بقلم: شفيق الدويك
تستوجب إرتدادات الأزمة المالية العالمية و ما تمخض و يتمخض عنها من متاعب إقتصادية و سياسية و إجتماعية و حتى ثقافية لمعظم دول العالم، و التغيرات المتسارعة التي تحدث في البيئة المحلية و العالمية التفكير جديا عند إجراء أي تعديل وزاري، في إختيار عناصر إستثنائية لقيادة وزارات و مؤسسات البلاد و شؤون العباد، عناصر تتوافر لديها خصائص القادة الذين عادة ما يتركوا بصمات بارزة في المواقع التي يُختارون لقيادتها.
للقادة، لا المدراء، سحر و جاذبية (كاريزما) تجعل الناس و مرؤوسيهم يحبونهم، يميلون إليهم، ينقادون إليهم عن طيب خاطر، و يخلصون لهم، و يؤازروهم و يساعدوهم لتحقيق معادلة النجاح المرجوة .
إن الذين نتوقع قدومهم في التعديلات الوزارية هم أولئك النخبة الذين يستخدمون حدسهم، تصدق توقعاتهم، يعرفون نقاط القوة و الضعف في وزاراتهم و المؤسسات التي تتبع لها، و يستثمرون الموارد و الطاقات الموجودة لديهم بشكل سليم، لديهم القدرة على التعامل مع الأحداث الطارئة و إيجاد الحلول المناسبة لها، و يحدثوا التغييرات اللازمة و الضرورية وفقا لرؤيتهم أي وفقا لإستشرافهم و تنبئهم للمستقبل، و هم دائما يقومون بعمل الأشياء الصحيحة و نجاحهم في معظم الأحيان ملموس لأنهم يفكرون في مستقبل الوزارة التي يقودونها و في الوطن و أمنيات قائد الوطن.
يُعلّم القائد من يتبعه من ملاك وزارته بما يجب عليهم فعله مع إستخدام أسلوب الثواب و العقاب كأداة تحفيز.
و القائد الذي نحن بصدده يتخذ القرارات الرئيسية في وزارته لكنه يستمع لأفكار من معه، و يتيح الفرصة لمن هم في أسفل السلم الوظيفي للإنخراط في عملية إتخاذ القرارات بحيث يظهر المسؤولون و الموظفون في لحظة ما على مستوى واحد أي متقاربين، و ينعكس ذلك المشهد في نهاية الأمر على مرؤوسيه، المواطنين و الوطن بأسره.