زاد الاردن الاخباري -
انتظر المخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجاج أشهرا للحصول على موافقة لعرض فيلم "كما قال الشاعر" في دمشق، غير أن مرور الوقت دون جواب يعني أن الفيلم الذي أعده المخرج عن أمكنة حلّ بها الشاعر محمود درويش يمضي بعيدا في عتمة المستودعات والخزائن الرطبة، وليس من المتوقع أن يحظى بالموافقة على عرضه.
وفي اتصال أجرته وكالة "فرانس برس" -مع مدير المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد، وهي جهة رقابية، الثلاثاء الـ 3 من أغسطس/آب- اكتفى بالقول "لدي ملاحظات على الفيلم، وأفضل أن أقولها للمخرج أولا"، لكن المخرج الذي أكد أنه اتصل مرارا وتكرارا دون أن يحظى حتى بالرد على اتصالاته، قال "قدمت الفيلم على أمل أن يجد طريقه للعرض في ذكرى ميلاد محمود درويش في مارس الماضي، وعرفت أن لجنة لمشاهدة الفيلم قد وضعت تقريرها، ولكن مع ذلك لم يجبني أحد".
وتوقع المخرج حجاج أن يكون "ظهور الشاعر الإسرائيلي إسحق لاؤور في الفيلم، هو السبب في عدم الموافقة".
وحسب المخرج، فإن لاؤور يظهر في الفيلم يقرأ قصيدة محمود درويش "عندما يبتعد" من ديوانه "لماذا تركت الحصان وحيدا"، التي يقول فيها الشاعر "لولا المسدس لاختلط الناي بالناي"، و"سلم على بيتنا يا غريب". وهي القصيدة التي رأى فيها كثيرون نوعا من التطبيع مع الإسرائيليين.
أما المخرج حجاج، فقال "حين يقول درويش عبارة "للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا"، ويعيد لاؤور وراءه العبارة نفسها، فإن العدو هو نفسه في العبارتين، أي إسرائيل". ويضيف "أريد أن أوضح أنه يمكن أن يكون يهوديا إسرائيليا معاديا للصهيونية، وحينها فإنه يقف مع محمود درويش على نفس الأرض". ويوضح حجاج "مشكلتنا هي مع الفكرة الصهيونية".
غضب العرب والإسرائيليين
ويتحدث نصري حجاج عن مفارقة ما بعد عرض الفيلم؛ حيث يقول "غضب مني الإسرائيليون، معتبرين أنني خدعت لاؤور، بينما اعتبر العرب أنني أطبع مع الإسرائيليين".
وقال الناقد السينمائي اللبناني -نديم جرجورة-: "لم أجد من النافر ظهور لاؤور في الفيلم، ولا أعتبر ظهوره نوعا من التطبيع، والمخرج مواقفته واضحة بهذا الخصوص"، وأضاف جرجورة "اختيار الشاعر والقصيدة في مكانهما كان محسوبا بدقة".
وقال حجاج -عن أهمية العرض في دمشق بالنسبة له-: "بادرت للعرض في دمشق لأهميتها بالنسبة إلى درويش. لقد أحبها الشاعر وقدم فيها أجمل قراءاته، كذلك فإن الجمهور السوري رائع في حبه لدرويش".
وأضاف "لكن سببا آخر دفعني للمبادرة العرض في دمشق، هو أنني صورت فيها جزءا من الفيلم، ووددت أن أعرض فيه كل الأماكن التي صورت فيها".
وفيلم "كما قال الشاعر" صور في عديد من الأماكن التي زارها أو أقام فيها الشاعر الراحل، من مدن وفنادق ومدرجات قرأ فيها الشعر، من فندق "ماديسون" في سان جرمان؛ حيث كان ينزل في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، إلى مسرح الأوديون، وبيروت، وتونس، ومكتبه في مجلة الكرمل في رام الله، وبيته في عمان، وصولا إلى مسقط رأسه في البروة (عكا)، وفي تل أبيب؛ حيث قرأ اسحق لاؤور. وأوضح المخرج أنه لم يصور بنفسه هناك، بسبب عدم حصوله على تصريح بالدخول.
وظهر في الفيلم عدد من الشعراء الذين قرؤوا قصائد درويش بلغاتهم كدومينيك دوفيلبان -وزير الخارجية الفرنسي السابق- والبرتغالي خوسيه ساراماغو، والشاعر الكردي شيركو بيكس.
وقد عرض الفيلم حتى الآن في مهرجان للسينما الفلسطينية في لندن، وفي مسرح الأوديون بباريس، وفي دبي بحضور دوفيلبان وزوجته، وفي ميونخ، وتكساس، وفي المسرح البلدي في تونس، كما عرض في بيروت وحيفا في وقت واحد في فبراير/شباط الماضي
ا.ف.ب