زاد الاردن الاخباري -
خاص- في ما يعد حوارا "صريحا" مع رؤوساء تحرير الصحف المصرية, كشف أبو مازن عن "عرض أكتاف" قدمه القادة العرب في قمة سرت الاخيرة, والذين "هبوا هبة واحدة" وقاموا باختبار قدراتهم الحسابية في عدد ما يملكون من الاسلحة : أحصوا دباباتهم فوجدوها أكثر مما بحوزة إسرائيل، وكذلك فعلوا بالطيارات... فقرروا خوض حرب ضد الاحتلال ولكن ما ان "شد أبو مازن على ايديهم"...و"افحمهم" على ذمته بكلامه حتى تراجعوا ليشهد التاريخ على مهزلة تاريخية بكل المقاييس.
وفي ما يلي نص الحوار..
- ماذا عن المشهد الإسرائيلى فى المرحلة الحالية؟
- لو حدث استفتاء شعبى فى إسرائيل، ستجد أن ٨٠% من الشعب الإسرائيلى يريد السلام.
-وهل يختلف موقف القادة العرب عن موقف جامعة الدول العربية؟
- الجامعة بها ٢٣ دولة، وكل دولة لها رأيها، وفى القمة الأخيرة بـ«سرت»، قالوا «نحارب» وأحصوا دباباتهم فوجدوها أكثر مما بحوزة إسرائيل، وكذلك فعلوا بالطيارات، وقالوا لدينا ٢٠٠٠ طائرة وإسرائيل لديها ١٥٠٠ فنستطيع أن نهزمها، من يقول ذلك نسى أن إسرائيل لديها ٢٥٠ مصنع سلاح، فما هى الدولة العربية غير مصر، التى تستطيع إنتاج طلقة؟
-وماذا قلت لهم؟
-قلت لهم «إذا كنتم تريدون الحرب فأنا معكم» ثم بعد ذلك قلت: «أنا وراؤكم» ثم قالوا: «لا نبغى نحارب مش قصدنا». أما عن المقاومة، فقلت لهم بصفتى مسؤولاً عن جزء من الشعب الفلسطينى، فأنا لا أحبذ المقاومة، وكذلك حماس لا تريد المقاومة، لأنها تقول عن الصواريخ بأنها «خيانة غير وطنية». فسكتوا عن المقاومة وسكتوا عن الحرب، وقالوا : «يا أخى ٥٠٠ مليون دولار»، قلنا: «كفاية»، ولكن لم يعطوها لنا حتى الآن، وسكبوا علينا ماء بارداً و«حلقولنا» فى الوقت الذى تلتزم فيه أمريكا وأوروبا واليابان وجميع الدول المانحة بالتزاماتها تجاه السلطة الفلسطينية.
كما كرر أبومازن دعوته لزيارة الضفة الغربية والقدس، متهما الشيخ يوسف القرضاوى، أشهر الداعين إلى عدم الزيارة، بأنه لا يفهم شيئا فى الدين، وإلى نص الحوار..
ما هى مظاهر الضغوط الأمريكية لدفع الجانب الفلسطينى إلى الدخول فى المفاوضات المباشرة؟
- لم أتعرض لضغط فى حياتى مثلما أتعرض له الآن، ليس من أمريكا فقط، ولكن من جميع دول العالم، فهم يرون أن الفرصة مناسبة، وعلينا أن نذهب حتى لا نضيع الوقت، كل هذا الضغط ونحن لسنا دولة عظمى أو حتى دولة من الأساس، فنحن كما تعلمون مجرد سلطة تحت الاحتلال، ولذلك أكرر دعوتى لكم لزيارتنا حتى تشدوا من أزرنا.
سنذهب عندما نأخذ التأشيرة من سيادتك مباشرة.
- عندما يصبح لى الحق فى استخراج تأشيرات، فلن أدعوكم وقتها، لأنى أحتاجكم الآن، وليس لها معنى أن تشدوا أزرى فى وقت راحتى.. فى القمة العربية اتفق الحكام العرب على دعم القدس وحماية مقدساته، ورصدوا نصف مليار دولار، وقبل ٢٠ يوما، جاءنى مسؤول من مستشفى المقاصد بالقدس، قال إن لديه ١٥٠ سريرا، ويريد أن يشترى فندقا بجوار المستشفى حتى يكون لديه ٢٥٠ سريرا، ويستطيع المستشفى أن يستوعب المرضى، فسألت عن المبلغ المطلوب، فعلمت أنه ١٠ ملايين دولار، وقلت «بسيطة» وطلبت النصف مليار التى تم رصدها لنا، ولكن لم يصل قرش واحد منها حتى الآن.
- وهل ناقشت ذلك الأمر فى زياراتك للدول العربية؟
- بالطبع، وطرحت عليهم تساؤلا: «كيف أحمى القدس؟»، فعندما نسأل عن الأموال لا نجدها، وعندما ندعوكم لزيارة القدس تسألون عن التأشيرة، فى الوقت الذى يتمنى فيه أى يهودى أن يدفع مليار دولار ليشترى أى قطعة أرض فى القدس، وتعتبرون الزيارة تطبيعا، ولكن فى أكثر من مناسبة قلت إن التطبيع من السجين وليس السجان.
- وماذا سيفيدك ذهابى إليك؟
- يكفى أن أشعر أنك معى، أتيت إلى لتطمئن على حالى، وترفع من معنوياتى.
- ولكن الزيارة بمثابة تكريس لواقع الاحتلال؟
- ذلك ليس صحيحا، ولن تستفيد إسرائيل من ذلك.
- ولكن ذلك يحقق حلم إسرائيل بحدوث تواصل شعبى، من خلال سفر وفود فنية أو ثقافية أو رياضية؟
- ذلك صحيح لو كنت ذاهبا إلى الإسرائيليين، فأنت لن تذهب إلى تل أبيت، بل ستزور الضفة الغربية للشعب الفلسطينى.
- ولكنى سأجد الإسرائيلى فى وجهى.
- عندما أخرج أو أدخل للضفة الغربية، أحصل على تصريح رسمى من الجيش الإسرائيلى، وتأتى لى بنت صغيرة فى عمر حفيدتى وفى عمر بناتكم، تقولى لى: «أبومازن اتفضل تصريحك»، وأنا أوافق على ذلك لأن هدفى فى النهاية تحقيق الاستقلال لشعبى، وأؤكد لكم أن عدم الزيارة لا يعزل إسرائيل.
قبل ٤ شهور نظمنا مؤتمرا اقتصاديا حضره ١٧٠٠ مستثمر من كل أنحاء العالم، ومن الدول العربية، جاءوا ليبنوا عندنا، ولدينا صندوق الاستثمار وبه ملايين الدولارات بهدف تنمية البلد، فأين التطبيع فى ذلك.
- وماذا عن دعوة الشيخ القرضاوى وهو صديق لك؟
- عندما أعلن القرضاوى أن الذهاب إلى القدس حرام، فهو لا يفهم فى الدين، لأن محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطينى، رد عليه بأن الذهاب إلى القدس مذكور فى القرآن والسنة، وقال له اعطنى دليلا آخر لتحريم الزيارة، فلم يستطع أن يأتى له بدليل، ورد عليه فى خطب الجمعة وفى التليفزيون، وظهر مع الشيخ «البيتاوى»، الذى «بطح» القرضاوى من الجولة الأولى، والقرضاوى أنا من عينته فى قطر، الله لا يوفقه.