تمهل ... أيها الزوج !!
احببت اليوم ان أكتب من واقعي كامراه وكزوجه ايضا و وجدت نفسي عينة جيده تمثل معظم الزوجات او النساء في زمننا الحاضر ...وهذه الكلمات التي أوردها لكم في كتابتي هذه تعاني منها اكثر نسائنا ...وأظنها تحدث بين كل زوجين ولا يكاد يخلو بيت زوجي من هذه المشكلات البسيطه بأسبابها التي تبدأ بسوء فهم بسيط ولا تلبث ان تصبح مشكله كبيره ...ممكن بسببها ينهار البيت الزوجي او العلاقه الزوجيه ...لتصبح مشكلة مجتمع كامل وتخيلوا العواقب عندئذ وماينتج من مشاكل عظيمه ....اذن دعوني أدعوكم لتكملوا معي حديثي هذا وهذه
دعوة صادقة أطلقها من أعماق قلبي وأرجو أن يصل صداها إلى كل زوج يؤمن بالله ، يخاف الله ويتقيه فيما استرعاه ، يحاول تطبيق وصية النبي صلى الله عليه وسلم : (( استوصوا بالنساء خيراً )) ويريد لأسرته الاستقرار والثبات على الحق والخير أمام رياح الفتن الأسرية العاصفة .
إن هناك تسرعا ً ملحوظاً من كثير من الأزواج في كثير من الأحيان في التصرف تجاه زوجاتهن ...
فحيثما يرى زوجته غاضبة متضايقة ينهال عليها بسرد الآيات الكريمة التالية : (( إن كيدكن عظيم )) ((واضربوهن )) (( الرجال قوامون على النساء )) و الأحاديث الشريفة (( تكثرن اللعنة وتكفرن العشير ))
(( ناقصات عقل ودين )) (( ما رأيت منك خيراً قط)) (( خلقن من ضلع ...)) ((شاوروهن وخالفوهن...)) وهذا الحديث بحثت عنه كثيرا بكتب السنه ولم اجد له اثر ....
وكأنه لم يحفظ من القرآن الكريم ومن أحاديث رسول الله إلا هذا ! .
وهل من الحكمة سرد هذه الآيات و الأحاديث والمرأة في حالة من الغضب والضيق شديدين ؟؟
من هنا أحب أن أوضح طبيعة المرأة ، وأنا إذ أتكلم أتكلم عن المرأة الصالحة المسلمة التي تخاف الله ، أما إن كان هناك ثمة امرأة غير ذلك ، سيئة الخلق ، لا تراعي حقوق زوجها ولا تتقي الله فيه تختلق الكذب والمشاكل اختلاقاً فليست هذه ممن قصدت ، ولا إياها عنيت ، ولا عنها أدافع ..!!
المرأة ـ إخوتي الكرام ـ إن قالت يوماً وهي متضجرة (( أنا أشعر بالملل ، من زمان ما طلعت معك لمكان ، أتمنى تشعر بمشاعري ، أنا آخر من تهتم به ، تعبت من أعمال البيت ، لا أريد أن أطبخ اليوم ، لماذا لا تشتري لي شيئاً إلا بعد طلبي وإلحاحي....)) إلى آخر عبارات التذمر و الضجر .
إن قالت مثل هذه العبارات فإنها لا تقصد كفران نعمة الله عليها ، ولا تنكر فضلك ، ولا تنكر إحسانك ومعروفك الذي قدمته لها ، وإنما هي صفارة إنذار تنذر أن نفسيتها متعبة مرهقة وتحتاج إلى حنانك وعطفك ، إلى صبرك ولطفك ، إلى وقوفك بجانبها ، إلى عباراتك الجميلة التي تفرح قلبها وتطفئ نيران اليأس التي أوقدها الشيطان في خلدها ، إنها دلالة واضحة على أن نفسيتها متحطمة فاجبر كسرها بالطيب ، ولا تزد الطين بلة كما يقال !
هي عبارات وردت بصيغة المبالغة فقط لا أكثر .
أيها الزوج ، لقد فضلك الله عليها بنص القرآن الكريم (( بما فضل الله به بعضهم على بعض ...)) وتفضيله سبحانه لك ليس عن عبث ، ولا تفضيل تشريف بقدر ما هو مسؤولية و تكليف !!
