مع وحدة الكلمة على مستوى الوطن

إن السجال  الذي يدور على مستوى الساحة  الوطنية  هو ليس سجالا بين  مجموعات متناحرة من المتقاعدين  العسكريين فلماذا التناحر يا  سعادة السفير وعلى ماذا نتناحر  ؟

أنت تعرف وأنا أعرف بل وجل المتقاعدين العسكريين من السادة الضباط يعرفون بعضهم بعضا ، ويعرفون  مواقف الرجال وخيارات الرجال  ومن هو في صف الوطن ومن  

هو في صف مصلحته وجيبه  ونرجسيته . إن ما تم تداوله من اراء  وأفكار إزاء ما يجري في الوطن يعتبر مشهدا  صحيا  وديموقراطيا نبقى نفاخر  به ما دام يصب في خدمة

الامة والوطن  ولا  يتجاوز الثوابت التي وردت في الميثاق  الوطني الاردني ، وكلنا يا سيادة  الفريق  الذي نقدر ونحترم نعلم اننا لسنا خاضعين للقوانين والتعليمات العسكرية منذ

 أن خلعنا البزة  التي تشرفنا ارتداءها ،وبالتالي  فالجهل بذلك ينتفي صفة عن  رفاق السلاح  كما أنني أعتقد  جازما بأنه لا يوجد أي تأثير  خارجي يجبرنا على قول أو  رأي ونحن 

لسنا من الذين  يجيرون إلا للوطن  وبارادة ذاتية  اختيارية وانت شخصيا  وغيرك تعلمون ذلك،ثم أننا نعرف أن هذا التحلل  من الانظمة والقوانين لا ينسينا  معاني الحشمة

(COURTISM )والادب العسكري  ولن نخرج عن هذا الاطار لأننا لا ننكر فضل المؤسسة العسكرية التي نفخر اننا كنا أحد أعضائها. إن مواقفنا واضحة لا نعرف

التلون منذ أن كنا وما زلنا جنودا أوفياء للوطن  ، لم نهادن في يوم من الايام  سيما  وانك كنت انت مديرا لشؤون  الضباط ومساعدا للقوى البشرية  لاحقا وتعرف ذلك .

سيدي إن اخوانك  من المتقاعدين العسكريين يعرفون مواد ونصوص الدستور ويعرفون  أن حرية الرأي مكفولة ولذلك لنا رأي  فيما يجري  ونعبرعن موقف ورؤية  سياسية

نعتقد انها صحيحة ولا نبغي من وراء ذلك إلا خدمة للوطن والامة وخوفا على هذه الارض الطاهرة ارض الحشد والرباط،  قد لا تلتقي افكارنا ورؤيتنا مع افكار من نحب

  ونحترم وقد نصيب أو نخطيء لكننا  بالتأكيد لا نتملق لاحد  ولا من طبعنا التسلق ولا نتكلم باسم أحد ولو كان أحد فلذات اكبادنا ولا ندعي أننا نمثل إلا من يوافقنا الرأي

 ويلتقي معنا في الفكر  ، لذلك لا يأخذن أحداً العزة بالاثم سواء من نلتقي معهم في الاسم العائلي أو الوصف الوظيفي    (ولا ينطبق علينا قول الشاعر :

(وما انا  إلا  من غزية إن غوت   غويت وإن  ترشد غزية أرشد ) وبنفس الوقت  ليس من حقهم أيضا أن يتكلمون  نيابة عن الاخرين ولذلك يظهر الانتقاد والمعارضة لمن يرفع

صوته باسم الجميع .

عطوفة الفريق إن حكاية  الشرف الرفيع التي تتحدث بها عن المتقاعدين العسكريين ينضوي تحت  لوائها  المتقاعدون العسكريون  كافة ولا فرق بين زيد وعمر في ذلك  والشرفاء

هم الذين لايساومون  ولا هم رخيصون وهؤلاء لا يعلمهم إلا  الله وهم يعلمون أنفسهم أيا كانت لبوساتهم ومهما افتتن بهم الاخرون  ، سيدي نحن جميعا ضد مشاهدة عمليات الإتجار

بالوطن وسرقته ونحن أول من يعترض على ارتكاب الاخطاء  ونرفع أصواتنا عاليا بل ونتخندق  متسلحين بالإرادة والعزيمة ضد أي خطر  يتهدد الوطن ولنا بصر وبصيرة في

تمييز الافاعي وأولادها وسننافح بالحكمة والمنطق وبالقوة  إذا لزم الامر لتجنب لدغتها  وكلنا وما نملك فداء لهذا الوطن.

سيدي الفاضل اننا لا نعترض على زملاءِنا  الاخرين  أن يجهروا بالقول والتحدث بالامور  السياسية ولا نعتبر أن ذلك حكرا على النواب والاحزاب بل ومن هم في المواقع 

السياسية فكثير  من المتقاعدين العسكريين لديهم دراية  وحنكة ورؤيا سياسية أفضل بكثير  ممن يدعون ذلك أو يفترض ان يكونوا كذلك  وسامحك الله فيما ذهبت اليه من القول

(أكل ...شرب ..نام)  في وصفك لرفاق السلاح  فأنت  تعرف حتى من قصدت بذلك وانت  تكتب المقال بأن هؤلاء لديهم  من الفكر والتحليل المنطقي  للأحداث السياسية 

والإستراتيجية أكثر ممن يتوهمون الناس عليهم من مدعي التنظير ، ثم إن فلسفة  زملائك إن تكرمت بقبولهم زملاء  ليست بجوفاء بل فلسفة  الواعي المدرك لخفايا  ما يخطط

له خارجيا وداخليا  ولا نريد كشف المستور فيما آلت  إليه الامور لكننا أيضا من منطق الحرص  على وحدة الكلمة ومن موقع الاقتدار الفكري فنحن على إستعداد للالتقاءوالتحاور

 ووضع النقاط  على الحروف ليتبين الخيط الابيض  من الاسود ولنحتكم ونرى من  رؤيته اسلم للمحافظة على الوطن  وبدون مزاودة وبكل خلق رفيع  تتطلبه الحشمة والادب

 العسكري الذي  جُبلنا عليه .

أخيرا  سيدي نحن  مع ما تذهب اليه من وحدة الكلمة والصف  والإمتثال لقول الحق الذي ذكرت وأعتقد أن الإختلاف  في الوسائل لا في الغايات  ومهما كان الامر فإنه لا يفسد

للود والمحبة قضية  وسأبقى أردد قول الجواهري:

لم يبقى ما يبتزه  الألم             حسبي من الموحشات الهم والهرم

haniomosh@yahoo.com

shrowsberry, UK