للمرة الثانية على التوالي تسقط الصواريخ على العقبة دون معرفة المتسبب وكأنها أحجية إستصعبت علوم الفيزياء بفك رموزها وإن كانت إلى الآن مجهولة المصدر فأنها لبعض المحلليين معلومة وواضحة الاهداف ، فالصواريخ التي أطلقت تستهدف ثني الإرادة السياسية المحلية التي ما فتات يوما " تنزع نحو الإستقلالية والإعتماد على الذات في تأمين الوضع الإقتصادي لنملك قرارنا السياسي في كل القضايا التي تمس أمننا الداخلي والخارجي بعيدا" عن الإرتهان لإجندات دولية وإقليمية مشبوهة .
"العقبة " هي قصة نجاح على المستوى المحلي والإقليمي في المنطقة ووليدة سيد البلاد -حفظه الله _ إنعكست معالم نجاحها على المستوى المحلي كونها الأقل بين كافة محافظات المملكة في مستوى خط الفقر الذي وصل فيها إلى 2 % حسب الإحصائيات الأخيرة مما يعني إن المضي قدماً في مسيرة بناءها وترويجها سيجعلها مميزة وجاذبة إقتصاديا " لبلدنا على المستوى الإقليمي والدولي ، وما يكسب " العقبة " الأهمية أيضا" هو مشروع المفاعل النووي السلمي المزمع تنفيذه في حدودها الذي سيتكفل -بعون الله – بتأمين 30% من إحتياجات الطاقة وبخاصة في مجال توليد الكهرباء وسيخفف من عبئ الكلفة المادية الكثيرة التي تتحملها الموازنة السنوية كل عام نتيجة الفاتورة النفطية المستحقة لذلك .
وبما أن إسرائيل تحاول دائما" أن تفرض علينا شروطها وأجندتها المشبوهة في حل مشاكل إستعمارها وإحتلالها للشعب العربي الفلسطيني الأعزل فأنه لا يرضيها أن يكون الأردن مالكا " ومتفردا" في قراره السياسي بهذا الخصوص وبما أن من يملك ماله يملك قراره فإسرائيل ستسعى وبكل السبل إفساد أي محاولة جريئة لكي نملك قرارنا من خلال مشاريع إقتصادية طويلة المدى وعميقة الأثر وهذا ما يلاحظه المتابع لمحاولاتها الأخيرة في الضغط على الأردن من خلال راعيتها الأكبر - أمريكا- سياسيا" وإقتصاديا" للحيلولة دون تنفيذ مفاعله النووي السلمي الذي نجحت القيادة السياسية للبلاد في عدم الرضوخ لضغوطها وقامت بحشد أطراف دولية شتى لتأييده في حقة بإستثمار موارده الطبيعية من اليورانيوم في سبيل رفعة البلد إقتصاديا وإجتماعيا" لذا فأني أجزم بأن الصواريخ الأخيرة في كلتا المرتين هي ألعابا " نارية بدأت إسرائيل ترمي بها في أحضاننا علها ترجعنا أو تكسر الإرادة بالتغيير نحو الأفضل لدينا ، فالمستغرب إن إسرائيل لن يلحق فيها أي نوع من الأذى في هاتين المرتين وبما إن إسرائيل أيضا" هي ذلك القناص الماهر الذي يجيد صيد"20" عصفور بحجر واحدفأن الصواريح التي سقطت يقال بإنها صناعة إيرانية مما يعني إنها تريد ان تقحم إيران في الموضوع لكي تجد الفرصة مواتية في تحشيد الرأي العالمي أكثر مما مضى لتعجيل ضربتها عاجلا" وليس آجلا " ....فلا أجد نفسي مخطئا" وفق هذه المعطيات بأن إسرائيل هي أس البلاء في المنطقة التي نعيش في ظل حكومتها الحالية التي ترزح تحت وطاة وفتوة " زعرانها " وأولهم الإرهابي المتطرف " ليبرمان " ، فأنا لا أصدق إن إسرائيل المزودة بوسائل الردع المتقدمة وكاميرات المراقبة والإستطلاع التي تعمل ليلا" ونهارا"و برا" وبحرا" وجوا" لم تستطع رصد المسار الذي أطلقت منه الصواريخ ...!
في ظل هذا المصاب الجلل الذى أدمى قلوبنا جميعا" بدماء زكية بريئة سكبت على أرضه الطهور نتيجة هذه الصواريخ العبثية فلتكن ردة الفعل بالنسبة إلينا مزيدا" من التلاحم والتآخي بين أفراد الشعب الواحدوقيادته وان يكون ذلك مصدرا لدفعنا بالمضي قدما" بتنفيذ مشاريعناوبرامجنا الإقتصادية الحساسة لنميت من يسعى لخراب ديارنا بغيظهم .... لا أن نركن إلى التنديد والإدانة فقط بل لزاما علينا أن نخطو ا واثفين بأجندة لا غربية ولا فارسية بل أجندة ترتسم فيها قسمات وجوه الأردنيين الوضاحة من الشمال إلى الجنوب الماضية سواعدهم - بعون من الله- إلى العزم الذي لا يلين والذي مهما ألم به من جراح وآلام لا يستكين إلى مطامع العدا أيا" كانت مآربهم ومشاربهم ، فيا أردن " تحميك منا الصدور فإما الحياة وإما الردى" ....حفظك الله يا بلدي .