محمد حسن العمري
===
ماذا تساوي الألفين والخمسمائة دينار أردني لوزير عامل بكافة طقوسه ومظاهره اليومية..!
هذا المبلغ يساوي نصف سعر ساعة حديثة من رولكس او برايتلنج
باختصار راتب وزاري لمدة شهرين يعادل قيمة ساعة واحدة منها او راتب شهر واحد يساوي قيمة إطار ساعة عارٍ من الساعة نفسها..!
هذا المبلغ يكفي الوزير لثلاث عزائم لعشرة أفراد في مطعمي فخر الدين وسنترو..!
هذا الراتب يساوي بذلتي سويت ماركة جورج أرماني مع ملحقاتها لصيف جديد لوزير لا يمكن ان يخرج إلى غير المسبح في زي غير رسمي..!
هذا الراتب لا يكفي لاشتراك عائلة معالي الوزير بنادي ديونز او احدى أندية فنادق جبل عمّان الجديدة..!
هذا الراتب لو اجتمع لسنة كاملة ، العمر الافتراضي للوزير لا يساوي بناء مزرعة واحدة لمعالي الوزير في أي من مناطق جنوب عمان حتى لو امتدت إلى سواقه..!
لا يكفي لبناء مزرعة واحدة اعتاد الوزراء التجمع فيها من غير اسعار المناسف التي تساوي في اخر تحديد رسمي لاسعار مناسف الدرجة الأولى مائة وثمانون دينار لمنسف الخمسة كيلو..!
هذا الراتب لسنة كاملة لا يساوي ( انتخاء) أي ( نخوة ) وزير في جاهة صلحة عشائرية لفض اشتباك سخيف..!
راتب سنتين كاملتين لوزير عتيد ، لا تكفي لارسال ابنه للدراسة في جامعات امريكا او بريطانيا الخاصة للحفاظ على ثقافة معالي الوزير في معية بقية الوزراء دون اعتبار وجود اطفال في المدارس الانجليزية والشويفات..!
الوزراء القادمون من رحم القرى والبوادي مساكين ، ومقطوع بهم الحال ، فلا هم قادرون على الانجاز في ظل مستوى بقية الوزراء حيث تتخذ القرارات ، باختصار هم فقراء على مؤائد الوزارت ، ولا الراتب يكفي ولا الشعب يرحم..!
لكن تروى احلام مستغانمي في احدى رواياتها عن تشارل ديغول قوله :
\"ليس من حق وزير أن يشكو.. فلا أحد أجبره على أن يكون وزيراً!\".