أمن الدول يرتبط مباشرة بقوة المواطن وشعوره بالمسؤولية تجاه حرية الوطن وسيادته والتزامه بقوته ومناعته. هذا الشعور بالمسؤولية مرتبط بمشاركة المواطن الحقيقية في الحياة السياسية، واستشعاره أنه شريك في الوطن يتمتع بالحقوق ويتحمل الواجبات ...
وهو لذلك يتطلب مجلسا نيابيا قادرا على مراقبة المؤسسات التنفيذية والحيلولة دون استشراء الفساد فيها، وقادرا كذلك على سماع أصوات النقادة واستيعاب قوى وطنية معارضة تسعى إلى الإصلاح والتنمية من داخل مؤسسات الدولة والمجتمع. كما يتطلب وجود قضاء نزيه ومستقل يلقى احترام الجميع، ويملك القدر على إعادة الحقوق وردع المسيئين للمصلحة العامة. ومسؤولية تطوير المؤسسة التشريعية ليست فقط مسؤولية النواب، بل هي مسؤولية الجميع بدءا من القيادات السياسية الرسمية والحزبية.
أما ظاهرة الحرد النيابي او العزوف عن المشاركة بالانتخابات النيابية ماذا قد تعكس ؟
بذلك قد تصبح ظاهرة الحرد والعزوف يمهد الطريق لفقدان الهوية الإجتماعية والثقافية التي تعكسها الأحزاب مما يفقد للأهلية إن زادت نسبة العزوفـ،الانتخابي في المحطة الانتخابية
يصبح الحزب او اللجنة اي كانت قابلة للاندثار إن لم يحصن نفسه قاعديا ، والأكثر من ذلك يكون له احتمال الذوبان مع الآخرين أو تقبل الذوبان .
الشارع الشعبي ربما بالسابق انتخب من لم يرى منه الا البرنامج فما كان على العملية الانتخابية سوى الاستمرار
مع فترة ربما نقول هي الهدنة والاستراحة للحياة البرلمانية وهناك من التزم ببرنامجه حسب المستطاع وان كانوا قلة ... وهناك من لم ينتخب لفقدان الثقة وهناك من انتخب مع فكر الجماعة وليس على قاعدة كفاءة الناخب ..
فهل هذا أثر على المسيرة الإنتخابية ... فما دامت النظرة الى دولة المؤسسات وسيادة القانون والاتجاه للإصلاح السياسي هي المعايير والأسس ... فالحرد والعزوف لا يؤثر بمقدار كبير لماذا ؟؟؟ منطقياً لوجود البدائل والتي
هي جاهزة اجتماعيا ونفسيا بل ربما التجديد من سنن الطبيعة ...فالوطن لا يتحدد بمن فلان وعلان وبمن عزف
واقبل بل وفق قواعد قانونية ودستورية وعلمية ثم سياسية وأمنية واجتماعية وثقافية ... منظومة تتكافل بينها
وبين نسيجها ... حتى يقال من ليس له كبير فليأتي بكبير له ... لماذا لإن العقل الفردي مهما عزف وتفرد يحتاج الى البوتقة والهوية الجمعية فكيف اذا كان يحرص على الحياة البرلمانية التي تعكس صوته وتوجههاته ومشاكله
وهمومه ...بل هي سفير النوايا الشعبية كما اعتقد في مصطلحي الجديد . ومنظومة تعكس الشريك في هموم ومطالب الوطن قبل الفرد وحزبه ولجانه ..
وفي إطار آخر من الإصلاح السياسي والإجتماعي نتمنى أن يتم الفصل بين الحزب كحزب سياسي محض وبين الهيئات ذات الطابع النقابي أو الحركي أو حراك المعلمين ومطالبهم وهمومهم .. فازدواجية الخطاب والعمل والمنهج تؤدي حتما إلى الغموض السياسي والتشرذم المؤسساتي . بل يجب الفصل بين حراك المعلمين وبين
الحركة الحزبية مهما كان منهج الحزب وتميزه وقدرته لإن المعلم والطالب والعملية التربوية هي منظومة
حضارية امتدادية لا تتقلص لبرنامج او تستمد قوتها منه والدليل ان غاياتها صناعة العقول وانتاج المعرفة
اما عكس هذا فهو تقزيم الثلاثية وفق حزب وبرنامج مما يفقدها القدرة على الانفتاح الحضاري والتواصل
العلمي فالعلم امبريقي هو نفسه تتغير نظريته اذا جاءت الادلة بعكس ما اعتقد ...ولذا الحراك للمعلم يجب ان يعمل
بمنهاج بعيدا عن اي عرف وحزب وبرنامج حزبي وبعيد عن الحسابات السياسية اذا كان يؤمن بالقلم والحياة الفكرية لطالبنا الذي ينتظر الأفضل أما عندما يسمع طالبنا ان حراك المربي يعزف بعزوف برامج او اجندة
او سياسية فهل سنصدق انه امام من ينهض بالعقل العلمي والتفكير الفعال والناقد والإسلوب الحضاري ..
ويرى الانفصام التربوي او الخصام التربوي سواء ممن يتكسب على ظهره من بعض افراد اللجان ولو قال حراك معلم لإن العملية ليست معلم فقط ... بل يتعلم التكسب ولما لا فالتعلم بالمحاكاة ...
او يسمع في جانب اخر عزوف من حراك بعض اعضاء اللجان عن الانتخابات فيتعلم فلا تلوموا طالبنا ؟؟؟؟
وما تقدموا من أراء وأفكار وسلوكيات تجدوه عند طلابكم فلكم الخيار ولكن بعد قليل لا تقولوا لماذا أبنائنا هكذا وطلابنا ؟؟؟؟ علينا ان نحترم كبيرنا ونرحم صغيرنا طالبنا هو صغيرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة