زاد الاردن الاخباري -
هل صحيح ان معظم الرجال يقترفون نزوات بأشكال مختلفة؟ وهل صحيح ان المرأة ترفع يافطة"سامحتك سامحتك"ولكن الى اجل مسمّى ، والى حين تتأكد من وقوع زوجها بالجرم المشهود؟
وماذا يعني تكرار بعض الازواج لنزواتهم بحجة ان المجتمع يمنحهم الحصانة كجزء من ميراث الرجل الشرقي؟
وفي زماننا الحالي ، تأخذ النزوات اشكالا تختلف عما كان في الماضي واقصد النزوات"التقليدية" ، مثل الحديث مع امرأة عابرة بعد ان يكون الرجل قد انهى سهرته مع الأصدقاء.
قيدا من الحرية
ثمة نساء يتركن مساحة للرجل لكي لا يشعر بان الحياة الزوجية باتت قيدا على حريته. وهؤلاء يعتبرن انفسهن"متفهمات" وواعيات كما تقول السيدة أمل. وتضيف: زوجي شخصية عامة وبالتالي فان من الطبيعي ان يكون محل اهتمام و متابعة نسائية بطريقة اوبأخرى. وترى انها لو حاصرت زوجها بالاسئلة ورصدت تحركاته وخطواته لما استفادت شيئا. لأنه حتما سوف يمارس نزواته بطرقه الخاصة ودون ان تعرف. وتزيد السيدة أمل: اعرف صديقات زوجي وازعم انني لا اعرفهن. واذا ما تبرع احدهم بايصال رسالة عن زوجي يكون ردي: اعرف كل شيء ولا اريد المزيد من المعرفة.
بينما تؤكد السيدة سهام ان زوجها يمارس نزواته بعيدا عن البيت ولا اذكر انني"ضبطته" يوما متلبسا بمكالمة"ساخنة". ولكني كزوجة اعرف انه"يخونني".
وتقول نهلة انها لا تمانع ان تكون لزوجها نزوات بشرط ان تكون"معقولة". وحين سألتها ماذا يعني ذلك. ردت : ان لا تصل الامور الى الزواج من امرأة اخرى. لأن هذا يعد بالنسبة لي خطًا أحمر.
عدت اسألها: كيف يمكن للمرأة ان تسمح بذلك. قالت : الخيارات احيانا تكون محدودة. وهناك فرق بين ان تعرف الزوجة وبين ان تكتفي بالعلم من خلال الآخرين.
اما احلام عبد الرحيم فترفض مبدأ النزوات من اساسه. وتقول ان زوجها رجل محترم لا يرضى ان يمارس تناقضاته العاطفية وبخاصة وان ابنته في سن زواج.
وتضيف: احيانا اسعى لمعرفة رغباته وما يريد واتسلل الى روحه عبر خلق طقوس معينة لا تدركها الا الزوجات بالخبرة والمعايشة. طبعا كل زوجة واعية تدرك اين يسرح زوجها بخياله وتعرف ان الزن والضغط لا يؤديان الى نتيجة. فكل رجل لديه من الحيل والطرق التي تجعله يفعل ما يريد دون ان يظهر عليه اي شيء. او كما يقولون"وبراءة الاطفال في عينيه".
لا يهدأ
زواج عفاف (محاسبة) لم يدم طويلاً كما حلمت بنت الثلاثين ربيعاً فلم يكد يمر شهران حتى وجدت نفسها مضطرة لمغادرة بيت الزوج .. لأنها تشك بنزواته ما بعد الزواج ..،
من ناحيتها تحاول نضال (مندوبة مبيعات) أن تحصي عدد المرات التى شكت فيها بزوجها فتعجز عن تحديد الرقم .. ذلك أن خروجها من البيت مع الوقت اصبح تخطيطاً ودراسة "وتكتيكا" كما تصفه .. وتضيف عندما شككت فى زوجى اول مرة .. وذهبت الى بيت اهلي .. جاءنى معتذراً ومعه باقة ورد .. تضيف : لم اكترث الى تلك الباقة كثيراً .. لأن لا قيمة تذكر لها ولكنه فى المرة الثانية جاء الى بيت اهلى ومعه خاتم كنت قد طلبته منه ولم يفعل .. ولكن الهدايا لم تفلح فى ان تجعلني افتح صفحة جديدة.
الرجال الرجال
و للرجال موقف آخر ومختلف عما تذهب اليه المرأة. يقول نزيه معمر ان معظم الرجال بعد فترة من الزواج يشعرون بالملل من الزواج. وهذا لا يعني بالضرورة انهم"خونة". بل انهم يبحثون عن امور تثير في داخلهم الدهشة بعيدا عن رتابة الأيام ومسؤوليات الأسرة التي لا تنتهي.
ويعترف عمران ان النزوة طارئة وليست خيانة دائمة. وهو ما يعني انها مسألة عابرة لا تستحق التوقف عندها لا من قبل الزوجة او الزوج نفسه.
ويرى الدكتور سري ناصر استاذ علم الاجتماع بالجامعة الاردنية ان النزوات امر بات عاديا في الحياة الزوجية مادام لا يتجاوز حده. ويرى ان الحياة بكل تعقيداتها حملت معها الكثير مما لم يكن سائدا في الماضي بسبب ظروف الحياة ذاتها.
كثيراً ما تجد الزوجة نفسها أمام طريق مسدود فى خلافاتها الزوجية فتتجه الى حقائبها لتملأها بالأغراض وتتجه الى بيت اهلها .. ما الذي يدفع الزوجة الى الشك فى زوجها .. هل هو مجرد الوهم ؟ أم تمرين على الانفصال ؟ هل تمكث المرأة كثيراً فى بيت ابيها حتى لو عرفت أن ذلك يؤدى الى الانفصال .. كرد فعل منه .. أم أن ضغط الخلافات الزوجية لايترك لها مجالاً لمراجعة حساباتها ويدفعها الى القيام بأي تصرف من دون أن تأخذ نتائجه ومضاعفاته فى الحسبان ؟
ويرى الدكتور ناصر ان التفاهم والشفافية امر مهم في هذه المسألة دون تفريط او مبالغة في الانفعالات.
الدستور ـ طلعت شناعة