زاد الاردن الاخباري -
رعت سمو الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة صباح أمس الاثنين فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لمنظمة " إمسام"- المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابعة للأمم المتحدة.
ودعت سموها في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إلى استغلال التقنيات الحديثة من اجل القضاء على الجوع وسوء التغذية بعدما فاقمت الأزمة الاقتصادية العالمية هذا التحدي، من خلال رفع أسعار السلع خلال العام الماضي، ما تسبب في زعزعة اقتصاديات الكثير من الدول والشعوب وهدد أمنها الغذائي.
وأضافت " تلك التحديات ساهمت في ارتفاع إعداد الجياع بالعالم حتى وصل إلى مليار نسمه اغلبهم من النساء والأطفال خاصة وان أكثر من 75% من هؤلاء يعيشون في المناطق الريفية داعية إلى المحافظة على البيئة والثروات الزراعية من اجل إشباع الجياع".
وأشارت سموها الى تسبب الأزمة في ارتفاع أعداد الجياع إلى مليار نسمة حول العالم, ثلثاهم من النساء والأطفال في زمن يعج بشتى أنواع الأغذية, ما جعل قضية الأمن الغذائي ومكافحة الفقر على رأس اولويات العالم الملحة.
وقالت ان عقد هذا المؤتمر يجسد بشكل واقعي اهتمام منظمة امسام باحدى قضايا العالم المهمة والأكثر ايلاما مشيرة إلى ان تطوير منظمة امسام لاستعمال طحالب السبيرولينا كغذاء بشري, هو احد الأمثلة الرائدة على احترام واستغلال ما تجود به الطبيعة.
وأضافت سموها ان سهولة انتاج هذه الطحالب وفوائدها وقلة تكلفته, يحفز المرأة الريفية على انتاجه لتوفير الغذاء لاسرتها من جهة وتحقيق دخل اضافي من جهة اخرى, وهو ما قد يشكل بعدا جديدا في التنمية المستدامة.
وأعربت عن شكرها وتقديرها لاختيار عمان لعقد هذا الملتقى المهم الذي يهدف الى نشر التقنيات الجديدة لزيادة إنتاج الغذاء وتوفيره, والمساهمة في الحد من مشكلة سوء التغذية.
وأكدت ان اكثر من 75 % من فقراء العالم يعيشون في المناطق الريفية, وانه يجب العمل على ايجاد وسائل المعيشة الكريمة لهم بكلفة رخيصة, وبما يمكنهم من سهولة الحصول عليها وهو ما يعد من صميم الأهداف التي تسعى منظمة امسام لتحقيقها جنبا الى جنب مع المؤسسات غير الحكومية العاملة في مجال التنمية الريفية المستدامة دعما للجهود الرسمية في هذا المجال.
كما دعت سموها المؤسسات الدولية المختصة لتكثيف جهودها ومساعدة البرامج الوطنية على دراسة وحصر جميع الموارد الطبيعية التي تعمل على تمكينها من توفير الغذاء الطبيعي بأسهل الطرق واقل التكاليف, وخصوصا ان الكثير من الدول رغم صغر مساحتها الجغرافية مثل الأردن الا انه يضم في جنباته اكثر من 500 نوع من النبات, مما يحتوي على فوائد دوائية او تغذوية, يستغل الكثير منها كغذاء ودواء شعبي.
وقالت ان إعلان الأهداف الإنمائية الألفية اكد وجوب احترام الطبيعة وصيانة مكوناتها وهو ما تقوم به منظمة امسام كترجمة حقيقية وابداعية لهذا الهدف من خلال استخدام المكونات الطبيعية في خدمة الإنسان وتحسين مستوى معيشته.
حضور واسع في المؤتمر
وحظي المؤتمر - الذي اقتصرت فعالياته على يوم واحد- بحضور واسع من قبل ممثلي المنظمة في العالم وسفراء النوايا الحسنة، وأقيم بالتعاون مع وزارة الزراعة والهيئة الخيرية الهاشمية.
بدوره، أكد وزير الزراعة المهندس مازن الخصاونة على الدور المطلوب من قبل المؤسسات المعنية بمكافحة سوء التغذية وقال إن مليار شخص في العالم يعانون من الجوع وسوء التغذية، مستنداً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة العالمية " فاو" الأخيرة.
وأكد مراهنة الأردن على الزراعة لكي تكون القاعدة الاقتصادية للتنمية الريفية المتكاملة من خلال استثمار أفضل الموارد الطبيعية المتاحة.
وربط أهمية المؤتمر في إيجاد حلول لمواجهة مشكلة الفقر والتغذية والتي تؤدي الى سوء ونقص شديد في التغذية وخصوصا في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعات التقليدية.
واشار الخصاونة الى ان الاردن يتطلع بأهمية كبيرة الى هذا المؤتمر لتوطيد اطر التعاون عن طريق تنفيذ مشروع يهدف إلى تقليص الفجوة الغذائية وسوء التغذية في المناطق الفقيرة ضمن شراكة متكافئة.
من جانبه، أكد ألقى رئيس الهيئة الخيرية الأردنية أحمد العميان كلمة قال فيها لقد رفعت الجمعية شعارا لعملها (( حيث يكون الجوع نكون نحن)) مشيرا إلى قيام الجمعية بإرسال 350 قافلة خير للشعب العربي في فلسطين وغزة.
ولفت الى أن منظمة امسام تعد احدى الجهات العاملة في مجال العمل الخيري الانساني من خلال جهودها الرامية الى مكافحة سوء التغذية في العالم وتحقيق الامن الغذائي العالمي واعطاء الاولية للدول النامية والبلدان الاقل نموا.
وأضاف تتطلع الهيئة الى التعاون مع جميع الجهات المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق التكامل في مجال العمل الانساني.
وعقد المؤتمر تحت شعار "نحو مستقبلٍ جديدٍ خالٍ من سوء التغذية"، ومثل فرصة لسفراء النوايا الحسنة والدول الأعضاء وشركاء المنظمة العاملين وكذلك الجهات المانحة من القطاع الخاص فضلاً عن المنظمات الخيرية لمساعدة (أمسام) لتعبئة الجهد العالمي تجاه تحقيق التنمية المستدامة لمكافحة سوء التغذية.
بدوره، أكد السفير فوق العادة ريمييجو ماراداونا المدير العام لمنظمة (أمسام) أهمية تفعيل دور المنظمة في التخفيف من آثار الجوع وسوء الأغذية في العديد من دول العالم.
وكسابقيه، شدد حازم الجبوري السفير فوق العادة للنوايا الحسنة لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا على التحديات التي تواجه العالم عقب مواجهته لأزمات اقتصادية متعددة ساهمت في تعميق مستويات الفقر والجوع وإبطاء التنمية.
وكان منسق مشروع السبيرولينا في منطقة افريقيا الغربية والوسطى سفير النوايا الحسنة لـ (أمسام) سعيد اوباما وهو عم الرئيس الاميركي باراك اوباما قال ان الجوع هو واقع حال الكثير من الناس في العالم وان دراسات الامم المتحدة تشير الى ان نسبة كبيرة من الاطفال في تلك المجتمعات يموتون قبل سن الخامسة من عمرهم بسبب سوء التغذية وهو ما يؤكد اهمية المنظمة.
وركزت القمة على تشكيل جدول أعمال موسع وطويل الأمد من أجل الإغاثة الإنسانية، فضلا عن توفير الأمن الغذائي والتنمية لأولئك الذين يعانون في عالمنا الحالي. والغرض من هذه القمة هو أيضا تقريب وجهات النظر بين الجميع والعمل معاً لوضع إستراتيجية مشتركة وخطة عمل واضحة المعالم.
وأكد المدير الإقليمي لمنظمة "إمسام" الدكتور نصير شاهر الحمود في كلمته على أهمية مشاركة الدول الفاعلة بالمبادرات والبرامج التي تطرحها المنظمات المرتبطة بالأمم المتحدة، فضلا عن تلك التي توصف بكونها غير الحكومية والساعية لدر المخاطر التي تهدد العالم، قائلاً إن الأردن شريك حقيقي لـ"إمسام" في هدا الصدد.
وقال " لقد مر العالم بتحديات وتغيرات جسيمة خلال العامين الماضيين، ما تمخض عنه تعطيل برامج تنموية وسياسات زراعية وتعليمية وصحية، وبالتالي تباطؤ الجهود الرامية لتحقيق التنمية في الدول النامية أو الأقل نمواً".
وطالب الحمود الجهات الفاعلة بالقفز عن تلك الحواجز التي وضعتها الأزمات الاقتصادية من خلال الإصرار على المضي قدما في تنمية إمكانات شعوبنا وتيسير سبل التعليم والتمكين ما أمكن، ودلك عبر تضافر جهود البلدان من جهة والمؤسسات غير الحكومية وذات السمة الدولية من جهة ثانية لتحقيق تلك التطلعات.
وأضاف " على الرغم من المصاعب التي تواجهها كثير من بلدان العالم، بيد أننا نأمل أن تكون قادرة على التصدي لتلك التحديات في إطار سعيها لتحقيق طموحات أبنائها وآمال شعوبها".
ودعا الحمود لتغليب الأمل والتفاؤل على مشاعر التشاؤم التي سيطرت في العالم في هده السنوات، من خلال المضي قدما في برامج نؤمن على قدرتها على خلق التنمية والابتكار والإبداع لدى الشعوب المختلفة.
وأثنى الحمود على استضافة الأردن لهدا المؤتمر الدي يترافق مع عودة الاقتصاد العالمي للنمو، ما يعني تحسن فرص التنمية في العالم بأسره، داعيا لاغتنام فرصة التحول الاقتصادي الدولي لبناء منظومة تنموية صاحبة أبعاد طويلة.
جاء اختيار الأردن لعقد المؤتمر الثاني عرفاناً بجهود المملكة الإنمائية والإنسانية، كما جاء تقديراً للدور الإنساني الذي لعبه الدكتور نصير الحمود كأول سفير عربي ومدير إقليمي في المنظمة.
وفي هذا السياق قال الحمود " الأردن نجحت في مجالات متصلة بتطوير التعليم وتمكين المرأة فضلا عن جوانب تنموية أخرى".
وشارك في المؤتمر عدد من ممثلي "إمسام" في العالم، وهدف لإطلاق صرخة من الأردن باعتبارها تقع في مكان متوسط بين دول تتمتع بالغنى والرفاه وأخرى تعاني كثيرا من تدني جهود التنمية.
وتركز " إمسام" جهودها وبرامجها على تخليص الدول والمجتمعات من آفات الفقر والجوع، كما ترمي لتحقيق التنمية عبر تعزيز مكانة التعليم والمرأة في المجتمعات.
ونوه الحمود بأهمية توقيت المؤتمر عقب شهور قليلة من صدور تقديرات منظمة الزراعة والأغذية العالمية "فاو" في اجتماعها السنوي في روما حين تحدثت عن تجاوز عدد الجوعي حاجز المليار نسمة غالبيتهم يتمركزون في قارتي إفريقيا وآسيا.
لكن الحمود يستشرف أملاً في التحسن مستقبلاً، مستشهدا بتطور مؤشرات التنمية في دول افريقية من بينها غانا التي اعتبرها نموذجا يمكن دراسته واقتفاء أثره من قبل دول تسعى لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر والجوع ونقص التعليم والتمكين.
وطرح المشاركون في المؤتمر عدداً من أوراق العمل المتصلة بالتنمية والتمكين والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، كما شهد دعوات لتبني إستراتيجية عربية لبناء تنمية حقيقية تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاقتصادية العالمية، كما تراعي تنوع مقدرات الدول، حيث تمتلك دولا قدرات مالية من شأنها توفير المشاريع لأصحاب الابتكارات والأفكار الريادية في تلك الدول التي تعاني صعوبات في توفير التمويلات لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تمكن من القضاء على البطالة.
كما دار حوار حول تعهدات الدول الثمان الاقتصادية الكبرى ببذل 20 مليار دولار لصالح نظيرتها الفقيرة لمواجهة تحديات ملفي الغذاء والزراعة.
ومن أبرز المشاركين والحضور في المؤتمر عدد من الشخصيات العالمية التي كان لهم بصمات واضحة بتحقيق هدف امسام في محاربة سوء التغذية والجوع في العالم سعيد أوباما (عم الرئيس الأمريكي) وتوشار غاندي (حفيد الزعيم الهندي غاندي) ومارغاريتا سوتو عضو الكونغرس المكسيكي وسكرتير لجنة التنمية التعاونية والاقتصاد الاجتماعي
وشارك بالمؤتمر ايضا سفراء (أمسام) للنوايا الحسنة الدكتور سليمان الفهيم المدير العام لـ (أمسام) لمجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وآسيا، الفنان حسين الجسمي من الإمارات، الفنان سانجاي دوت سفير من الهند، الدكتور طارق العبدالله من العراق، جمال الوالي من السودان، فاطمة سامانتار من تنزانيا، راجا هارشاد، سيلفيا شيفرد من أوغندا، بيري هيوز من بريطانيا، جورج هارا من اليابان. إضافة للدكتور علي غوليد سفير (أمسام) لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة -إيكاردا-، جيرالدينا دي لا سيرينا رئيس بعثة (أمسام) في المكسيك،، ارماندو دومينغوز رئيس محافظة سان جوس دي غارسيا بالمكسيك.
وتمثل (أمسام) هيئة دولية تعمل كمراقب دولي دائم لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة وتم إنشاؤها بموجب معاهدات موثقة لدى الامم المتحدة وفقا للمادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة وتتخذ من مبنى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك مقرا رئيسيا لها. وتهدف المنظمة الى القضاء على سوء التغذية والجوع في العالم خصوصا في العلم اودعم الجهود الخيرية والإنسانية في العالم ولدى (أمسام) سفراء للنوايا الحسنة ينتشرون في مختلف دول العلم يسعون للدعم واستقطاب الدعم الذي من شأنه الاسهام في تحقيق الاهداف الانمائية للامم المتحدة. وقد كثفت (أمسام) جهودها في افريقيا حيث للمنظمة اكبر مركز لمكافحة سوء التغذية في افريقيا يقع في كينيا استقبل العام الماضي اكثر من 100 الف ممن يعانون من سوء التغذية ويشار الى ان هذا المركز كان بدعم رئيسي من الدكتور سليمان الفهيم وأطلقت (أمسام) برنامج - شريان الحياة- في هايتي حيث كان للسفير سليم الصايغ دور كبير بدع هذا البرنامج وكان كما ساهمت (أمسام) في حملة لإغاثة غزة إضافة الى نشاطاتها في المكسيك وامريكا اللاتينية والهند.