زاد الاردن الاخباري -
يطلق الشاب ليث أحمد كامل على كل غرفة من غرف منزل ذويه في السلط اسما من أسماء الدول مسليا نفسه بالأماني عله يجد ولو حلما أنه كبقية الناس يسافر من دولة الى أخرى من دون أن تمنعه نقاط الحدود لمجرد أنه لا يحمل جواز سفر.
ومنذ عامين أصبح ليث ابن العشرين عاما حبيس البيت بلا عمل، خاصة مع تجاوز عمره الثامنة عشر وإلقاء القبض عليه أكثر من مرة في شوارع السلط بتهمة عدم إبرازه ما يثبت شخصيته.
يقول ليث "ولدت في الأردن ولم أحصل على أي جنسية غير الأردنية ولم أزر فلسطين وليس لدي أي صلة هناك".
لكن حليمة القدومي والدة ليث التي تكنى بأم إيهاب بدأت كلامها لـ"الغد" بسيل من التساؤلات حول مسؤولية ما يجري مع ولدها بعد أن خنقتها العبرات أسىً على ما آلت اليه أوضاع ابنها الأصغر الذي ظل بحسبها، حبيسا بين جدران البيت طوال العام الماضي.
وتتوقف أم إيهاب قليلا لتعلق قائلة "ابني يبقى سارحا في مخيلته طوال اليوم باحثا في أحلامه عن عمل يأويه، خاصة بعد منعه من العمل في كثير من المحلات التجارية في المدينة لعجزه عن إبراز هويته".
"أم إيهاب" والتي هي أم لثمانية أبناء جميعهم يحملون الجنسية الأردنية باستثناء ليث تسرد قصة سحب الجنسية من ابنها بقولها "إنه في العام 2005 سحبت وزارة الداخلية الجنسية من زوجي والد ليث، بناء على قوانين وتعليمات فكك الارتباط".
وتضيف أن "ابني إيهاب كان الوحيد بين أبنائي في ذلك الوقت قاصرا ولم يتجاوز عمره الـ15 عاما، مما أدى الى سحب جنسيته تبعا لوالده من دون إبلاغنا".
وتقول عندما بلغ ليث الـ 18 عاما من عمره ووصل الى المرحلة الثانوية "التوجيهي" طلب منه الحصول على هوية شخصية للدخول الى قاعة امتحان، فذهب الى مديرية الأحوال المدنية في السلط لاستخراج الهوية، ليخبروه هناك بضرورة مراجعة دائرة المتابعة والتفتيش.
وتقول توجهت بعدها مع ابني الى مقر مديرية المتابعة والتفتيش لأتفاجأ هناك بسحب الجنسية من ابني منذ حوالي 3 أعوام بالتزامن مع سحب جنسية والده.
أم إيهاب والتي تعد من أبناء الشهداء بحسب أوراقها تبدي استغرابها لعدم تقبل أي من الجهات المسؤولة النقاش في قضية ابنها.
وتزيد أن "ابني لم يسبق له وأن زار فلسطين أو وصل إليها، أو حصل على جنسية أخرى غير الأردنية".
الغد