بقلم:مهدي جرادات
إستفاق الأردنيين اليوم على أصوات إنفجارات من جراء صواريخ مجهولة المصدر سقطت على مدينة العقبة الحبيبة،وذلك كما تردد ذلك في أروقة وسائل الإعلام العربية والعالمية،ونعلم نحن الأردنيين أنّها ليست المرة الأولى التي تقصف العقبة بهذا الكم الهائل من الصواريخ،فكانت المرة السابقة في شهر نسان الماضي من هذا العام،واليوم نشهد تلك الصواريخ ..ولنتفق أنّ الجهة الإجرامية التي نفذت مثل تلك الهجمات هي واحدة،حيث ليتولّد لدينا سؤالاً أكانت الصواريخ تستهدف العقبة أم هي رسالة ساخنة للأردن؟
والسؤال الآن:من أطلق هذه الصواريخ؟ ولماذ يعود المشهد مرة أخرى بنفس التكتيك سوى تنوع الصواريخ ،ولهذا شاهدنا هذه المرة صواريخ غراد، ومن هذا المنطلق سأجزم أنّ العدو الصّهيوني إختار وقتاً مناسباً للقيام بهكذا عملية إجرامية من أجل التمويه،ومخافة أن يتهم بأنّه يقف وراء هذا الحدث الإجرامي، فعندما تقوم أي جهة أمنية بتوجيه الإتهام للكيان الصّهيوني فإنّ زيارة رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو للأردن يوم الأربعاء الماضي ومقابلته جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في عمان تارة،و زيارة \"جزّار قانا \"\"شمعون بيريز بالأمس للرئيس المصري محمد حسني مبارك في شرم الشيخ تارة أخرى ستعقد الأمور،بينما عندما يسارع نتنياهو بعد ساعات من هذه الحادثة بأن يوجّه إتهام إلى القاعدة الأصولية في سيناء بتدبير هذا الإعتداء ،الأمر نفته القيادة السياسية المصرية جملةً وتفصيلاً.عندها يستطيع الموساد الصهيوني أن يفجّر قلقلة غريبة الأطوار فيترك الأمور بين حانا ومانا وذلك ليلقيها بين دفيئة الأجهزة الأمنية الأردنية والمصرية لتبحث عن المجرم الحقيقي، وهذا بالطبع أنّ الصّهاينة رفعوا أيديهم وإستراحوا!
بينما عندما علقت الصحف الصهيونية على زيارة نتنياهو للأردن، أخذت تكشف عن خفايا عودة العلاقات بين الأردن والكيان الصهيوني،بينما على زيارة بيريز لمبارك بأنّها تخصصت تلك المحادثات بدور مصر بإقناع محمود عباس بعودة المفاوضات المباشرة مع الكيان الصّهيوني..وليس الهدف من تلك الزيارات سوى تلميع محمود عباس الّذي بحق أنّه لا تستطيع الإدارتين الأميركية والصّهيونية الإستغناء عنه.
ونتسائل هل الكيان الصّهيوني يرتعب أوهو قلق من أنّ الصواريخ قد تسقط في إيلات أو العقبة؟فكيف إذاً ما قارنّ بأنّ هذه الصّواريخ هي حجمها كبير، ولاتطلق إلاّ من منصات كبيرة وتحت إشراف منظومة إستخبارية كبرى أيضا.
وغداً سيتخف بنا كأردنيين وعرب بأنّ الحركات الأصولية هي التي تقف وراء هذا الحدث الإجرامي،ولكن إسأل لمصلحة من ؟يجيبون أنّ هناك علامة إستفهام،وإنّ نخشى نحن من أنّ تلك الصواريخ ربّما أخطأت هدفها نتيجية لمناوشات ومناورات عسكرية صهيونية تجريها في إيلات أو النقب المجاورة ،حيث قد تكون تلك الصّواريخ قد أخطأت أهدافها وسقطت على العقبة،ولكن توجيه إتهامات من قبل نتنياهو بشكل عشوائي،تهدف فقط لإضاعة الوقت والتشويش على مجريات التحقيق من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية .لأنّه في النهاية من يوجّه الإتهامات في غير موضعها سيكون هو المجرم .
وأعرّج على التغطية الإعلامية لهكذا حدث لأرى التكتيم الإعلامي الخانق وعدم السّماح لوسائل الإعلام الأردنية الرسمية والخاصّة بمتابعته،حيث بعد سويعات من حدوث ذلك العمل الإجرامي،كان فقط هناك مانشيت واحد فقط أو مانشيتين منشورين من قبل المواقع الإلكترونية الإخبارية التي أقتبست جميعها من وكالة بترا.فأقول لوزير الدولة لشوؤن الإعلام والإتصال علي العايد والّذي خدم عدّة سنوات في السفارة الأردنية في تل الرّبيع،ودخل حديثاً في التعديل الوزاري الأسبوع الماضي، حيث جاء هذا الحدث كأول نقطة إختبار له،أنّه لو كان في العقبة مؤتمر إعلامي أو إقتصادي عالمي ستحشد وتستنفر كلّ الإعلاميين والصحفيين لأخذ الصور التذكارية مع ضيوفك الأعزاء،بينما عندما يصاب الأردن بزعزعة أمنية واحدة يمنع على الإعلاميين تغطية الحدث سوى الإكتفاء بما يذيعه الإعلام الرسمي وهذا والله لايعقل ونحن نعيش في أردن الحرية.
وأقول أنّه آن الأوان لأن نعلن عن قطع علاقاتنا مع هذا الكيان الإجرامي بشكل رسمي، وذلك للتخفيف على الشعب الأردني في حياته المعيشية والإقتصادية ،وأن لايعيش دوامة القلق والعنف، وأن لا يكون ضحية لمثل هكذا مسرحيات ،لهذا من يفسد في بلادنا أو يقتل فمصيره الموت،فالصبر والسلوان لآل علاونة بمصابهم الجلل، والرحمة والرضوان على فقيدهم الشهيد بإذن الله صبحي ،فعاشت العقبة حرّة أبية على الأعداء عصيّة،ومليون لعنة تصب على الكيان الصّهيوني أينما وجد.