زاد الاردن الاخباري -
أثار قرار وزارة التربية والتعليم القاضي بعقد امتحانات تحصيلية موحدة لامتحان نهاية الفصل الدراسي الثاني الحالي لطلبة الصفين السادس والتاسع الأساسيين على مستوى مدارس المملكة كافة، ردود فعل متباينة لدى خبراء تربويين بين مؤيد ومعارض له.
فمنهم من اعتبر ان "هذا القرار ليس وقته، وعلى الوزارة التركيز حاليا على تحسين نوعية التعليم وتأهيل المعلمين، وتغيير المناهج وليس عقد امتحانات"، وفي الوقت نفسه، أكد آخرون أن هذا القرار صائب، وسيخدم العملية التعليمية، كونه سيوفر بيانات حول مستوى أداء الطلبة ودرجة امتلاكهم للمهارات الأساسية في المباحث المختلفة، وأساليب التدريس ومعرفة مدى كفايات المعلمين في مهارات التدريس، وحاجاتهم للتدريب والتنمية المهنية.
بدوره، قال وزير التربية والتعليم الأسبق ابراهيم بدران ان "عقد الامتحانات الموحدة للصفين السادس والتاسع، ليس وقته، فالجميع يعلم ان هناك ضعفا في العملية التعليمية، وأماكنها معروفة ومحددة".
وأكد بدران على انه ليس مطلوبا الآن الإفراط بعقد امتحانات، بل الافضل ان تنصب الجهود على تصحيح العملية التعليمية، فالمطلوب ادخال تصليحات واصلاحات جوهرية عليها، لتدرك كل مدرسة نقاط ضعفها ومعالجتها.
وأوضح أن هذه الخطوة لن تحقق أي فائدة، لذلك "يجب على الوزارة التركيز على تحسين نوعية التعليم المدرسي، ومساعدة المدرسة بتحسين أدائها، وتأهيل المعلمين"، وزيادة التواصل والثقة بين المدرسة والمجتمع المحلي وتحسين المناهج.
وأضاف بدران "لا يوجد داع لخلق حالة توتر وقلق جديدة للطلبة وذويهم من الامتحان ونتائجه، فمن لم ينجح بالامتحان سيكون مستقبله في خطر، بل إن الامتحان لقياس مدى التحصيل".
وأوضح بدران أن الامتحانات الشاملة الموحدة "تضعف من مكانة المعلم والمدرسة، كون الطلبة وذويهم سيكون هدفهم الوحيد النجاح في الامتحان".
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم الأسبق فايز السعودي على رفضه لعقد الامتحانات المركزية "كونها دليلا واضحا على فهم الوزارة القاصر، لفكرة التعليم الحديث بشكل عام والمناهج الحديثة بشكل خاص".
وبين أن المناهج الحديثة هي عبارة عن مفاهيم وأساليب تدريس تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، ينفذها المعلم.
وأشار السعودي إلى أن فكرة الامتحانات المركزية الموحدة "تتنافى مع التعليم الحديث الذي يعتمد على خبرات المعلمين وحاجات الطلبة"، لافتا الى ان الامتحانات تكرس فكرة التعليم التقليدي الذي يعتبر الكتاب المدرسي منهاجا، ولكن الحقيقة هي الكتاب لا المناهج أحد مصادر التعلم المتعددة.
وبين أن الامتحان، أداة لتقويم المعلم، لافتا إلى أن سحب صلاحية عقد الامتحانات النهائية من المعلم، انتقاص لدوره بصفته المسؤول عن بناء شخصية الطالب بشكل متكامل.
واعتبر إجراء امتحان موحد لطلبة المملكة "ظلما كبيرا لهم"، كون نوعية التعليم المقدمة من مدرسة لأخرى مختلفة، وليست بالمستوى نفسه، ما يعني عدم تحقق العدالة والمساواة بين الطلبة.
من جهته، قال أمين عام وزارة التربية والتعليم الأسبق فواز جردات إن "كان الهدف من هذه الامتحانات، معرفة مواطن الضعف والقوة ومعالجتها، فهو إجراء سليم وصحيح".
وأضاف جردات ان "هناك جوانب إيجابية وسلبية لمثل هذه الامتحانات، ومن ايجابياتها المساهمة بتحفيز الطلبة للحصول على علامات مرتفعة، كونه سيكون هناك منافسة بين الطلبة، بالإضافة للانتظام في الدوام المدرسي، ومن سلبياته إرباك الطلبة وذويهم كون الوزارة تأخرت في الإعلان عن الأمر".
وبين جردات ان هذه الفكرة ليست جديدة بل كانت متبعة منذ الستينيات، ولكن المطلوب من الوزارة الآن، تدريب المعلمين على وضع الاسئلة وتقييم الطلبة على نحو سليم.
من ناحيتها، اعتبرت المستشارة التعليمية لبنى الزيتاوي إن كان الهدف من عقد الامتحانات الموحدة هو قياس أداء المعلمين، فهذا إجحاف بحقهم، كون المخرجات التعليمية نتاج سلسلة متراكمة على مر الأعوام السابقة.
وقالت الزيتاوى إن "الامتحان مقياس للطالب وليس للمعلم الذي درس الطالب للامتحان، فإذا أردنا تقييم المعلمين فالأفضل تقديم المعلمين أنفسهم للامتحانات، وتوضيح مدى أهليتهم للتدريس وامتلاكهم المهارات اللازمة للقيام بواجباتهم التعليمية".
وأضافت الزيتاوي إن "كان الهدف وراء الامتحان الموحد، تخطيط للكوادر البشرية المتوقعة في المستقبل من ناحية علمية ومهنية، وإجراء تقويم وقياس لما تعلمه وما يجب أن يتعلمه ويركز عليه فإن الامتحان سيصب في مصلحة المجتمع".
ولفتت إلى انه "سيكشف للوزارة بشكل أفضل، وجود نقص في الامكانيات والتجهيزات المتوافرة للطلبة بمدارس المملكة، والبدء بايجاد حلول لها".
من جانبها، قالت مديرية مدرسة الإسراء الاساسية اريج العيطان ان "قرار الوزارة صحيح وسليم، كون نتائج الامتحان ستكشف نقاط الضعف وستعمل على معالجتها".
وبينت العيطان ان "فكرة عقد الامتحانات ستسهم بزيادة الاهتمام بالمادة التعليمية، كون الطلبة حاليا لا يهتمون بالمادة التعليمية ولا يتحملون المسؤولية لوجود الترفيع التلقائي".
وأضافت العيطان أن "أهالي لا يتابعون أبناءهم الا في مرحلة الثانوية العامة، ولكن عقد مثل هذه الامتحانات في الصفوف الاساسية، سيجعلهم يشرفون على تدريس ومتابعة أبنائهم أكثر".
وذهب المعلم رائد عزام الى ما ذهبت اليه العيطان، مؤيدا قرار الوزارة بعقد امتحانات تحصيلية موحدة، في حال وجود جدية من الوزارة لتحليل نتائجها، ومعرفة مواطن الضعف والقوة لكل مبحث ومدرسة، مؤكدا على ضرورة إشراك الميدان التربوي بوضع الخطط العلاجية.
الغد