قضية الأمن الغذائي مشكلة جوهرية , بل أنها تأخذ أهمية قصوى في ظل بعض الظروف السياسية الخاصة , وتزايد عدد السكان المطرد والمهجرين والعمالة الوافدة , يتطلب تنمية زراعية متطورة ومدروسة , ولفهم أبعاد هذه المسالة , لا بد أن نعرف مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي وهو قدرة المجتمع بمساعدة الدولة على تحقيق الاعتماد الكامل على النفس وعلى الموارد والإمكانات الذاتية في إنتاج كل احتياجاته الغذائية محليا .
وللأسف في الاردن يطغي علينا الطابع الأيديولوجي لهذا المفهوم , إذ الموارد الزراعية محدودة وقطاع الزراعة هش , كما انه في ظل العولمة الاقتصادية أو دون تمييز بين إنتاج محلي وإنتاج خارجي , وسياسة الاكتفاء الذاتي أو الجزئي من السلع الاستهلاكية يعتبر اختيارا استراتيجيا ويجب على الاردن عدم التنازل عنه مهما كلف الثمن , وحتى إنتاجنا القليل يصدر ضمن اتفاقيات خارجية والشعب يأكل ما تبقى من الإنتاج والنوع الرديء الذي لا يمكن تصديره واه ...يا بلدنا , والمجاعات تعتبر من ابرز المشاكل التي تهدد العالم والأردن من الدول أل 37 المهددة بخطر المجاعة إذ لم تتحرك بالاتجاه الصحيح .
نحن في الاردن نسير في غابات إسمنتية وحتى كل الاستثمارات التي تدخل الاردن جميعها بناء عمارات أو فنادق, وكشعب أردني للان لم نستفد شيئا من الاستثمارات.
وبالعكس أصبح ريفنا خالي من الشباب . وتركوا الزراعة وتربية الأغنام والبقر عسى ان يجدوا فرصة عمل في استثمارات البلد . والسؤال لماذا هذه المليارات لا تستثمر في المجال الزراعي , وحتى أصبحنا نشك بأننا نملك وزارة للزراعة وماذا فعلت خلال 30 -40 عاما للزراعة غير مشاتل السرو واللزاب والورد وكله زينة بزينة , وهل دعمت المزارعين بالطرق الصحيحة , طبعا لا والسبب بدأت مركزية وستبقى مركزية مدى الحياة , وحتى المزارعين الصغار تركوا أراضيهم ومزارعهم واشتراها حيتان متنفذه وتصدر منتجاتها إلى الخارج , وحتى كانوا يشترون منتجات صغار المزارعين بتراب المصاري حتى يتركوا هذه المهنة ويتحكموا بالعباد بأسعارهم عن طريق العرض والطلب , والواقع يقول أن أراضي الاردن زراعية ومناخها يساعد بشكل كبير للزراعة المتنوعة وفقط تصوروا لو زرعنا سهول حوران قمحا لسنة واحد يكفينا ثلاث سنين مع مخزون استراتيجي ويا ترى هل ما زال سهل حوران على بال مسؤولينا , وأكيد ما زالوا يتذكرون قبل 25 عاما الأغنية التي تقول ( بعدك ع البال يا سهل حوران ) والذي كانت تتراقص فيها سنابل القمح على مد النظر , والتأخير الذي حصل في انجاز قانون استعمالات الأراضي الذي نادى به المرحوم وصفي التل رئيس وزراء الاردن الأسبق منذ السبعينات .
واستغرب والله عندما أذهب الى السوق ,من أنواع الخضار والفواكه حيث أجد جوافة لبنانية وموز صومالي وبطاطا تركية وكرز وغيره من الخضار والفواكه من بلاد أخرى وأسأل نفسي أين إنتاج الأردن ولماذا يصدر ونستورد وما السر في ذلك , حيث نصدر اللحوم البلدية إلى السعودية ونستورد اللحوم التي لا أصل لها ولماذا وأبقى أسأل من المستفيد وأخيرا يجب أن نقول وبصوت واحد معذرة يا جار العز لأهل الدار والزيادة عن الحاجة نصدرها ونستورد ما يلزمنا ولكن في أردننا نعكس العملية , ومن المستفيد ... ولماذا ... ونحن أبناء البلد ويجب من خيراتها أن نأكل ونعيش بكرامة وأقول أه يا بلد أه يا بلدي هي بلدي هي أردننا ... وأردني أنا