فأين حلمك وصبرك وحكمتك ؟؟
لقد سلمنا بأن المرأة ناقصة عقل ودين ، ولا جدال فيه ، فلم لا تتحمل ضعفها ؟ وتصبر على نقصها ؟ لم تتخذ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ذماً لها ؟ مع أننا لو رجعنا إلى سياق الحديث الشريف لوجدنا أنه مدح للمرأة وليس بذم ؟؟
ألا تخشى أن يتطور الأمر مع المرأة الغاضبة ـ والشيطان لا يقصر في مثل هذه المواقف ـ فتتكلم في حديث رسول الله ..وهنا تصبح ردة فعل عكسيه ...؟؟!!
لماذا لا تذكر قول الله عز وجل : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) لماذا تذكر (( واضربوهن )) وتتجاهل قول الله في أول الآية (( فعظوهن )) ؟؟
لماذا لا تعظ نفسك وتكبح جماحها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خيركم خيركم لأهله )) وبقوله صلى الله عليه وسلم (( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقاً رضى منها بغيره )) ؟؟
لماذا لا تلتمس لها عذراً ولا تقيل لها عثرة ؟؟ وتنسى أن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم كان يغيث الملهوف و يعين على نوائب الدهر أو ليست هذه المطبات من نوائب الدهر ؟
لماذا لا تحسن الظن بها ؟
لماذا لا تتحلى بالصبر وتتذكر أجر الصابرين ؟؟
لماذا لا تفرح لأنها خلقت من ضلع أعوج فيه الانحناء والتواضع والرفق ؟ لم لا تقول خلقت المرأة من ضلع الرجل حتى تكون قريبة من قلبه وروحه وأنفاسه ، أليست ممن سخره الله لك ؟ وهل يستطيع رجل العيش من غير امرأة ؟؟
أنت تعلم هذه الأحاديث وتحفظها من قبل ارتباطك بها ، فلم أقدمت على الزواج إذن ؟ فلترض بما قسم الله لك طالما أنك أحسنت الاختيار وبحثت عن ذات الدين !!
لقد خلقت لها وخلقت لك ، فكن لها كما قال الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته : (( إذا غضبت فأرضني، وإذا غضبت رضيتكِ، فإن لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق))
إن المرأة الصالحة تنظر للرجل على أنه أوسع صدراً منها ، و أقدر على حمل الأعباء منها بما آتاه الله من علم وحكمة وعقل ، فتلجأ إليه على أنه الملاذ والملجأ الآمن لها ، تلجأ إليه وتلوذ به ، مستجيرة مما اعتراها وألمّ بها ، تلجأ إليه لأنه شرطة النجدة التي تستنجد بها ، فهل رأيتم ناراً أطفئت بالنار ، أم تطفأ النار بالماء ؟!...
إنها لا تنظر إليك على أنك رجل فقط ، وإنما تنظر إليك على أنك زوجها المخلص الصدوق الذي منحته كل ثقتها وأفضت إليه بأسرارها ، وتشاوره في كل شؤونها ، قد جعلته أقرب إليها من أمها وأبيها ومن أختها وأخيها ، تتحمل البعد عن أهلها ، لكنها لا تطيق فراقه أبداً ، لأنه أغلى من الدنيا بأسرها ...
إن بكت فهي تريد أن تشتكي إليك ، تريد أن تبثك همومها وأحزانها ، فلم تقابل دمعها بالتجاهل ؟؟
إن اهتمامك بأمورك وانشغالك عنها وتجاهلك آلامها تشعر أن الدنيا تأخذك منها ، فتحاول أن تستعطفك بالبكاء !
لأنها تريد أن تبقى مدى الدهر بحماك !!.
أجل !
تبحث المرأة حينما تبكي عن اهتمامك بها ؟ فلماذا الجفاء ؟؟
لماذا تقابلها بعبارات الاستهتار والتهكم ( ما أكثر دمع النساء !! ) ( أنت من كل صغيرة وكبيرة تبكي ) ( أصبحت أم لأطفال وما زلت تبكين ؟؟ ) ( عندما تنتهي من البكاء أخبريني ) ( دموع النساء كدموع التماسيح ) ولا أدري من العالم الذي اكتشف هذه النظرية التي شاع خبرها منذ أمد بعيد وصدقها أجدادنا قبل أن يصدقها شبابنا ؟! .
