محمد حسن العمري
-1-
منذ شهور عديدة احدثت ماكنة الاعلام الموجه عملها في الدكتور خالد الكركي ، للاطاحة به من عرش الجامعة الاردنية ، المنصب الاعتباري الذي لا توازيه اعتباريا اي وزارة فاعلة ولا حتى منصب نائب الرئيس الذي وكل به الدكتور الكركي..!
الماكنة الاعلامية تحدثت بما يحاول نسف تاريخ رجل ليس من المقام تثبيتها اليوم ، وهو يتولى احد اهم المناصب العليا في الدولة الاردنية في اهم فترة تاريخية خاضها الاردن الحديث عشية حرب الخليج الثانية ، تحدثت ماكنة الاعلام بما
لا يمكن الا اعتباره الا مرحلة اولية من الاطاحة برجل الجامعة الاول والاولى ، وواضح مما كان يثار في هذه الحملة ان قادتها الاعلاميين لا يمتلكون حتى ادنى مصادر للمعلومات ، التي تحدثت عن تجاوزات في سفرات رئيس جامعة هو بالاصل لا يسافر اصلا ، وهذا موثق اكثر في جواز سفر الرجل..!
-2-
يدخل الدكتور خالد الكركي مبنى وزارة التربية وهو اهل لها او هي له اهل ، يدخلها وقد
عصف بها الوزير السابق ، ما اجج المعلمين والشعب باكمله ، وليست وزارة التربية اليوم
محل خلاف لرجل دولة ابت عليه مواقف ايدلوجية معينة من ان يكون رئيس وزراء في عهود متعددة ، لكن اربعة او خمسة شهور تبقى من عمر الحكومية التقليدي ، لترحل بعد الانتخابات وفق الاعراف السياسية ، هذه المدة باختصار شديد ليست اهلا للدكتور خالد الكركي للخروج من عرش الجامعة الاردنية الذي تولاه الرئيس الكركي محاولا ان يصلح مرحلة الدمار الاخرى التي حدثت في الجامعة منذ عهد الرئيس المعاني وزير العتليم العالي اليوم،و الذي هو اليوم على غير وفاق مع الكركي ، فالاخير الذي اعاد الاعتبار للجامعة بعد سنوات عجاف ، ليس اقلها الكارثة التي احدثها الدكتور المعاني والتي جعل من خلالها مجالس الطلبة خاصته شخصيا يعينهم على غرار عرفاء الصفوف الابتدائية ، وربما هذا كان من الموقف المتربص الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام من وزير التعليم العالي تجاه رئيس الجامعة الام ، منبعه هذه المفارقة التي ابى الدكتور الكركي ، بما عرف عنه من المواقف من الاصرار على اعادة الديمقراطية الجامعية والتي فارق بها الطلاب وكذا الاعلام والسياسيون بين رئيسي جامعة احدهم قادم من كلية الطب يفهم الديمقراطية بمشرط التشريح والاخر قادم من
كلية الاداب يفهم الديمقراطية بارثها الانساني والسياسي..!
-3-
منذ تشكلت الحكومة عصفت بها ازمات خانقة ووزراء تعرضوا لاشد انواع النقد ، والرئيس تحدث عن وزارة لن تتغير قبل اتمام مشروعها الاول وهو انتخابات نزيهة اخر العام ، فلماذا تعدلت الحكومة اليوم بعد صراع واضح على منصب رئيس الجامعة الاردنية وقبل اقل من خمسة شهور على اجراء الانتخابات وربما حل الحكومة ، باختصار
سيخرج خالد الكركي الاسم الغني عن التعريف والشعبية ، من ادارة الجامعة ويصبح واجهة امام رواسب الوزير السابق ، وشخصية وطنية عالية القيمة ، ترفع شعبية الحكومة التي وصلت ادنى مستوى لها حسب المركز الوحيد المتخصص في الاردن ،
تعديل وزاري واضح انه يعني خالد الكركي فقط والبقية كانت من الممكن ان تبقى الى نهاية العام وهي نفس المدة التي بقي عليها وزراء الازمات ، باختصار اكثر ، هذا اذكى تعديل وازاري مؤقت في تاريخ الاردن..!