لم يترك الغرب امرأ صغيرا أو كبيرا إلا ووفروا له بديلا صناعيا ، كل شيء أصبح له بديل فهناك قلب صناعي وجلد صناعي ووجه صناعي ورجل \"رابوط\" صناعي ، وهناك شعر صناعي وأطراف صناعية وكبد صناعي ، وذات مرة قرأت عن دم صناعي يمكنه أن يعوض عن الدم الطبيعي ويلاءم كافة فصائل الدم البشري ، لكن هناك أمر واحد لن يستطيع الغرب تحقيق بديل صناعي له رغم كل العلوم والتقدم والتكنولوجيا الموجودة لديه ، أمر واحد لا يمكن تصنيعه أو التكيف مع بديله أن توفر البديل ، أمر واحد في رأيي هو الكرامة .
صحيح أن هناك أناس يعيشون بدون كرامة ، والأمر طبيعي لديهم بل أقل من عادي ، مثلهم مثل من خلق من دون أرجل أو أقدام ، أو مثل من ولد أعمى أو أطرش أو اخرس ، الفرق الوحيد هو أن الذي خلق بنقص في الأجزاء أو عدم اكتمال فيها يستطيع التكيف مع البدائل الصناعية والعيش بهدوء أما أولئك الذين أصلا هم من دون الكرامة لا يحتاجون إلى بدائل طالما حياتهم يعيشونها بهدوء أصلا من دون كرامة ، بل على العكس هم لا يملكون أساسا القدرة على التنفس فيما لو كان لديهم كرامة ومنهم من يعاني من حساسية زائدة بعض الحين تسببها وجود ذرات لا ترى بالعين المجردة من الكرامة ، أدري أنها ليست مشكلتهم وأن الأمر فوق طاقتهم فهم متكيفون على العيش بدون كرامة وتحت أي ظروف .
أنا لا ألمح لشيء معين ، وليست عباراتي ملغومة ، المسألة إني أريد أن أوجه دعوة إلى أصحاب الكرامات المعدومة ، وأقول العتب مش عليكم ، العتب على من كان لديه في الأصل كرامة وضيعها بيديه .
\" وهاظا وجهي إذا بتلاقوا قطع غيار \"
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com