أطلق عليه طريق الموت ومقبرة الابرياء .. زيوت الصهاريج تحول طريق الهاشمية الى مصيدة أرواح

زاد الاردن الاخباري -

تحولت رحلتا الذهاب والإياب للمواطنين والسائقين القاصدين طريق خو/ الهاشمية إلى مغامرة غير محسوبة العواقب في ظل ارتفاع نسبة الحوادث على طريق الهاشمية/خو الذي يطلق عليه الاهالي طريق الموت, أو كما يقال عنه مقبرة الابرياء والذي يبدأ من الاشارة الضوئية على مثلث خو وينتهي باشارة تفريغ مشروع مصفاة البترول بعد المحطة الحرارية بمنطقة الهاشمية, والمشكلة ان حوادث هذا الطريق من نوع آخر, سواء في حدتها, أو في عدد الضحايا, وذلك لأن هذا الطريق على وجه الخصوص مصنف حسب دراسات الامن العام من البؤر والنقاط السوداء ويزداد سوادا من خلال حوادث الانزلاقات للمركبات الصغيرة بسبب انسياب وتسرب النفط والزيوت من الصهاريج المحملة بالنفط الخام على الطريق عندما تكون متجهة صوب مكان التفريغ بمنطقة مصفاة البترول / الهاشمية.

وقال مواطنون ل العرب اليومان انسكاب الزيوت من الصهاريج المحملة بالنفط الخام هي التي تسبب حوادث الانزلاقات المتكررة, فيما يحمل مهندسين مختصين بالمرور شركات النقل الخاصة المتعاقدة مع المصفاة والتي تزيد على خمسين شركة مشكلة أنسكاب الزيوت والنفط من الصهاريج بسبب زيادة الحمولات مبينين أن غالبية الصهاريج التي تخرج من مكان التفريغ لا تغلق محابس الزيوت مما يؤدي الى انسكابها على الطريق العام محدثة الانزلاقات والحوادث القاتلة والمميتة للمركبات الصغيرة, وأشاروا أن ارتفاع درجات الحرارة يساهم أيضا في تمدد الزيوت داخل تنكات الصهاريج مما يؤدي أيضا الى انسكابها بشكل ملفت للنظر.

ورغم أنه كان هناك قرار مشترك لوزارة الاشغال وادارة السير وادارة شركة مصفاة البترول صدر قبل سنوات فحواه الزام صهاريج النفط بسلوك المسرب الايمن من طريق خو / الهاشمية الا أن الصهاريج لا تلتزم بهذا المسرب بسبب وجود أكثر من 15 فتحة عشوائية خطرة على امتداد الطريق المكون من أربعة مسارب.

خلال وصول فريق العرب اليوم لاجراء تقرير عن الحوادث على هذا الطريق قال الاهالي بأنه قبل ساعتين من وصولنا وقعت حوادث انزلاقات لاربع سيارات بسبب انسكاب الزيوت من الصهاريج وعندما حاولنا الاتصال مع عمليات دفاع مدني الزرقاء للاستفسار عن الحادث وأسبابه رفضوا الادلاء بأية معلومات تحت ذريعة أن المدير العام للدفاع المدني منع المديريات من الافصاح عن الحوادث للصحافة.

المواطن أيمن راشد قال طريق المصفاة / الهاشمية في الزرقاء تحول إلى مصائد لارواح البشروالسبب التنفيذ السيئ للطرق الجديدة التي لم يراع في تصميمها الحركة المدولبة لمئات صهاريج النفط التي ترد الى مشروع مصفاة البترول وصحيح أن هناك مسربا خاصا للصهاريج لكن في كثير من الاحيان لا يلتزم سائقو الصهاريج بهذا المسرب بحثا عن مسرب أوسع وأسرع, مبينا أنه كان من المفروض على وزارة الاشغال ايجاد طريق لهذه الصهاريج عن طريق منطقة الفيحاء من خلال نفق خاص بعيدا عن الاليات والمركبات الصغيرة.

وطالب راشد من وزير الاشغال الغاء عشرات الفتحات التي وجدت بطريقة عشوائية وتربك الوضع المروري على طريق الهاشمية الذي يعتبر معبرا مهما للمركبات الى محافظة اربد وجرش والمفرق مؤكدا ان معظم الاسر الاردنية لها قصص ومآس مفجعة مع هذا الطريق الذي حصد مئات الارواح البريئة.

