لم يكن مفاجئا القرار الذي اتخذته جماعة الاخوان المسلمون بمقاطعة الانتخابات النيابيه القادمه ومن ثم القرار الذي اتخذه حزب جبهة العمل الاسلامي بتائيد قرار المقاطعه حيث كانت جميع المؤشرات تتجه لهذه النيه ولكن كان واجب عليهم تبرير قرار المقاطعه وما هي الاسباب المهمه لهكذا قرار الذي هو بالنهايه ليس في مصلحة الجميع وليس في مصلحة الوطن بالتحديد فذكر الاسباب قد تجعل المواطن العادي ايضا من مؤيدي قرار المقاطعه اما ان نقاطع الانتخابات هكذا وبدون مبررات مقنعه او للضغط على الحكومة للحصول على مكاسب ومنافع خاصة فهذا ليس مقبولا لان ذلك يؤدي وبالتأكيد الى تشويه صورة الاردن امام العالم ويسيء اليه ويؤدي الى اضعاف موقفه في مواجهة جميع المخططات التي تستهدف وجوده وهويته الوطنيه وبشكل كبير وبالتالي فان ذلك يعطي مدخلا قويا لاسرائيل للنيل من الاردن والعمل على تشويه صورته وتمرير جميع مخططاتها المرسومه ضده وهو الذي يتعرض لهجمه شرسه وقويه من قبلها ولكن بوجود مجلس نيابي قوي يضم في جنباته جميع مكونات الشعب الاردني من احزاب وممثلين عن العشائر ومؤسسات المجتمع الاردني يؤدي الى وقوف الاردن بقوة امام كل عناصر الشر الذي يتعرض لها وتحيط به .
ولا يجوز باي حال من الاحوال استباق الامور والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل لان ذلك متروك لله وحده هو عارف الغيب فقرار الحزب بمقاطعة الانتخابات قبل اجرائها بشهور غير منطقي وغير قابل للفهم وخاصة أن الحزب قد شارك في الانتخابات النيابيه السابقه وعلى قانون الصوت الواحد فماذا استجد الان لاتخاذ قرار خطير بمقاطعة الانتخابات ونرجو ان يكون القرار داخليا وليس مفروض من الخارج هدفه تشويه صورة الاردن امام العالم وذلك من اجل تمرير اجندات خاصة باصحابها, فهذه اول مرحلة من مراحل العملية الانتخابية وهي عملية تسجيل الناخبين ونقل البطاقات قد انتهت وسيتم نشر سجلات الناخبين للعامه للاعتراض عليها في حالة اذا ثبت ان هناك خطأ ما او تلاعب مقصود في تلك السجلات وسيقوم القضاء النزيه بالفصل بها فاذا كان لدى الحزب اي اعتراض على عملية التسجيل والنقل واذا كان لديهم ادلة واثباتات دامغه وواضحه بحصول عمليات تزوير وتلاعب فعليهم تقديمها للشعب الاردني وعبر جميع وسائل الاعلام ليحكم المواطن بنفسه على جدية الحكومة من عدمها في اجراء انتخابات نزيهه وشفافه وبالتالي يكون قرار المقاطعه في محله ام ان نبقى ندعي بحصول تزوير وان هذه الانتخابات غير نزيهه وشفافه وان نقاطهعا قبل اجرائها بشهور فهذا ليس مقبولا ابدا , وانا لست هنا بصدد الدفاع عن الحكومه وسياساتها ولكن علينا ان لا نستبق الاحداث ولكل حادثة حديث .
ما يهمنا بالنهاية هو مصلحة الاردن واما مشاركة او مقاطعة حزب ما للانتخابات النيابية القادمه هو بالنهاية شأن شخصي داخلي تعود فائدته او ضرره على ذلك الحزب وليس غيره ولكن من جهة اخرى مطلوب من جميع الاحزاب الاردنية الوطنيه جميعها وهنا اضع خطين تحت كلمة وطنيه ومن باب محبتها للوطن والخوف عليه ومراعاة لمصالحه وتجنب تشويه صورته امام العالم وامام جميع المتربصين به سؤا المشاركه الفاعله بالانتخابات وان يكون لديها صوت مسموع داخل قبة البرلمان وبالتالي يكون لديها القوة لمحاسبة الحكومة ومراقبة ادائها وتصحيح المسار افضل من المقاطعه والتي يكون فيها اي حزب خارج العملية السياسية والاصلاحيه ولن يكون لدعوته او ارائه اي فائده تذكر .