الدكتور ثابت المومني
لقد اثبت جموع المعلمين مرّة أخرى، بأنهم أصحاب فكر خلاّق، تمثل بولاء وانتماء مطلق من خلال مسيرتهم التعبيرية لرفض الظلم، والتي كانت من مادبا إلى الكرك ... لقد تحرّك هولاء، نصرة لزملائهم الذين تم التنّكيل بهم من خلال محاربتهم في نفسيتهم و قوت يومهم والذي تمثل بإحالة البعض منهم إلى الاستيداع او النقل وغير ذلك من أعمال لا تليق بحكومة تحترم \"معلميها\".
لقد تمّت مسيرة هولاء \"النفر\"من المعلمين نيابة عن زملائهم وذلك لإيصال رسالة لكل من يقرأ ويكتب ... لكن من يسمع ويرى.
إن المعلم هو من علمنا مبادئ الولاء والانتماء,,... فهو نفسه الشخص الذي لطالما يمتثل طوعا للعلم صباح كل يوم،فهو يقف منحنيا حبا وولاء وانتماء للقائد والوطن في موقف وطني تعليمي جلّه مواعظ وعبر.
لم يكن المعلم يوما إلا نصيرا للوطن والمواطن..لم يكن هذا المعلم إلا صوت الحق والحقيقة ... ولكن وبكل حسرة وألم وأسف، أصبح هذا المعلم الحلقة المنسية التي تكالبت عليها كل فئات المجتمع من علية القوم جهلا أم قصدا لا اعلم.
لقد تم تهميش وتطنيش المعلم في فكرة وعلمه وسبل عيشه، لقد عمد البعض على إقصاء المعلم من دوره الريادي تحجيما لدوره الريادي في المجتمع، ولكن هيهات، فقد انتفض جلالة القائد نصرة لهذا المعلم من خلال خطابة الأخير والذي ركّز فيه جلالته على أن المعلم هو عماد البناء والتمنية والتطوير في هذا الوطن.
لقد تمت مسيرة المعلمين من مادبا وصولا للكرك بطريقة حضارية سلميّة كانت جماهير المعلمين تهتف حبا وولاء للقائد، وتعبر عن وعي وانتماء لهذا الوطن، وبذلك قطع هولاء الطريق على كل من حاول ويحاول تهميش او تسييس قضينهم.
إنني إذ اكتب كلماتي هذه، فإنني أرى الضوء في نهاية النفق، حيث أن توجهات جلالة الملك بدأت تأخذ طريقها شاء من شاء وأبى من أبى.
إنني إذ أتمنى من أستاذي معالي الدكتور خالد الكرك، العمل على تدارك أخطاء الماضي والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها من خلال حراك فعّال يعيد لعمليتنا التعليمية هيبتها، لان الوضع القائم \"جد\" شاذ ولو ادعينا بغير ذلك.
إن إبقاء وضع المعلم معلقا بهذه الصورة، إضافة للتنكيل به من خلال الإجراءات الأخيرة، لن يكون في صالح عمليتنا التعليمية برمتها، وإنني احمّل كل من ساهم في تأزم المشكلة، مسئولية سوء أفعاله.
إنني إذ أحمّل كل مسئول ساهم في تفاقم قضية المعلمين، فإنني لا اقصد معالي وزير التربية السابق بقدر ما اقصد مجمل الفريق الوزاري ممثلا بدولة الرئيس الذي سمح بتواتر وتوتر الوضع ليصل إلى هذا الوضع المتفجر.
إنني إذ أتمنى على دولة الرئيس وحكومته إعادة العربة خلف الحصان مهما كانت التكاليف المادية،فأنني أناشد كل المعلمين بكافة فئاتهم ومواقعهم، إعطاء الفرصة للوزير الجديد لترتيب أوراقة، وإنني \"جد\" متفاءل بأن يحل المشكلة لصالح الوطن والمعلم على حد سواء لا سيما وانه كان معلما في وزارة التربية التي يرأسها اليوم .
إن اجزم بقدر كبير من التفاؤل بأن معالي الدكتور الكرك سيضع نص عينية بأن انتظام عمليتنا التعليمية اكبر من أقدار وتقديرات مادية، أما فيما يتعلق في إنشاء نقابة للمعلمين فإنني أرى أن الأولى تحسين أوضاع المعلمين، وبعدئذ، لكل حادث حديث، منوها بأنني مع أي نقابة او اتحاد او تجمع يكون عنوانه \" الولاء لجلالة الملك والانتماء لهذا الوطن \"ودمتم.thabetna2008@yahoo.com