مدينة الضباب أو برشلونة وهناك مدن لا نعلم عنها شيء ، المهم أن الوزراء يأخذون إجازات حتى ولو كانت قصيرة المهم يغادرون أرض الوطن ويعودون بالسلامة بعد أـسبوع أو اسبوعين أو يومين ، وانا المواطن الملعون أبوه على أمه أبعد من جورة الحرايمة ما إلي ،والمواطن الذي غادر منزلة في العاصمة عمان وشد الرحال على أطراف شارع الأردن وبين الرصيف والشارع جلس وفرش السجادات البلاستيكية وجهز الارجيلة وهذا المكان لايعتبر في حدود منع التدخين الحكومي ، وسيأخذ معه ركوة قهوة وشوية بزر والله يخلف على أم الاولاد لأنها مدبرة وصاحبة مزاج وبتتحمل شظف العيش معه ، والمواطن الذي عنده طفرة تكفيه ثمن البنزين للسيارة يستطيع أن يذهب لحد الغور أو عجلون طبعا من دون أن يشتري أي شيء يذهب صد رد ويقيس مسافة الطريق ويتحسر على التينات وشوية العنب والخوخ التي تعرض على أطراف الشوارع ويعود للمنزل في نفس اليوم ، والذي ربنا أعطاه زيادة مصاري يذهب عن طريق مكاتب السياحة رحلة بدون عودة لأنه لن يجد له حجز للعودة وعليه أن يدبر نفسه ، أما الوزير هناك سيارة تأخذه من باب البيت وربما من باب الوزراة لأنه أجبر على أخذ الاجازة لأنه مسكين تعب من الشعب الكثير المطالب ، وفي المطار لايقف على الدور ويعبر من بوابة vip ولا يفكر بأجرة التكسي لأن السائق سيعيد السيارة لكراج المنزل ، وفي الطائرة سيجلس درجة أولى ويطلب ما طاب ولذ من الوجبات غير كلام المعالي وما الذي ينقصك ، وفي بلد المقصد ستكون هناك سيارة دبلوماسية تنتظر الوزير والعائلة الكريمة وهنا تظهر خدمات وزارة الخارجية للضيف الكريم الذي يحلف مائة يمين في المجلس الوزاري أن الخارجية الاردنية ما قصرت وفي نهاية الرحلة ذات الألف ليله وليله من الوصف سيعود هذا الوزير وفي جعبته من الهدايا الشيء الكثير ولن يمر من بوابة الجمارك وسيلعن الساعة التي أعادته للعمل ولكن كل شيء يهون مقابل إجازة سنوية مدفوعة التكاليف والمصاريف الشخصية ، وكله من جيبة المواطن الذي لم يغادر إلى أكثر من جورة الحرامية في وسط البلد ؟