بقلم : دانــــــــا جهـــــــاد
danajehad@hotmail.com
الأطفال هم أحباب الله في الأرض ، وهم زينة الدنيا ، وهم ورود وأزهار هذه الحياة ، وهم أمل المستقبل المشرق ، وهم الذين سيعتمد على سواعدهم بناء الوطن غدا . ولهذا كم أشعر بالألم يعتصر قلبي حينما أسمع بين الحين والآخر أن طفلا قد تعرض لإساءة بالغة هنا ، وأن طفلا آخر تعرض لإعتداء جنسي هناك !!!
وكم يكون حزني شديدا حينما أعلم بأن الذي قام بالإعتداء على أي منهم كان من أحد أفراد العائلة كالأخ أوالأب !!! أو كان من الأقارب الذين اعتادوا الدخول والخروج والإختلاط بهم بحرية متناهية من غير أن تساورنا الشكوك نحوهم .كالعم والخال وأحيانا الجد نفسه .!!!
إخوتي الأحباء
إن البعد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وضعف الوازع الديني ، وانعدام الضمير الإنساني وسوء الأخلاق عند البعض .هي من أهم الأسباب التي تؤدي بالمنحرفين القيام بمثل هذا السلوك المشين في حق هؤلاء الأطفال الأبرياء.
.
ونظرا لأن أخبار هذه الإعتداءات تكررت كثيرا في الآونة الأخيرة ، الأمر الذي يجعلني أشعر بالقلق الشديد على مصير هؤلاء الأبرياء إن استمر الحال على ماهو عليه ؛ دون أن يلقى المعتدون عليهم عقابا رادعا يوقفهم عند حدهم وغيهم وضلالهم.
ورغبة مني ، ومساهمة خالصة لوجه الله تعالى ، ومحاولة جادة للتخلص من مثل هذه السلوكيات ، و لتقليل مثل هذه الإعتداءات قدر الإمكان . رأيت أن أقوم وأذكر وألفت إنتباه جميع الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار إلى ضرورة الإهتمام بالأمور التالية : ـ
.1ـ ضرورة توعية الأطفال الصغار ومصارحتهم وإطلاعهم بصورة مباشرة عن كثير من الحقائق الحساسة عامة والجنسية منها خاصة. وتوضيح إحتمالية المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء خروجهم من المنزل وعند تواجدهم في أماكن أخرى لوحدهم .
2ـ ضرورة نصح الأطفال بما يجب أن يقوموا به من تصرف في حال شعورهم بقرب تعرضهم لمثل هذه التصرفات الشائنة ؛ من خلال وجود فكرة مسبقة لديهم عما قد يتعرضون له لاسمح الله ، قبل وقوع أي إعتداء عليهم .وذلك لكييكون عندهم فكرة مسبقة ؛ حتى يحسنوا التصرف وقت ذلك . وبذلك يحمون أنفسهم ويفوتون الفرصة على من أراد الإعتداء عليهم .
3ـ إشعار الأطفال بالحب الدائم ، و عدم الشعور بالخجل أبدا من إسداء مثل هذه الإرشادات !!!.لأنها ستكون حتما في صالحهم وصالح أطفالهم بالدرجة الأولى .
4ـ ضرورة أن يتم توضيح مثل هذه الأمور بالتدريج ؛ وبطريقة تتناسب مع المرحلة العمرية والعقلية للأطفال وبأبسط الكلمات .
5ـ عدم السماح للأطفال البيات خارج البيت نهائيا مهما كان السبب.
6ـ التعود على المصارحة التامة بين الأطفال وأهاليهم ، ولابد من وجود الثقة المتبادلة بينهم جميعا .
فالأطفال بشكل عام أبرياء ، ولايستطيعون التمييز والإدراك الجيد للمخاطر ولا لمثل هذه الأمور إذا لم يتم تنبيههم لها مسبقا !!. !!!
ولهذا فعلى الآباء والأمهات من الآن وصاعدا ضرورة الإلتفات إلى أطفالهم والبدء في توعيتهم عن كل المخاطر التي من المحتمل ان يتعرضوا لها .
وخاصة إذا علمنا أن مثل هذه الإعتداءات المشينة بحقهم تجعلهم يحملون في ذاكرتهم فعلة لاتمحوها الأيام ولاالسنين .وستظل ملازمة لهم في عقولهم ، وستظل تلاحقهم طوال أعمارهم ، وتجعلهم يشعرون بالنقص الدائم عن أقرانهم وستؤثر تأثيرا سلبيا على تحصيلهم الدراسي وعلى حياتهم بشكل عام .
إذ أنها ستكون سببا قويا في حدوث عقد نفسية تلازمهم طويلا، والتي سوف لايستطيعون التخلص منها مهما حاولوا في علاجها ومهما عملوا على محوها من ذاكرتهم !! مما يجعلهم يفشلون في حياتهم الإجتماعية والعملية مستقبلا !!!
وستكون سببا قويا يؤدي بهم إلى عدم قدرتهم على التعايش والتكيف مع المجتمع كما يجب !! وفي هذا ضرر كبير عليهم و على وطنهم.
وقبل الختام ، لابد لي من التذكير بما يلي : ـ
1ـ إن هذه الإعتداءات الجنسية ، والتحرشات الجنسية ، لم تكثر ألابسبب عدم وجود العقوبة الرادعة التي تردع المرتكبين لها .
2ـ على جميع الأهالي عدم التهاون في تبليغ الجهات الأمنية عن الشخص المعتدي عن أي حادثة تحدث لأطفالهم ، بغض النظر عمن كان الفاعل .
3ـ على الجهات الأمنية المختصة تشديد العقوبة على مثل هذه السلوكيات الشائنة ؛ لعلها تكون رادعة لكل من تسول له نفسه المريضة والآثمة القيام بها .
داعية الله الكريم سبحانه وتعالى أن يديم علينا وعليكم وعلى جميع الأطفال نعمة الأمن والأمان ، وأن يهدي الله الجميع إلى طريق الهداية والإيمان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
دانــاجهـــــاد
طالبة جامعيةـ كلية الهندسة
danajehad@hotmail.com