بات في حكم المؤكد أن لا أحد يعتقد أن حكومتنا ديمقراطيه كما لا يستطيع أحد أن يؤكد أن هذه الحكومة عرفيه حسب المواصفات والمقاييس القمعية .. فإذا كان للديمقراطية أحكامها وآدابها وأصولها فان للعرفية أدواتها العديدة أيضاً ..؟! ترى إذا كانت هذه الحكومة غير ديمقراطيه وغير عرفيه فماذا تكون إذاً , وهل نستطيع تسميتها بالحكومة الديمقراطية مع بعض النكهات العرفية أم نسميها حكومة عرفيه مع بعض المنغصات الديمقراطية .!!
إن ما نلاحظه بعد هذه المقدمة السريعة أن القرار الفردي الحكومي قد أحدث هزات عنيفة ضربت البنيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتصدعت منه مؤسسات عديدة وحقائق عديدة ولدّت قناعة لدى عامة الناس أن كل فعل تقدم عليه هذه الحكومة لا يثير سوى الغضب والحنق لدى العامة من المواطنين بسبب عناد الحكومة الغير مبرر وصم آذانها عن كثير من الآراء التي ربما لو أخذت بها لتغير الحال لكنها أي الحكومة وفي كل مره تحرص على صورتها السياسية حتى وان كانت هذه الصورة ممزقة واعتراها بعض غباش ..!! وإلا فماذا نسمي تحركش الحكومة بالمعلمين الذين طالبوا بحقوق أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها حقوق مشروعه .. وماذا نقول عن عمال الزراعة الذين بحت أصواتهم وكلماتهم التي نطقوا بها كانت تخرج من جوف الفقر والمعانات المزمنة ..!! وماذا نقول عن الإخفاقات التي كشفها واقع الحال ( الأمر من العلقم )..!! وماذا عن حكومة لا تعترف بالحوار إلا في حدوده الدنيا ..!!
لكن لله والتاريخ نقول أن حكومتنا أبدعت في كل شيء .. أبدعت حين صدّعت رؤوسنا بزعمها عن نزاهة الانتخابات القادمة وبالمقابل هناك أحزاب أعلنت نهاراً جهاراً عن المقاطعة بسبب التشكيك بالنوايا التي لم تتمكن الحكومة من قطع دابرها إلى الآن عداك عن بعض الأصوات التي نسمعها تؤكد فقدان الشهية بالمشاركة , كما أبدعت في الحديث عن الحقوق والواجبات والانتماء , وعن توفير الأمان الاقتصادي والاجتماعي للناس ... ونحن المواطنون وكذلك المراقبون تحاصرنا الدهشة والترقب من كل الإجراءات القائمة وفي كل مره يكون مطلوب منا أن نقتنع بكل ما تقوله الحكومة , فكلما طبلت هذه الحكومة أو زمرت علينا أن نهز الوسط ونرقص ومن لم يرقص فهو متهم باللاانتماء ..! لذلك ومن باب قبضنا على عروة مواطنتنا بأسناننا نطلب من الحكومة ترك سياسة صم الآذان والمبادرة لتصحيح المسار والمساهمة بحل كافة القضايا العالقة منذ ميلاد هذه الحكومة لأن مصلحة الأردن ومستقبل الأردن أهم بكثير ولا يمكن التفريط بهما بأي حال من الأحوال.!!
ويبقى السؤال .. هل هناك قدرة على التضحية بالمنصب أمام الثبات على المبدأ ..؟!
moqeem98@yahoo.com