اخي الدكتور فهد الفانك المحترم , لقد قرأت مقالك الأخير المتعلق بدفاعك عن هذا الصندوق حيث تحاول جاهدا تبرئة ساحته وكأنه الحمل الوديع وأنا معك في هذا التوجه حيث ان هذا الصندوق البريء هو عباره عن وعاء للأموال يقوم بأقراضها للدول المحتاجه وله الحق في متابعة الأوضاع الماليه للدول المقترضه لضمان استرداد امواله نحن نعي هذا تماما ولكن ارجو ان لا يغيب عن بالك الموقف الرهيب للمرابي – شيلوك – في ملحمة الروائي العالمي وليم شكسبير ونحن لا نلوم صندوق النقد بل نلوم القائمين على اوضاعنا الأقتصاديه منذ عشرات السنين والذين اوصلونا الى ما نحن فيه من تردي واضح في اوضاعنا المعيشيه وعجزنا عن القيام بتسديد ما قمنا بأقتراضه من هذا الصندوق نتيجه لتسرب تلك الأموال الى جهات اخرى غير التي تم الأقتراض لأجلها وبعدها لجأنا الى موضوع الخصخصه من اجل تسديد تلك الديون وللأسف بعنا كل شيء وعلى الرغم من ذلك ارتفعت المديونيه , حيث لجأت الدوله مؤخرا الى الشعب المسكين لتسديد المديونيه وذلك عن طريق فرض ضرائب ما انزل الله بها من سلطان , وهنا طبعا سيتدخل صندوق النقد الدولي مباركا هذه الخطوات ومن باب الحرص على امواله ايضا ؟؟؟؟ ولا مانع لدى هذ الصندوق من التنازل عن جزء من تلك الأموال مقابل تنازل هذا الشعب عن جزء من حقوقه وانت اعلم بها ؟؟؟ حيث ليس من الضروره ان يكون التسديد نقدا يا صديقي العزيز ؟؟؟؟ .
وعوده على موضوع الخصخصة حيث ان
الأصل في مفهوم الخصخصة هو بيع ممتلكات الدوله او جزء منها الى القطاع الخاص سواء من المستثمرين المحليين او المستثمرين الأجانب ذوو الخبرات الجيده والوضع المالي السليم على ان يتم استعمال حصيلة البيع في الصرف على البنيه التحتيه في البلد والمساهمه في تخفيض المديونيه الهائله التي يتمتع بها في امتياز الأقتصاد الأردني , على ان يتم البدء في خصخصة الشركات والمصانع الشبه متعثره بعد تهيئة ظروفها الماليه والقانونيه بما يسمح لها ان تكون جاهزه للبيع.
للأسف ماحصل لدينا العكس تماما فقد قمنا ببيع الشركات الجيده والمصانع ذات الدخل الجيد مثل الأسمنت والاسمده والكهرباء والماء والأتصالات وهي من القطاعات ذات المردود العالي وليست بحاجه الى شريك استراتيجي للدخول اليها لأن مجمل التطوير الذي حصل على هذه الشركات كان من الناحيه الأداريه فقط حيث ان الأموال التي تم استقطابها في عملية الخصخصه هذه تم استردادها بزمن قياسي وذلك من خلال لعبه قذره وهي السوق المالي حيث تضخمت اسعار اسهم تلك الشركات الى مستوى خيالي قام هؤلاء المستثمرون والتابعون لهم ببيع جزء كبير من الأسهم المملوكه لهم والأحتفاظ باسهم تبقي على مساهماتهم في تلك الشركات , بمعنى آخر تم تمليكهم تلك الشركات باموال الشعب هذا من الناحيه الماليه اما من الناحيه العلميه والتكنولوجيه فيلاحظ ان جميع تلك الشركات والمصانع لم تكن بحاجه الى علم جديد او تكنولوجيا جديده حيث ان الخبراء الأردنيين والعلماء الأردنيين في هذه المجالات يجوبون العالم ويبهرون العالم بنجاحهم وعلمهم وهم بسواعدهم الذين انشأوا مثل هذه المصانع والشركات وحققوا نجاحا باهرا في هذا المجال اصبحو الآن عاطلين عن العمل او يبجثون عن العمل في دول الخليج او غيرها اذا كان لهم فسحه من الأمل .
من ناحيه اخرى اين ذهبت اموال الخصخصه ..؟؟ حيث لم يتم تخفيض المديونيه بل بالعكس تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر لجوء البلد الى البنك الدولي للأقتراض بمئات الملايين من الدولارات لتسديد العجز في الميزانيه كما ان معظم مشاريعنا الأستراتيجيه والزراعيه وغيرها ليس لها مخصصات في ميزانية الدوله , علما بان اصحاب القرار الأقتصادي وعلى اثر الأزمه الماليه العالميه اكدوا لنا سلامة الوضع المالي وعدم تاثر المملكه بالأزمه الماليه وذالك نتيجه لعبقريتهم وعلمهم في اتخاذ الأجراءات الأحترازيه المسبقه في حماية الأقتصاد جزاهم الله خيرا ...؟؟؟؟؟؟
الأمور المنوه عنها اعلاه انعكست سلبيا على المجتمع الأردني حيث انعدمت الطبقه الوسطى من خلال ارهاقها بالقروض البنكيه والأستهلاكيه واصبحت عاله على الدولة والمجتمع واتسع الفقر والبطاله وظهرت على السطح عادات سيئه وغريبه عن المجتمع الأردني من تفكك اسري وجرائم قتل وسرقات وانحلال خلقي مسيطر على شبابنا وشاباتنا نتيجه للفروقات الماليه الشاسعه بين ابناء المجتمع الواحد والهائهم بالركض وراء لقمة العيش والأبتعاد عن مبادئهم.
لذلك كله يا صديقي الدكتور ارجو ان تكون منصفا في كتاباتك فنحن غير معنيين بالدفاع عن صندوق النقد بقدر مانحن معنيين بالدفاع عن حقوق ابناؤنا من هذا الشعب وأنت يا اخي الدكتور تحتل مكانه مرموقه بين كتابنا الأقتصاديين وجميع منابر الكلمه مفتوحة امامك ومقالاتك ما شاء الله تحظى بنسبه عاليه بين القراء ولك القدره على الأتطلااع على بواطن الأمور بحكم موقعك لذلك أرجوك كن معنا وليس علينا فالشمس لا تغطى بغربال .....
وليد المزرعاوي