أما إن أراد الزوج أن يتصبر قليلاً فتراه يقول لها : ( تكلمي ما بك ؟ ثم ما يلبث أن يسكتها قائلاً : اختصري ، لا تطيلي الشرح ، لا تدخلي في التفاصيل ، لا تكرري الأفكار ، فهذه الفكرة ذكرتها قبل قليل !! ) ثم ما يلبث أن ينهي الحديث بقوله : ( وماذا تريديني أن أفعل ؟! هكذا الدنيا مشاكل !!
كفى اذهبي للنوم ، ولا تفكري بشيء !! )
فلا هو ناقشها ولا هو حاورها ليتفقا على حل المشكلة والتخلص من المعضلة ، ولا هو تركها تتكلم لتفرغ ما في جعبتها من كلام فتريح نفسها ، ولا هو طيب خاطرها وصبّرها بكلمات تسلو بها همها وتنعش وردة الأنس التي ذبلت في أعماقها !! ...
وهنا الزوجة إما أن تسكت على نار ، فتنطوي على نفسها ، وتكتم حسراتها ، و يخيب ظنها به ، فتفقد أملها منه ، ويخيب رجاؤها فيه ، أو أن تزداد غضباً فتثور ثائرة الزوج فتتأزم المشكلة ، لتتحول إلى زلزال وكارثة محلية !!
لأنها تعتقد أن الزوج يريد أن يسكتها بأي طريقة ولا يتحاور معها ولا يشاركها همومها ، قد أوكل إليها هم الأولاد والبيت ، وتخلى عن مساعدتها ومشاركتها في ذلك ، لا يهتم بها ولا بمشاعرها ، وتعقد مقارنة بين موقفه هذا وموقف سابق حصل معها خففت عنه من أحزانه إذ كان متضايقاً ، وواسته إذ كان حزيناً ، لقد انهالت عليه بعبارات الإطراء والمواساة من كل حدب وصوب ، ولم تدعه رهن الأسى والحزن فلم هذا الجفاء منه الآن ؟؟ أليس من حقها أن يواسيها ويخفف عنها ؟؟ .
و أنا أعتقد اعتقاداً جازماً أنه لو خفف عنها واحتوى القضية بصبره وحلمه وحكمته ، ولم يهملها ، لما تطور الوضع ليصبح أزمة بكل معنى الكلمة ، فلم لم يدعها تتكلم ؟؟ إن طبيعة الرجال اختصار الكلام ، وطبيعة النساء الإطالة !! .
فليقبلها على طبيعتها ، وليدعها تفرغ شحنتها المتوترة ، ليطفئ جمرة غضبها بالتي هي أحسن ، لا يكبتها ، لئلا تتحول إلى ألغام !!..
ليضع كل زوج نصب عينيه أن المسألة ليست مسألة معركة من الذي سيربح ومن الذي سيخسر ، وإنما هي أسرتهما معاً ، أليسا شريكين ؟! .
فليحاول كل منهما أن يحتوي الطرف الآخر ، وأن يدفع بالتي هي أحسن ، والعاقل الذي يختصر طريق المشاكل ، لا الذي يطيله ، إن الحكيم هو الذي ينهي الأزمة بأقرب وقت لا الذي يصعّد الأمور حتى تبلغ منتهاها !!.
ولبئس التصرف إن علم الأهل بما حدث ، لأن للبيوت أسرار ، والعاقل لا يفضح زوجه لأمر طارئ ، ويتناسى الصفات الإيجابية الكثيرة باحثاً عن الصفات السلبية هنا وهناك ، فلقد حرم الإسلام أن يكشف المرء أسرار الزوجية الخاصة ، كما ورد في الحديث : (( إن مثل من فعل ذلك من شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه على قارعة الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه )) فكيف بنا نقوم بنشر مآسينا وأحزاننا ، وهفوات بعضنا وزلاتنا للأهل ، وما الفائدة المرجوة من ذلك ؟ إنه لن يحل المشكلة إلا الزوجان لأنهما هما طرفا العلاقة و أساسها ، ولن يستطيع أحد حلها إلا برأي أو فكرة ، وعلى الزوجين تطبيقها ، فلم لا نكتم أسرارنا ، ونعمل عقولنا ، ونبحث عن حلول لمشاكلنا بأنفسنا ، و ندرب أنفسنا على البذل والصبر والتضحية في سبيل تحقيق السعادة ، واستقرار الأسرة ؟!!.