لم يشهد الأردن صيفاً سياسياً لاهباً مثلما شهد هذا الصيف الذي كان فيه للأحداث دوياً تجاوبت أصداؤه في المدن والقرى والبوادي الأردنية , فكما حبلت السنابل هذا الصيف وامتلأت الضروع كانت العقول أيضاً حبلى بالأفكار التي تغدو وتجيء حول ما يجري على الساحة الأردنية ..!
لجان عديدة خرجت علينا , وحرب بيانات كانت تؤكد الخوف من القادم ونحن هنا لا نشكك بالمواقف الوطنية النبيلة التي هدفها حماية الأردن ,على العكس من ذلك تماماً ان ما يهمنا في هذا المقام المواطن الأردني الذي يسمع ويقرأ التساؤل المطروح ( الأردن إلى أين ) ..؟! ليشكل هذا التساؤل هاجس الخوف والريبة في قلبه ..! إذاً من أين جاء وما الذي يستهدفه هذا التساؤل ..؟ هل يستهدف هذا التساؤل الاستفسار عن الأوضاع الاقتصادية والفقر و البطالة والخصخصة والديمقراطية والمديونية .. أم يستهدف مصير الأردن ( الجغرافيا ) بما حمل من سكان و انجازات وتاريخ ..؟! من هنا لا بد من التأكيد على جملة من الحقائق والاستحقاقات التي تؤكد بلا أدنى شك أن الأردن الذي يسألون عنه كان وما زال وسيبقى أردن الشعب الواحد الذي يفتدي وطنه وقيادته بالغالي والنفيس , اردن القيادة الواحدة الواعدة التي نفاخر أنفسنا والعالم بها .. أردن الجزء الذي لا ولن ينسلخ عن أمته العربية , الأردن الذي له دوراً يعادل دور أمته كلها , الأردن المتواضع الذي يعرف مكانته عند كافة أصقاع العالم ..
لكن عندما يصبح وطناً بكامل حمولته من البشر والانجازات والطموحات والتاريخ موضع تساؤل بهذا الحجم فان ذلك يعني أن الحكومة معنية بشكل مباشر بالرد الفوري على هكذا كلام مشبوه وذلك بفتح مجالات أوسع للقوى الشعبية والوطنية لتحسين شروط تبلورها السياسي لان هذه القوى ليست حمولة زائدة كما يعتقد البعض بل هي جزء لا يتجزأ من الداعين لمقاومة الاختراق الصهيوني والداعين أيضا للمحافظة على الكيان الأردني من الضعفاء والعملاء وأشباه الرجال من استغلال أولى الفرص للإعلان عن عقدهم الدفينة تجاه الأردن ليكون ذلك مخرجاً حقيقاً مما نحن فيه بعيداً عن آمال وطموحات الحاقدين ..!!! كما أن الحكومة مطالبة بفتح خطوطها مع كافة الاطياف السياسية لوقف كل المهاترات التي يمتطي منابرها فئة أدمنت التطاول والعبث بكل ما هو متاح دون وجل او خجل ..! لأننا كأردنيون ننادي بوقف الكذب والتبجح والفساد والمزايده والتآمر على البلاد والعباد ونطالب بلحمة وطنية تتحدى كل الصعاب وأعتقد ان هناك توافق وطني لا يطالب بأكثر من إبعاد الطفيليات والسماسرة من أن يكونوا أصحاب قرار أو وسطاء ليبقى الوطن آمناً مطمئناً بعيداً عن الأيادي العابثة والمخططات الدنيئة .!!
فالأردن موجود وسيبقى قوي رغم ظروفه الصعبة التي تزداد صعوبة يوماً اثر يوم ..قوي برجالاته الذين يحملون أفكاراً وطنيةً تتطابق مع النضال الاجتماعي الوطني الأردني والوعي السياسي للوقوف ضد محاولات الاختراق للمجتمع الأردني والأرض الأردنية .. قوي بتصديه لكل الذين يحاربونه ويكيدون له من أشباه الرجال .. فهؤلاء سيبقوا ملعونين مدحورين نزولاً عند رغبة وإرادة كل الأردنيين الأحرار لإخراج أصحاب الأجندات الخاصة من حظيرة الوطن واعتبارهم من الخوارج الملعونين إلى يوم الدين .. ونحن كاردنيون ندين كل سلوك منافي لأخلاق ومبادئ قيادتنا و شعبنا الطيب ليبقى شعارنا ما حيينا الله الوطن الملك .