح رئيس جامعة عمان العربية بضيوف المؤتمر في كلمة قال فيها: " أرحب بكم في رحاب جامعة عمان العربية وفي مثل هذه الأيام التي تشهد ظهور الفكر التعصبي المنغلق على ذاته تظهر الحاجة الماسة الى فكر تنويري يتقبل التنوع بجميع أشكاله. ففي جو التنوع يظهر الإبداع حيث تتجه طاقات البشر نحو النماء والعطاء كبديل للصراع."
وأضاف : " اذكركم واذكر نفسي بخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورج حيث أكد جلالته أن الشعب الأردني مجتمع واحد لا يقبل القسمة ." متمنياً في نهاية كلمته النجاح والتوفيق للقائمين والمشاركين في المؤتمر .
وقالت رئيسة منتدى التنوع الثقافي الأردني الدكتورة فاطمة جعفر والتي أشادت بدور جامعة عمان العربية بقيامها بدورها في خدمة المجتمع المحلي من خلال فتح أبوابها لمؤسسات المجتمع المدني وأعضاء الهيئة التدريسية فيها للقيام بدورهم في نقل خبراتهم العلمية المتخصصة وتوظيفها لتطوير الواقع المجتمعي بكل تطلعاته ومشكلاته.
وتطرقت د.جعفر في كلمتها الى أن الأردن يمثل صورة فريدة للتنوع الديني والعرقي والثقافي واستطاع أن يحافظ على مكتسباته ومكوناته في اقليم يعاني عدم القدرة على الصمود أمام تحديات التفرقة.
من جانبه أكد الدكتور حكمت النوايسة مندوب وزيرة الثقافة أننا بأمسّ الحاجة إلى تعزيز الهويات الوطنية والقومية ، أي الهُويات التي تقبل الشراكة في إطار التنوع، وتنظر إلى التنوع بوصفه القانون الطبيعي الذي يعطي للحياة أفضلية، ويحيي الثقافات واقتصادياته، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من احترام التنوع الثقافي، والقدرة الإبداعية البشرية.
ومن الجدير ذكره أن نخبة من الباحثين المشاركين في المؤتمرمن أصحاب المعالي وأساتذة الجامعات ورجال الدين الإسلامي والمسيحي قدموا أبحاثاً مثرية عن هذا الموضوع من المنظور الفلسفي والقانوني والنفسي والديني.
وتطرقوا إلى التعددية الدينية في الأردن، فالأردن الذي يقع في قلب الشرق الأوسط، ويسكنه ما يزيد على7ملايين نسمة؛ منهم 4 % من أبناء الديانة المسيحية، استطاع منذ تأسيس الدولة الأردنية العام 1921 وإلى الآن، أن يرعى سياسة التسامح والوئام الديني، وأن يدافع عنها بين مكوناته المختلفة.
كما أشاروا إلى الأقليات العرقية الموجودة في الأردن منها الشركسية والشيشانية والأرمنية والكردية وأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع الأردني و الذي يجمعهم إخلاصهم وحبهم للوطن والقيادة الهاشمية .
وإدراكاً من المشاركين في أعمال المؤتمر لأهمية التعايش الاجتماعي ودوره في حياتنا الأردنية، باعتباره من أهم محركاتها وبوابة العبور الى واقع جديد مختلف، جاءت أوراق هذا المؤتمر وتوصياته.
"بداية فإن المشاركين في المؤتمر يتقدمون من حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بخالص الشكر والتقدير على جهوده في دعمه وتعزيز صورة التناغم الاجتماعي في الحياة الأردنية المعاصرة وتأصيل روح المواطنة التي لا تفرق بين أحد"، وبعد ذلك قالت الدكتورة إيمان عبد رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر أن المؤتمرون يوصون بمايلي :
- تعزيز دور المناهج المدرسية بشكل عام ومناهج اللغة العربية بشكل خاص في تنمية الحس الإنساني والاجتماعي.
- النهوض بطرق التدريس في توعية الأفراد وعيشهم الإجتماعي وتمثلهم للقيم والممارسات التي تدعم هدا العيش.
- ترجمة إطار المواطنة إلى منهج علمي يحقق العيش الاجتماعي.
- تضافر دور المؤسسات وخاصة الإعلامية في تعزيز العيش الاجتماعي في الأردن.
- تكوين قوة فكرية مشتركة تعمل على تحصين الأجيال القادمة.
- تعزيز دور الإرشاد الروحي في تحقيق التكيف الإيجابي والصحة النفسية .
- توفير آلية تضمن التأكد من تنفيذ القوانين الناظمة للتنوع الثقافي.
- عقد ندوات ومؤتمرات تتناول التسامح والمواطنة والتنوع الثقافي.
- عقد مؤتمر دولي يجسد الأنموذج الإنساني الإسلامي في العيش الاجتماعي بين البشر.