ويتفق المواطن عطالله منصور مع هذا الامر مبينا أن طريق الهاشمية /خو اصبح مسرحاً للموت فهذا الطريق يعبره آلاف البشر يومياً كونه ممرا رئيسيا وحيويا الى محافظات الشمال وقرى قضاء بلعما وبين أنه كاد أن يكون أحد ضحايا هذا الطريق هو وعائلته عندما تفاجأ بأن هناك بقعة زيت كبيرة كانت تحديدا على الطريق مقابل سكن الاسر العفيفة حيث لم تستطع الكوابح السيطرة على السيارة رغم ان السرعة كانت حوالي (70كم) واصبحت المركبة تدور حول نفسها مرات عديدة والاطفال والزوجة يصرخون وبعدها قفزت السيارة من فوق الرصيف مخترقة الشارع المخصص لصهاريج النفط ومن ثم الى طريق ترابية صحراوية لتستقر في ستار ترابي محاذي للطريق الرئيسي, واشار منصور أن العنايه الالهية انقذت اسرتي من موت محقق وبعد الحادث قطعت عهدا على نفسي بعدم سلوك هذه الطريق والبديل يكون عن طريق اتوستراد المفرق او طريق جرش / اربد, واستهجن منصور غياب الدور الرقابي للاجهزة المعنية لان الحادث ونفس المشهد تكرر من الجهة الاخرى من الطريق مع مركبتين بالقرب من مركز دفاع مدني المصفاة ومدينة الامير محمد الرياضية والسبب بقع الزيوت والنفط التي تخرج من الصهاريج المحملة النفط الخام الى مشروع مصفاة البترول مستغربا دور الدفاع المدني الذي لا يبعد عن هذه المصائد المميتة سوى 2 كيلو متر لان الوقاية خير من انتشال الارواح وتحميلهم بسيارات الاسعاف الى مشرحة المستشفيات.

بدوره قال رئيس بلدية الهاشمية عقلة الزيود أن الطريق تسلكه يوميا أكثر من ألف شاحنة وصهريج محملة بالنفط الخام الى محطة تفريغ المصفاة وهي تسبب حوادث متفرقة سواء من خلال انسكاب الزيوت منها والتي تحدث الانزلاقات للمركبات الصغيرة مبينا أنه كان أحد ضحايا هذه الانزلاقات حيث اصبحت مركبته تدور حول نفسها بشكل جنوني على الطريق الرئيسي بسبب بقع الزيوت المنسكبة على الشارع منوها ان مشيئة الله وقدرته سلمته من مغبة حادث جنوني, وأشار الزيود ان الحل الامثل الوحيد هو الزام المصفاة بضرورة انشاء محطة تفريغ بمنطقة الازرق ومد خط انبوب من هذه المحطة الى مكان التفريغ وهذا الحل يقضي على مسلسل الحوادث ويقلل الخسائر المادية والبشرية على طريق الهاشمية  وبين الزيود أن المجلس البلدي خاطب وزير الطاقة ووزير البلديات بخصوص استيفاء ( 2) فلس على كل واحد طن محروقات يرد الى المصفاة بحيث يتم الاستفادة من هذا المبلغ في صيانة الطريق وتحقيق منظومة السلامة العامة له لكن الطلب قوبل بالرفض.

من جانبه قال متصرف لواء الهاشمية سامي الهبارنه أن محافظ الزرقاء أوعز بتشكيل لجنة برئاسة متصرف اللواء وعضوية مهندسين من الاشغال العامة وبلدية الهاشمية وقسم سير الزرقاء لدراسة أوضاع عشرات الفتحات والمنعطفات على امتداد طريق اشارة خو / الهاشمية حيث اوعزت اللجنة الى وزارة الاشغال ومديرية اشغال الزرقاء بضرورة تصويب اوضاع هذه الفتحات واغلاق بعضها والتي عادة ما تكون ملاذا لسائقي الصهاريج المحملة بالنفط من الالتفاف من خلالها تاركين المسرب المخصص لهم والذي تم تخصيصه للصهاريج والشاحنات.

وبين الهبارنة انه مع حل مشكلة الفتحات والمنعطفات سيلتزم اصحاب الصهاريج بمسربهم أما في ظل الاوضاع الحالية فستظل الامور غير مسيطر عليها نهائيا بسبب غياب الرؤية والابعاد الفنية والهندسية  وطالب الهبارنة بضرورة اعادة تنظيم الاشارة الضوئية الموجودة في مكان التفريغ وتوسعتها سيما وأن التفاف الصهاريج يحتاج الى مساحة واسعة مبينا أن أخطر فتحة موجودة على امتداد الشارع هي فتحة مدخل المقبرة الاسلامية هذه الفتحة التي تتداخل مع مسرب الصهاريج سواء عند دخول مواكب الجنازات وخروجها منوها أن هذه الفتحة تحتاج الى اعادة تصويب ودراسة من قبل لجنة مرورية تشترك بها الاشغال والبلدية وقسم سير الزرقاء.

الزرقاء- العرب اليوم- خالد الخريشا